عناوين عدة حملتها مرحلة الذهاب في بطولة لبنان لكرة السلة، التي كشفت مدى قوة بعض الفرق ومدى ضعف فرق أخرى، إضافة الى مدى التعديلات التي تحتاجها فرق عدة قبل فوات الأوان، وتحديداً قبل الدخول في دور المجموعات الذي يسبق الادوار الاقصائية.أربعة فرق بدت مختلفة عن غيرها، رغم أن بعضها مرّ ببعض محطات الصعود والهبوط في المستوى، من دون أن يؤثر ذلك على لعبها الادوار الاولى والوقوف في المراكز المتقدّمة، حيث تصدّر هومنتمن الترتيب العام بثمانية انتصارات مقابل هزيمة واحدة.

ومما لا شك فيه أن الفريق البرتقالي بدا الافضل بكل المعايير، وهو الامر الذي كان متوقعاً منذ الصيف، عندما بدا الأنشط في سوق التعاقدات، فسدّ الثغر الموجودة لديه، وأمّن حاجاته التي قضت على آماله في إحراز اللقب في الموسم الماضي بعدما بلغ دور الاربعة. وهومنتمن الحالي هو كناية عن ماكينة هجومية لا تهدأ ولا تمل، وقد أمتع الفريق كل المتابعين عندما قارب المباريات بطريقة استعراضية اقترنت مع النتائج الايجابية. ورغم الخسارة الوحيدة التي تلقاها على ملعب الرياضي، بدا أن من الصعب على أي فريق إيقاف رجال المدرب جو مجاعص، الذين ينتقلون بسرعة رهيبة من الدفاع الى الهجوم بقيادة صانع الالعاب الاميركي كيفن غالاواي الذي أكد أنه أكثر من لاعب يشغل المركز 1، فهو إذ تساوى مع لاعب التضامن الزوق جاد خليل كأفضل ممرر للكرات الحاسمة (معدل كل منهما 8 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة)، يقف بين أفضل عشرة لاعبين على صعيد التقاط المتابعات الدفاعية (بمعدل 7 متابعات في المباراة الواحدة)، كما أنه أفضل اللاعبين على صعيد سرقة الكرات (2.5 سرقة)، لتكون مسألة تسجيل «دابل دابل»، في غالبية المباريات التي خاضها، مسألة روتينية.
إنهاء هومنتمن لمرحلة الذهاب في الصدارة يعود فيه الفضل الى الثنائي الاميركي دواين جاكسون والسوداني الاصل آتر ماجوك ايضاً، رغم أن غالاواي يعدّ علامة فارقة لا يمكن إيجادها في أي فريق، أضف أن مجاعص عرف تدوير تشكيلته بالشكل الصحيح، وخصوصاً بعدما أضاف أوراقاً رابحة مهمة الى تشكيلته، أمثال كرم مشرف دفاعياً، وايلي شمعون وهايك غيوقجيان هجومياً، ما مكّنه من التعاطي بشكلٍ مناسب مع أي وضعٍ دفاعي للخصوم.
وحده بيبلوس بدا جماعياً شبيهاً بهومنتمن، فحلّ خلفه بسبعة انتصارات مقابل هزيمتين. المدرب الصربي نيناد فوتشينيتش وجد أخيراً تشكيلة متكاملة مع الفريق الجبيلي الذي أضاف عناصر مؤثرة اليه، مثل صانع الالعاب رودريغ عقل. لكن كما هي الحال بالنسبة الى هومنتمن، هناك علامة فارقة تتمثل بالنيجيري إيبي ندودي الذي لا يمكن احتواؤه بتلك السهولة، كونه أكثر من لاعب يجيد التحرك تحت السلة، إذ يشغل كل لاعبي الفريق الخصم بانتقاله الى خارج القوس حيث يجيد التصويب أيضاً، ليظهر غير ذاك اللاعب الذي عرفناه مع انيبال زحلة في موسم 2012-2013.
صحيح أن بيبلوس يبدو ثابت المستوى بفعل اللعب الجماعي المميز الذي طبع أداءه، لكن قد يلجأ الى تغيير أجنبي في وقتٍ لاحق عبر لاعب يحل مكان اكثر لاعب سجل ثلاثيات حتى الآن، أي الاميركي كلاي تاكر (36 ثلاثية)، الذي ربما يعود سبب تذبذب مستواه احياناً الى تقدّمه في السن؛ فلاعب ريال مدريد الاسباني السابق قد لا يكون حاسماً في حال لم يكن بيومه، بعكس مواطنه جاي يونغبلود الذي لا يزال يدهش المتابعين بإمكاناته الهجومية الرائعة (معدله 23 نقطة في المباراة الواحدة).

