يوم السبت 14 الجاري، أُقفل باب الترشّح لانتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية التي ستُقام غداً عند الساعة الخامسة في مقر اللجنة على 18 مرشحاً لملء 14 مقعداً. وخلال الأسبوع الجاري، انسحب ثلاثة مرشحين هم: ربيع سالم (اليخوت)، محمد مكي (الجمباز) وسهيل القيسي (رفع الأثقال)، وبقي 15 مرشحاً قيل إن هناك توافقاً على 14 منهم للوصول الى اللجنة التنفيذية، سبعة مسلمين وهم: هاشم حيدر (كرة القدم)، مازن رمضان (كانوي كاياك)، رولا عاصي (اتحاد المعوقين)، حسان رستم (التجذيف)، عزت قريطم (الشطرنج)، مهنّد دبوسي (المصارعة) وبشير عبد الخالق (كرة اليد).
وسبعة مسيحيين وهم: رئيس اللجنة الحالي و"المقبل" جان همام (الكرة الطائرة)، ريمون سكّر (التزلّج)، إيلي سعادة (ألعاب القوى)، فاتشيه زادوريان (الدرّاجات)، سليم الحاج نقولا (كرة الطاولة)، جورج زيدان (المبارزة) وفرانسوا سعادة (الجودو).
بقي مرشّح واحد يعتبره البعض أنه من خارج التوافق، في حين يعتبره بعض آخر أنه يحق له بأن يكون في اللجنة التنفيذية نظراً إلى ما يتمتع به من تاريخ رياضي وكفاءة عالية.
إذاً القصة متوقفة على جاسم قانصوه. إذا انسحب تغيب الانتخابات لتحضر التزكية، واذا استمر في ترشّحه فهذا يعني أن مندوبي 28 اتحاداً يحق لهم التصويت سيختارون 14 مرشحاً من أصل 15.
لكن من يقول إن هناك اتفاقاً وبين أية أطراف؟
سؤال له إجابتان متناقضتان. الأولى أن حركة أمل وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي سمّوا الأعضاء المسلمين السبعة، وتركوا الخيار للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لاختيار الأعضاء المسيحيين.
والإجابة الأخرى تأتي من مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر المحاضر الأولمبي جهاد سلامة، الذي يؤكّد ويتمسك بالتحالف مع حركة أمل ومرشحيها، لكنه ليس مضطراً إلى السير بجميع المرشحين الآخرين، "ونحن تحالفنا في انتخابات الاتحادات. لكن في ما خص اللجنة الأولمبية، كانت هناك رغبة من جاسم بالترشّح بعدما خسر في المرة الماضية على وعد من أطراف كثيرة بالتصويت له في الدورة المقبلة. ويملك قانصوه قيمة كبيرة على الصعيد الرياضي ترجّح كفته لدى العديد من الاتحادات. وبالتالي أنا أدعمه، لكن ليس في وجه مرشّح شيعي آخر وتحديداً هاشم حيدر. فأنا لست بوارد خوض معركة ضد حيدر، رغم أنه في كثير من المناسبات يخوض المعارك ضدي: من اللجنة الأولمبية سابقاً، الى اتحاد السباحة، الى اتحاد كرة السلة ورفض دخول مرشح لتيارنا الى اتحاد كرة القدم.

سيختار مندوبو 28 اتحاداً 14 مرشحاً ليشكّلوا أعضاء اللجنة التنفيذية

وفي كل مرة أتوجه فيها الى حركة أمل للسؤال عما يقوم به حيدر، يكون الجواب بأن السيد هاشم له حيثية خاصة. ورغم ذلك، فأنا لست ضده وملتزم بتحالفي مع حركة أمل ومرشحيها، لكني لست ملتزماً بالتصويت للمرشح الدرزي الدكتور بشير عبد الخالق، إذ لا أجد أن تركيبة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية توجب وجود مرشّح درزي. وفي الولاية الماضية، سايرنا الحركة نظراً إلى أنهم كانوا مضطرين إلى إدخال مرشّح درزي الى اللجنة لحيثيات تتعلق باتحاد كرة القدم، لكن هذه المرة من الصعب الالتزام بعبد الخالق. والسبب الرئيسي أن الموضوع يتعلّق بقانصوه وما يمثله رياضياً بعكس عبد الخالق غير المعروف على الساحة الرياضية ولدى الكثير من الاتحادات. فأنا لا أستطيع إجبار الاتحادات المحسوبة علينا بالتصويت لعبد الخالق وليس لقانصوه".
الرد على سلامة يأتي من مسؤول الرياضة في حركة أمل الدكتور مازن قبيسي الذي يؤكّد أن هناك تحالفاً بين الحركة والتيار لخوض انتخابات الاتحادات، وهذا ما حصل حيث كان هناك تعاون تام، وصولاً الى اللجنة الأولمبية لكن بتركيبتها الحالية.
"نحن كمكتب الشباب والرياضة لن نسمح بالمس بالتركيبة الطائفية للجنة الأولمبية، ومن يريد ذلك فليتحمل المسؤولية شخصياً وفي السياسة. وأشدد على أن المس بهذا الموضوع يجعل حركة أمل في حلٍّ من أي التزام على مستوى التحالف مع التيار الوطني باللجنة الأولمبية وغير اللجنة الأولمبية".
وفي قراءة ما بين سطور كلام قبيسي، يوحي بأن الاتحادات المحسوبة على الحركة قد تلجأ الى تشطيب أسماء من الطرف المسيحي ولا يمكن أن تقبل بسقوط عبد الخالق حفاظاً على التركيبة الطائفية.
لكن، ما هو رأي رئيس اللجنة جان همام في ما يحصل؟
"الريس" جان مع التزكية والاتفاق، لكن في حال عدم توصل الأطراف الى تسوية فحينها سيكون هناك انتخابات ديموقراطية.
أما قانصوه، فهو مع التغيير وتداول السلطة خارج التركيبات السياسية والطائفية. "فأنا أدخل الانتخابات كجاسم قانصوه وليس جاسم عاصم قانصوه. جاسم الشخص الموجود في الرياضة اللبنانية والذي دخل الى المعركة الانتخابية بعد مشاورات مع عدد كبير من الاتحادات التي رحبت بترشحه.
وحول ما إذا كان سينسحب أو يُجبر على الانسحاب، يقول قانصوه "انسحابي له الكثير من التداعيات، وأشياء كثيرة قد تحصل، وأحد الخيارات ابتعادي عن الرياضي. لكن أود أن أشدد على أن نجاحي يجب أن يكون ضمن قناعاتي وليس على حساب أشخاص لا أقبل أن يكونوا خارج اللجنة الأولمبية وتحديداً هاشم حيدر. وفي حال حصول ذلك فأنا سأستقيل".