ماذا ينتظر الاتحاد اللبناني لكرة القدم لكي يضرب بيد من حديد ويوقف مسلسل الاعتداءات على الحكام؟ماذا ينتظر المسؤولون قبل أن يقفوا وقفة جريئة في وجه كل من يسعى الى تغطية أخطائه وفشله بإلقاء اللوم على الحكام؟ صحيح أن الحكام يخطئون، وصحيح أن أخطاءهم في بعض الأحيان مؤثّرة، لكن هل يمكن أن تصل الأمور الى مطاردتهم في الشوارع وصدم سياراتهم، والسبب هو طرد لاعب بقرار صحيح لا غبار عليه.

ما بدأ بعد مباراة الأنصار والإخاء الأهلي عاليه قبل أسابيع والتسويات التي شهدتها القضية، أدى الى تهديد سلامة حكام مباراة الإخاء الأهلي عاليه وضيفه النبي شيت أمس على ملعب بحمدون والتي خسرها صاحب الأرض 1 - 2.
أمس، لم يتقبّل جمهور الإخاء الأهلي عاليه خسارة فريقه، فقرر أن «يفشّ خلقه بالحكام». ففريقهم الذي كان متأخراً 0 - 1 بهدف مبكر للاعب النبي شيت محمد باقر أيوب في الدقيقة الثالثة، عادل عبر البرازيلي كادو بعد نصف ساعة. الأمور كانت تسير بشكل طبيعي حتى الدقيقة 79 حين تعرّض لاعب الإخاء كادو بالضرب للاعب النبي شيت السنغالي بابا سيريني من دون كرة، فما كان من الحكم علي رضا إلا أن طرده لتتلقى شباك الإخاء الهدف الثاني بعد دقيقتين عبر سيريني نفسه وليخسر الإخاء المباراة 1 - 2.
هنا جنّ جنون جمهور الإخاء، وعمد الى مطاردة الحكام في الملعب واعتدى عليهم بالضرب بالعصي، حيث تلقى الحكمان المساعدان ربيع عميرات وسامر بدر ضربتين على الرأس، قبل أن يقوم الوزير أكرم شهيب بضبط الأمور والذي لولاه لكان الحكام بخبر كان. لكن القضية لم تنتهِ عند المطاردة في الملعب، بل تواصلت خارجه وعلى الطريق الدولية حيث لاحقت سيارتان بيضاء وحمراء الحكام وقامت بصدم سيارتهم بهدف إيقافهم، قبل أن تتدخل العناية الإلهية وينجح الحكام في الهرب بمساعدة عناصر من قوى الأمن الذين أنذروا الحكام بأن بعض الجمهور يكمن لهم في ساحة عاليه.
في مكان آخر، وتحديداً على ملعب المرداشية في زغرتا، كان حكم مباراة السلام زغرتا وضيفه الاجتماعي محمد درويش يتعرض للضرب من قبل قائد فريق الاجتماعي وائل بيّاض بعد طرده في الدقيقة 73. فقائد الفريق، الذي يجب أن يكون قدوة لزملائه، لم يتقبل أن فريقه خاسر أمام السلام 0 - 2 بهدفي البرازيلي ليوناردو دي أوليفيرا وجان جاك يمين (4 و33) ليقوم بما قام به وتتلقى شباك فريقه هدفاً ثالثاً عبر ابراهيم سويدان في الدقيقة 83، قبل أن يقلص الغاني كوفي بواكيه النتيجة بعدها بدقيقة، ليخسر الاجتماعي المباراة 1 - 3 وقائده لفترة طويلة.