في هومنتمن وبيبلوس علامات فارقة صنعت
الفارق للفريقين



في الرياضي، حُلّت المشاكل مبدئياً بتطبيق المدرب احمد فران لفلسفته الخاصة التي حرّرت وائل عرقجي على المركز 2 باستقدام صانع الالعاب الاميركي كين براون، الذي نقل وتيرة لعب بطل لبنان الى مستوى آخر من خلال سرعته الفائقة ورؤيته الثاقبة على أرض الملعب التي ترجمتها تمريراته الحاسمة، وقد عابه فقط ندرة تسجيله، وهو لو امتلك ميزة الهداف لاعتبر أحد أفضل الاجانب هذا الموسم.
كذلك، يمكن التوقف عند اللويزة الذي يبدو الآن أكثر من «حصان أسود»، بل هو يقارع بجدية أكبر الفرق، والدليل فوزه على الرياضي مثلاً. المدرب مروان خليل قدّم فريقاً لا يعتمد على نجمٍ واحد، رغم استمرار سرقة جيرون جونسون الاضواء من الجميع. الفريق الكسرواني يملك منظومة دفاعية يمكنها تعطيل أي كان، والدليل ما حلّ بهداف الحكمة الاميركي تيريل ستوغلين في مواجهة الفريقين، حيث لم يتمكن من تسجيل أكثر من 21 نقطة، وهو ثاني أدنى رصيد سجله هذا الموسم (20 نقطة امام بيبلوس).
وإذا كان التضامن قد وقف في مركز مقبول (4 انتصارات مقابل 5 هزائم)، بالنظر الى تشكيلته الشابة محلياً وأجنبياً، فإن مركز المتحد طرابلس لا يعكس أبداً الاداء الذي قدّمه الفريق الشمالي في مرحلة الذهاب. ومشكلة رمي الثقل تحت السلة على تشارلز تابت وعدم وجود أي بديل له في الفريق حُلّت مبدئياً مع وصول العملاق الاميركي دينزل بولز، وسط امتلاك الفريق لاثنين من أقوى المسددين القاتلين في البطولة، وهما الاميركيان ديواريك سبنسر وراميل كوري.
وبعيداً من الضيف الجديد على الدرجة الاولى، الاتحاد ميروبا، الذي يمكن أن يكون راضياً بما قدّمه في ظل ميزانيته المحدودة، تُسجّل الخيبة الاكبر لثلاثة فرق هي الشانفيل الذي بدأ الموسم بانتصار صارخ على الرياضي، ثم بدا أنه بحاجةٍ إلى ورشة حقيقية على مختلف الاصعدة. وكذلك الحكمة الذي لا يمكنه الاعتماد على ستوغلين فقط (هداف البطولة بمعدل 34.6 نقطة في المباراة الواحدة). أضف اليهما هوبس الذي قاتل من أجل اعتماد 3 لاعبين أجانب في الموسم الماضي ثم سقط في فخ الاجانب الذين بدوا نقمة أكثر منها نعمة عليه.




أول فوز لهوبس في البطولة

رفض فريق هوبس أن تنتهي مرحلة ذهاب بطولة لبنان لكرة السلة دون تحقيق أي فوز فنجح أمس في تسجيل أول انتصار له وكان مفاجئاً على ضيفه اللويزة 84 – 69 (16 – 19، 37 – 31، 61 – 43، 84 – 69) على مجمع المر في ختام المرحلة التاسعة والأخيرة ذهاباً.
وكان أفضل مسجل في صفوف هوبس عزت قيسي برصيد 18 نقطة و5 تمريرات حاسمة. وعند اللويزة، كان ايلي اسطفان الأفضل بـ19 نقطة منها 4 ثلاثيات.
وفي قاعة مجمع فؤاد شهاب، خسر ميروبا أمام ضيفه المتحد بفارق 9 نقاط 65 – 74 (10 – 20، 27 – 37، 45 – 57، 65 – 74).
وكان افضل مسجل في اللقاء لاعب الخاسر ايمانويل جوهناس برصيد 28 نقطة و11 متابعة. ولدى الفائز، كان راميل كوري الأفضل بـ18 نقطة و7 متابعات و4 تمريرات حاسمة.