لا صراع عادياً كلاسيكياً بين فريقين في إنكلترا. في الغالب، يلعب الفريق باسم مدينته، ويصرّ على الفوز والبقاء نادياً موجوداً لاسمه، أو لاسم مدينته، أو لأن يكون هو الذي يحتل المرتبة الأولى في مدينة تتعدد أسماء فرقها.
لا يمكن تبسيط الأمر والقول إن الصراع بين فريقين يعود فقط لأسباب كروية، بل اجتماعية ومناطقية أيضاً. الصراعات بين المدن في الاقتصاد والتجارة والصناعة، وأيضاً في الرياضة، وعلى الأخص كرة القدم، الذي به تكبر الخصومة. ليفربول وتوتنهام يجددان الصراع اليوم، ليتقاسما القاعدة الجماهيرية التي يملكانها في إنكلترا. صحيفة "ذا دايلي مايل" أوردت بعد دراسة أجرتها أن التوزيع الجماهيري للفرق ليس كبيراً جداً، كما يخيل لأي مشجع يحب فريقه، بل أحياناً لا يتعدى جماهير الفريق المدينة الواحدة، وهي التي تضمه.
ورغم النتائج السلبية للـ "ريدز" في الأسابيع الأخيرة، إلا أن جمهوره ما زال على ثوابته، دون أن يغير أي مبادئه.

لا يمكن القول إن الصراع بين فريقين يعود فقط لأسباب كروية، بل اجتماعية ومناطقية أيضاً
هناك في إنكلترا يثبت المشجعون على تشجيع فريقهم، ولو نزل إلى الدرجة الأولى، أو الثانية. لا يتأثر أي مشجع بالنتيجة التي تنتهي بها البطولة أو المباراة بالنسبة إلى فريقه. يخسر أو يربح، تبقى الجماهير للفرق الكبيرة أو الصغيرة على حالها. جماهير ليستر سيتي مع ليستر، سواء فازوا بالدوري أو عادوا إلى الدرجات الدنيا. كذلك، جماهير ساوثمبتون، وست بروميتش ألبيون، وإفرتون. جماهير الأخير لها طقوس مغايرة عن باقي الجماهير، حتى بعد الممات تكون رفاتهم قد خلدت حباً لفريقهم. قد لا يكون أحد أهم الفرق الإنكليزية، ولا حتى قريباً من المنافسة على لقب الدوري، أو قريباً من التأهل إلى إحدى البطولات الأوروبية، وهذه حالته حالياً، عكس الثمانينيات التي كان فيها يخط حقبة ذهبية أمام المنافس الوحيد على الألقاب المحلية، ليفربول. لم يعد كذلك حالياً، لكن حتى الآن بقيت جماهيره كما هي، تضع باقات الزهور والهدايا خلف المرمى الشمالي للملعب، تكريماً لذكرى موتاهم. ويصل الأمر ببعضهم إلى طلب حرق أجسادهم بعد مماتهم لتنثر رمادهم خلف المرمى أيضاً.
هذه إحدى القصص التي تحكي عشق الجماهير لفريقها. وتبقى نسب الجماهير كما هي رغم تغير النتائج. فرغم تعثر ليفربول في الأسابيع الأخيرة من الدوري، إلا أن الأرقام أثبتت أن جماهيره بقيت على حالها، ليحوز القاعدة الجماهرية الأكبر في إنكلترا. أما أرسنال، فتركزت قاعدته الجماهرية في لندن وجنوب شرق إنكلترا، ليهيمن مانشستر يونايتد على مدينة مانشستر، ما عدا بلدة غورتن التي يحوز فيها مانشستر سيتي الجماهيرية هناك. من جهته، يجمع تشلسي جمهوراً كبيراً في الجزر الغربية من المملكة المتحدة، كذلك يأخذ توتنهام جزءاً من كعكة لندن.
تبقى الفرق الصغرى، كل منها في قراها أو مدنها مثل: بورنلي وستوك سيتي وأستون فيلا ونيوكاسل وآخرين.
بين توتنهام وليفربول يتجلى صراع المدن من جديد، ويبدو أن الفريقين معاً يرتقبان الفوز الذي قد يعيدهما إلى المنافسة من جديد والبقاء في المراكز الأربعة الأولى.
إذا ما نجح الأول بالاقتراب من تشلسي المتصدر، فعليه العبور فوق خسائره الأخيرة التي وصلت إلى 5 من أصل آخر 8 مباريات، والاستفادة من تراجع ليفربول الذي حاز 3 نقاط فقط من آخر 15 نقطة متاحة.
رغم تطور ليفربول حتى منتصف الموسم تقريباً، فإن ذلك لم يساعد المدرب الألماني يورغن كلوب في التغلب على سلفه الإيرلندي الشمالي براندن رودجرز، إذ بعد 54 مباراة حققا معاً 26 انتصاراً، و16 تعادلاً، و12 هزيمة.
قد يصعب التسجيل في مرمى توتنهام، إذ يملك أقوى خط دفاع في الدوري. 16 مرة فقط هو العدد الذي اهتزت به شباكه. لذا، لن تكون المباراة سهلة لليفربول الذي يريد تغيير أوضاعه قبل أن تكون هذه المباراة إنهاءً لآماله في المنافسة على لقب الدوري.




برنامج انكلترا (المرحلة 25)

- السبت:
ارسنال - هال سيتي (14.30)
مانشستر يونايتد - واتفورد (17.00)
ميدلزبره - إفرتون (17.00)
سندرلاند - ساوثمبتون (17.00)
وست هام - وست بروميتش (17.00)
ستوك سيتي - كريستال بالاس (17.00)
ليفربول - توتنهام (19.30)

- الأحد:
بيرنلي - تشلسي (15.30)
سوانسي - ليستر (18.00)

- الاثنين:
بورنموث - مانشستر سيتي (22.00)