شكّلت مباراة طرابلس والنجمة نقطة مضيئة في ظلام الأسبوع الـ 15


حادثتان سبقهما اعتداء في الدرجة الرابعة من قبل لاعب فريق الإخاء حارة حريك محمد شري في لقاء فريقه مع الجبل مجدلبعنا، بعدما لكم الحكم ماهر العلي الذي كان قد طرده بداعي الشتم، فما كان من اللاعب إلا أن ضربه، ما أدى الى عدم استكمال المباراة من قبل العلي.
ثلاثة اعتداءات في يوم واحد والكرة في ملعب الاتحاد، فإما أن يتخذ القرارات المطلوبة لحماية اللعبة وحكامها من دون أي تسويات، وإلا فعلى كرة القدم السلام.
لكن الأسبوع الخامس عشر لم يكن سوداوياً بالكامل، فيوم السبت شهد مباراة شكّلت نقطة بيضاء حين التقى فريقا طرابلس والنجمة في أروع مباريات الدوري هذا الموسم وانتهت لمصلحة النجمة 4 - 3. سبعة أهداف، كل واحد منها أجمل من الثاني. مباراة خاطفة للأنفاس حتى الثواني الأخيرة حين أحرز مازن جمال هدف الفوز للنجمة في الدقيقة 94.
فريقان أمتعا كل من شاهد اللقاء، والأهم أنهما بقيادة مدربين لبنانيين: جمال الحاج للنجمة وفادي العمري لطرابلس. ولا يمكن ترجيح كفة مدرب على آخر، فالاثنان أجادا وقد يكون الحظ ابتسم للحاج أكثر من العمري في ظل السيناريو الذي انتهت فيه المباراة، من دون إغفال أن مازن جمال دخل في الشوط الثاني (76) بدلاً من المدافع ماهر صبرا بعدما قرر الحاج لعب كل أوراقه الهجومية مع تعادل الفريقين 2 - 2. فالنجمة تقدّم في الشوط الأول بهدف الغاني نيكولاس كوفي وبمجهود رائع من خالد تكه جي (45) وعادل فايز شمسين لطرابلس من كرة رائعة (49) قبل أن يتقدم صاحب الأرض عبر الغاني كينيدي آشيا (52). لكن النجمة تمكن من انتزاع التعادل بهدف أروع لحسن المحمد (63) وأضاف نادر مطر (82) هدف النجمة الثالث. وفي الدقيقة الأولى، من الوقت بدل الضائع احتسب الحكم هادي سلامة ركلة جزاء بعد لمسة يد على قاسم الزين، سجّل منها أبو بكر المل هدف التعادل 3 - 3. إلا أن مازن جمال انتزع الفوز للنجمة على وقع اعتراضات لصاحب الأرض، حيث إن طرابلس أخرج الكرة لمعالجة لاعبه أحمد مغربي، إلا أن الأخير قام دون علاج ليرفض النجمة إعادة الكرة لطرابلس، وسجّل الهدف الغالي.
أمس، كان الصفاء يهدر نقطتين لتتقلص حظوظه بالحفاظ على اللقب بعد تعادله مع ضيفه الراسينغ 1 - 1 على ملعب صيدا، حيث أنقذ حسن هزيمة فريقه من الخسارة في الدقيقة 90 بعد تقدم الراسينغ بهدف علي عثمان في الدقيقة 62، علماً بأن الصفاء خسر لاعبه عمر الكردي في الدقيقة 49 بعد طرده للخشونة.




الأنصار يقيل بيسيتش

عقدت الهيئة الإدارية لنادي الأنصار اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيسها نبيل بدر، وحضور معظم الأعضاء، وصدر عنها البيان الآتي:
قررت الهيئة الإدارية فسخ العقد مع المدرب الصربي زوران بيسيتش وتمنت له التوفيق في مسيرته المستقبلية. كما قررت الهيئة الإدارية تكليف المدرب سامي الشوم بمهمات المدير الفني، وخاصة أنه حائز شهادة A التدريبية من الاتحاد الآسيوي، وتعيين المدرب بلال زغلول الحائز أيضاً شهادة A مساعداً له لما يمتلكه من خبرة، ونظراً إلى النتائج الجيدة التي حققها مع فريق الشباب، وإعطاءهما كامل الصلاحيات.