قبل انطلاق مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، وضعت مكاتب المراهنات برشلونة بطل إسبانيا على رأس قائمة الترشيحات للفوز باللقب. أما بايرن ميونيخ بطل ألمانيا فوقف في المركز الثاني أمام القطب الإسباني الآخر ريال مدريد.
لكن الآن تغيرت الصورة تماماً، وبات البايرن متقدّماً على الجميع، لا بسبب السقوط المدوي للفريق الكاتالوني في باريس، بل بعد العرض الهجومي الرهيب الذي قدّمه البافاريون في المواجهة الأولى مع أرسنال، وأرعبوا من خلاله كل الخصوم، الذين باتوا يرون فيهم أقوى مجموعة على الساحة الأوروبية، فهل فعلاً سيكون بإمكان بايرن فعلها هذا الموسم؟
الواقع أنه لا يخفى على أحد أن بايرن ميونيخ ليس فريقاً عادياً، ولو أن تأهله الى دور الـ 16 للمسابقة الأوروبية الأمّ كان على غير عادة من المركز الثاني في مجموعته. لكن مسألة حمل الكأس صاحبة الأذنين الطويلتين الى بافاريا، تتوقف عند تفاصيل قليلة، لكن دقيقة في الوقت نفسه.
وانطلاقاً من تجارب المواسم القريبة الماضية التي فشل خلالها البايرن في العبور الى مسرح المباراة النهائية، يمكن أن يخشى محبوه السيناريو نفسه الذي عرفه الفريق أيام المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا وتسبّب بخروجه من "التشامبيونز ليغ". وهنا الحديث عن النقص في التشكيلة، إذ صحيح أن البايرن يملك تشكيلة كاملة متكاملة، حيث لكل لاعب تقريباً بديل من مستواه، لكن تبقى الإصابات المفاجئة عاملاً مؤثراً سلباً بشكلٍ كبير، وخصوصاً عندما تُجبر الإصابات المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على اعتماد تشكيلة معدّلة بدلاً من تشكيلته الثابتة والمتناغمة التي تفرز نتائج طيّبة بفعل الكيميائية الموجودة بين لاعبيها.
كذلك، وفي سياق متصل، يمكن الحديث عن مشكلة قد تطرأ على هذا الصعيد، ولم يعمل بايرن على حلّها خلال فترة الانتقالات الشتوية. والتصويب هنا على خوض البايرن كل البطولات بمهاجمٍ وحيد هو البولوني روبرت ليفاندوفسكي، الذي في حال تعرّضه لإصابة أو إيقاف، فإن الفريق سيفتقر إلى رأس حربة صرف.

سيكون لأندية «البوندسليغا» دور
في حال فوز بايرن باللقب الأوروبي
وتبدو المشكلة أعمق مع ابتعاد الهداف توماس مولر عن ممارسة هوايته المفضلة هذا الموسم، ولو أنه قد يستعيد الثقة بشكلٍ كبير بعد هدفه في مرمى أرسنال.
أما النقاط الأخرى التي يمكن الحديث عنها، فهي عن شخصية الفريق المفترض أن تكون قوية مع مدربٍ متخصص في غنم لقب دوري الأبطال، وهو ما دفع البايرن الى التعاقد مع أنشيلوتي بعدما عجز عن تحقيق مبتغاه أيام "بيب". لكن على أنشيلوتي العمل على الجانب الذهني للاعبيه الذين بالتأكيد يجدون أن أي فوز كبير على أرسنال أو أي فريق آخر يشبهه هو مسألة روتينية بالنظر الى تفوق البايرن على "المدفعجية" على سبيل المثال في الأعوام الأخيرة. لكن تبقى عقدة الكبار هاجس البافاريين الذين يحتاجون الى استعادة الثقة بالنفس التي ستعطيهم القدرة للتغلب على فريقٍ كبير مثل ريال مدريد.
وبعيداً عن جانب المتعة التي عهدناها أيام غوارديولا، تحسّن البايرن كثيراً مع أنشيلوتي، وتحديداً من الناحية الدفاعية حيث يقود ماتس هاملس خط الظهر بإتقان. كذلك، فإن الفعالية الهجومية بقيت على حالها رغم تراجع عطاء البرازيلي دوغلاس كوستا وإصابة الفرنسي كينغسلي كومان، اللذين شكلا عمقاً في التشكيلة. لذا يبقى خط الوسط مصدر وجع الرأس لأنشيلوتي والجهاز الفني، حيث يحتاجون الى حسابات دقيقة لاختيار الأنسب وسط فترات الصعود والهبوط في المستوى التي يعيشها الإسباني شابي ألونسو المفترض أن يكون ضابط الإيقاع في منتصف الملعب.
كل هذه الأمور سيتوقف عندها البايرن قبل التفكير بالفوز باللقب الكبير، الذي سيكون لأندية "البوندسليغا" دور في تحقيقه أيضاً، على اعتبار أن الفريق البافاري يحتاج الى الشعور بمباريات تنافسية محلياً تبقيه على مستوى عالٍ قبل كل موعدٍ أوروبي.




4 مباريات الليلة وغداً

تقام الليلة، الساعة 21.45 بتوقيت بيروت، مباراتان ضمن إياب دور الـ 16 لدوري الأبطال، إذ يحل بايرن ميونيخ ضيفاً على أرسنال وهو متقدّم 5-1 ذهاباً. كما يلعب ريال مدريد الإسباني في ضيافة نابولي الإيطالي بعدما تقدّم 3-1 ذهاباً.
أما مساء غدٍ، وفي التوقيت نفسه، فيلعب برشلونة مع ضيفه باريس سان جيرمان الذي صدمه 4-0 ذهاباً، بينما يحلّ بنفيكا ضيفاً على بوروسيا دورتموند وهو متقدّم 1-0 بنتيجة مباراة الذهاب.