كثرت الانتقادات مع وصوله الى "أولد ترافورد"، لكن هذه الأيام، رُفع المدرب البرتغالي جوزيه مورينو من جديد إلى مقامه الـ"سبيشال وان". لا يطلب الأخير إلا الوقت، لكي يثبت قدراته مع الفريق الذي يقوده بخطىً ثابتة نحو الألقاب.
لا يهتم مورينيو بآراء وسائل الإعلام حوله وحول ما يبينه خطوةً خطوة، بل يعمل بالخفاء، ويفاجئ داخل أرض الملعب مغلقاً أفواه منتقديه، ومحققاً في الوقت ذاته أرقاماً يصعب تحقيقها.
قبل يومين، قاد مورينيو فريقه للتتويج الخامس بلقب كأس رابطة المحترفين الإنكليزية. لم يحتفل المدرب بالتتويج، رغم أنه أول مدرب لـ"الشياطين الحمر" يفوز ببطولة كبيرة تعتمد الأدوار الإقصائية، في أول عام له كمدرب للفريق منذ 139 سنة. وعلى صعيد الأرقام، كشف موقع "مسيتر شيب" الشهير بعالم الإحصاءات أن مورينيو أصبح خامس أكثر مدرب يفوز بألقاب في التاريخ، بعد كل من مدرب يونايتد السابق "السير" الإسكوتلندي أليكس فيرغيسون والروماني ميرتشا لوتشيسكو والأوكراني فاليري لوبانوفسكي وسيتين، إذ حمل لقبه رقم الـ 23.
كذلك، تبلغ نسبة نجاح مورينيو في المباريات النهائية 63.7%، هذا ما تبين مع مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية التي رصدت المباريات النهائية للـ"مو" منذ بداية مسيرته التدريبية مع بورتو البرتغالي في 2003 وحتى تجربته الحالية مع مانشستر يونايتد.

يتّفق أهم نجوم يونايتد
السابقين على أن حقبة مورينيو ستكون مرصعة بالألقاب


23 مباراة نهائية، فاز بـ 15 منها، وخسر 8. مع بورتو لعب 4، وتُوِّج بـ 3، (دوري أبطال أوروبا 2004-2003، وكأس الاتحاد الأوروبي "يوروبا ليغ حالياً" 2003-2002 وكأس البرتغال 2003-2002). أما مع تشلسي ويونايتد، فلعب 10 مباريات نهائية، فاز في 6 وخسر في 4.
وكانت له إنجازات كبيرة مع انتر ميلانو الإيطالي، حيث توّجه بدوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا والسوبر الإيطالي ولقبين للدوري الإيطالي، وبلغت نسبة نجاحه في النهائيات هناك 75%. في المقابل، خسر لقب كأس السوبر المحلي أمام لاتسيو في 2009.
أما مع ريال مدريد، فكان مشواره الأضعف، إذ حقق الفوز بمباراتين نهائيتين: كأس ملك إسبانيا 2011 والسوبر الإسباني 2012.
طبعاً، ليس من طبع مورينيو أن يقف عند حدّه. واللقب المأمول حصوله عليه قريباً هو كأس الاتحاد الإنكليزي، حيث بات الآن في ربع النهائي، والأهم "يوروبا ليغ" في دور الـ 16. هذا في الموسم الحالي، أما في الموسم المقبل، فالعين طبعاً على الدوري المحلي الذي بات بعيداً عن متناوله هذا الموسم، وعلى دوري أبطال أوروبا في حال التأهل إليها.
يتفق أهم نجوم يونايتد السابقين على أن حقبة مورينيو ستكون مرصعة بالألقاب. أسطورة النادي السابق الفرنسي إيريك كانتونا يرى أن يونايتد سيفوز بأكثر من لقب هذا الموسم، والنجم الآخر الويلزي راين غيغز رأى أيضاً أن التتويج باللقب الأخير هو تدشين عصر جديد من الإنجازات، تحت قيادة مورينيو.
حقبته هي الحقبة التي كان يجدر أن تخلف حقبة فيرغيسون سريعاً. بعد رحيل الأخير عام 2013، كان الفوز بكأس إنكلترا هو أول إنجاز لمانشستر يونايتد، من دون تحقيق إنجاز آخر، لكن حالياً، تسير الأمور على نحو متصاعد، بعد فشل المدربين السابقين الإسكوتلندي ديفيد مويس والهولندي لويس فان غال، وحالة عدم الاستقرار التي لحقت بالفريق.
المشهد البطولي الذي خُطَّ أخيراً لعب فيه دوراً كبيراً النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، حيث سجل هدفين أمام ساوثمبتون للتتويج باللقب. كلما زاد "إيبرا" بالعمر، زاد تألقاً، معيداً الى الذاكرة صورة نجم يونايتد الذي كان يحتل الجزء الأكبر من صورة الفريق. حصل ذلك مع كانتونا، وديفيد بيكام، وواين روني وحالياً معه. لعل ما يختصر أهمية السويدي الحالية للفريق هو ما قاله مورينيو للجماهير: "أحث الجماهير على التجمع أمام منزل إبراهيموفيتش للتأكد أنه سيمدد عقده مع النادي".