كان النجم الألماني فيليب لام محور الاهتمام يوم السبت الماضي عندما ارتدى قميص بايرن ميونيخ للمرة الـ 500 في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام شالكه ضمن المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم.رقم رمزي يحكي عن قصة عشق هذا النجم للكرة ولفريقه البافاري والذي تحقق بفضل كلمة واحدة هي الوفاء، إذ لولا هذه الكلمة لما تمكن لام من الوصول إلى هذا الرقم مع بايرن، حيث إنه لم يلعب لفريق غيره سوى معارٍ إلى شتوتغارت بين عامي 2003 و2005 من أجل أن يكتسب التجربة، ثم ما لبث أن عاد ليبدأ كتابة فصول قصة خيالية أصبح فيها اللاعب الرمز والقدوة والبطل في الملعب وخارجه.
التوقف عند لام يتخطى مجرد تمكنه من أن يصبح أفضل ظهير أيسر في العالم منذ اعتزال البرازيلي روبرتو كارلوس، بل إلى شخصية هذا اللاعب القيادية والمثابرة والمنضبطة.

ويكفي القول هنا إن هذا اللاعب يلقى احترام الخصوم قبل الزملاء على «نظافة» لعبه وروحه الرياضية العالية. وللدلالة على ذلك أنه لم يحصل سوى على 24 بطاقة صفراء طوال مسيرة تمتد 15 عاماً، من دون تلقيه أي بطاقة حمراء، فضلاً عن ارتكابه 199 خطأ فقط في مسيرته في الدوري الألماني. واللافت أنه لم يرتكب أي خطأ على لاعب منافس في «البوندسليغا» في الفترة بين أيلول 2014 وتشرين الأول 2015، وهو رقم لا يصدق للاعب في مركز الظهير الذي يتطلب التحامات مع المنافسين.

يتجه لام إلى الاعتزال ليصبح المدير الرياضي للنادي البافاري


وفي وقت كان فيه لام يحتفل بخوضه 500 مباراة مع البافاري، خرجت مجلة «كيكر» الألمانية أول من أمس لتفيد بأن اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً يتجه إلى الاعتزال في نهاية الموسم الحالي، إذ إنه يتفاوض حالياً مع إدارة ناديه على تولي منصب المدير الرياضي حيث سيكون مسؤولاً عن التعاقدات.
هكذا، فإن ما كان متوقعاً أن يسلكه لام في نهاية الموسم المقبل يتجه إليه في هذا الموسم، لكن مهما يكن الموعد فإن الأكيد أن البافاري انتقى الرجل الأمثل لهذا المنصب، كما أن لام اختار الطريق الأفضل ليواصل فيه وفاءه وعطاءه لبايرن، مفضّلاً بذلك وضع حد لمسيرته وهو في القمة رغم أن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي رأى قبل أيام أنه قادر على الاستمرار في الملاعب حتى سن الـ 40، وهذا لا شك فيه طبعاً للاعب بمواصفات لام.
وانطلاقاً من رغبة أنشيلوتي، فإن قرار لام بالاعتزال في نهاية الموسم الحالي سيشكّل بالتأكيد خسارة للبافاري على المستوى الفني، إذ يصعب العثور على لاعب بكفاءته وتعلّقه بقميص فريقه، لكن هذا الاعتزال سيشكّل أيضاً، في المقابل، مكسباً لبايرن، إذ لن يجد أفضل من لام لشغل منصب المدير الرياضي حيث سيطمئن إلى وجود شخص على كفاءة عالية في هذا المنصب المهم الشاغر منذ رحيل ماتياس سامر. ذلك أنه رغم أن لام سيخلع لباسه الرياضي ويرتدي بزته الرسمية، إلا أنه سيكمل مشوار خدمته لبايرن، وخصوصاً أنه فريق قلبه ومدينته وهو عالِم بكل صغيرة وكبيرة في ملعبه «أليانز أرينا» وعلى علاقة جيدة بالجميع من دون استثناء ويحظى باحترام اللاعبين المنافسين الذين سيبرع لا شك في ضم أبرزهم إلى البافاري انطلاقاً من تجربته الغنية في الملاعب.
فضلاً عن ذلك، فإن لام يمتلك شخصية قيادية وقوية استمدها من تسلمه شارة قيادة منتخب ألمانيا خلفاً لميكايل بالاك بسن 26 عاماً ومن بعده بايرن، هو الذي وصفه مدربه السابق الإسباني جوسيب غوارديولا ذات مرة بأنه «أذكى لاعب أشرفت على تدريبه».
إذاً، وفقاً لمجلة «كيكر»، فإن لام يخوض أشهره الأخيرة في ملاعب الكرة وهو لا شك سيزداد طموحاً لكي ينهي الموسم رافعاً كأس دوري أبطال أوروبا حتى يختتم مسيرته بطريقة مشابهة للتي أنهى بها مسيرته الدولية في 2014 عندما رفع كأس العالم في أرض البرازيل.




مالديني الجديد

بطبيعة الحال، لن يرحّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب بايرن ميونيخ، بفكرة اعتزال فيليب لام نظراً إلى دوره القيادي والمحوري في الفريق.
وقال أنشيلوتي قبل أيام لمجلة «كيكر» الألمانية: «لقد قلت له بأنه يمكنه الذهاب أبعد من عقده الحالي في 2018. إنه في فورمة جيدة وليس لديه مشاكل. فيليب يمكنه أن يصبح باولو مالديني الجديد. يمكنه أن يلعب حتى سن الـ 40».
يذكر أن مالديني نجم إيطاليا وميلان السابق اعتزل في سن 41 عاماً.