هي المباراة الدولية الأقدم في العالم، إذ شهد عام 1872 على أول لقاء بين منتخبي إنكلترا واسكوتلندا. وقتذاك، ربما كانت هناك محاولات من قبل الرسميين في البلدين لخلق جسر عبر كرة القدم يرمي الكراهية عنه بين أبناء البلدين المتناحرين تاريخياً. لكن بقدر الإيجابيات التي حملتها هذه الموقعة، أحضرت سلبيات جمّة أيضاً، ليتوقف بعدها اللقاء التقليدي السنوي بين المنتخبين عام 1989.لكن مع توقّفها، كانت الأرقام تشير إلى حدّة التنافس أو تقارب المستوى بين المنتخبين في مكانٍ ما على صعيد تلك المواجهات المباشرة، إذ كانت إنكلترا قد حققت الفوز في 43 مناسبة مقابل 40 فوزاً لاسكوتلندا، وتعادلا 24 مرة. ومنذ ذاك التاريخ أيضاً، تقابل المنتخبان 5 مرات، ففاز الإنكليز 4 مرات، مقابل فوزٍ يتيم للاسكوتلنديين.
ماذا تعني هذه الأرقام الأخيرة؟
صحيح أن الاسكوتلنديين يفتقرون إلى المواهب، لكن الشخصية الثائرة لا تزال موجودة في كل لاعبٍ منهم

هي تحكي عن الكثير، إذ إن الأكيد ومنذ أواخر الثمانينيات، لم تعد إنكلترا ترى في اسكوتلندا غريماً تقليدياً، وخصوصاً بعدما فتحت صفحات "عداوة" كروية مع ألمانيا والأرجنتين. وهذه المسألة تعززت أكثر مع اختفاء النجوم الاسكوتلنديين المؤثرين الذين أغنوا بوجودهم الدوري الإنكليزي الممتاز لسنواتٍ طويلة، وحملوا الأندية الإنكليزية الكبيرة على أكتافهم في الساحتين المحلية والقارية. ففي الماضي البعيد، وتحديداً منذ الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات، نادراً ما لعب منتخب اسكوتلندا من دون لاعب فاز أو كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي. لكن أيام كيني دالغليش والمدرب الحالي غوردون ستراشان (كان آخر الفائزين بجائزة أفضل لاعب في إنكلترا بتصويت الصحافيين الرياضيين عام 1991) ولّت، فلم تعد الأمّتان الإنكليزية والاسكوتلندية تحتشد بمحبي الكرة أو كارهيها خلف أحد المنتخبين سعياً ورغبةً في تحقيق نصرٍ آخر على العدو.
صحيح أن عدداً من لاعبي اسكوتلندا ينشطون حالياً بين أندية الدرجتين الممتازة والأولى في إنكلترا، لكن يبقى أبرزهم لا يلعب في دائرة الأندية الكبيرة، فلا يمكن مقارنة هذه الحقبة بتلك التي مضت، إذ إن فرقاً مثل وست بروميتش ألبيون وكريستال بالاس وسوانسي سيتي، لا تقارن بمانشستر يونايتد وليفربول مثلاً، وهي أندية برز معها نجوم اسكوتلنديون كثر.
من هنا، الأكيد أن نجوم إنكلترا لا ينجرفون بحماستهم لهذه المباراة بنفس الحماسة التي سيشعرون بها لدى مقابلتهم إسبانيا الأسبوع المقبل. وإذ إن هذه المباراة ودية لا أكثر، فإنها تترك لهم الكثير من التحديات مع النجوم الإسبان الذين يلمعون حالياً في البطولة الإنكليزية، إذ يكفي تخيّل مواجهة المدافع الإنكليزي غاري كاهيل لزميله في تشلسي الإسباني دييغو كوستا، أو وقوف الحارس الإسباني دافيد دي خيا في وجه زميله في مانشستر يونايتد القائد الإنكليزي واين روني لندرك حجم التحدي المرتقب...
المهم أن اسكوتلندا، في ظل عدم وضعها منذ زمن في مستوى إنكلترا، تحتاج إلى الفوز في "ويمبلي" الليلة، لا فقط لتحتفل بإسقاط العدو القديم، بل للتفكير في كيفية عودتها إلى الواجهة الدولية عبر التأهل إلى كأس العالم 2018. وهنا يمكن القول إنه صحيح أن الاسكوتلنديين يفتقرون إلى المواهب الفذة في تشكيلتهم، لكن تلك الشخصية الثائرة لا تزال موجودة في كل لاعبٍ منهم، وتشتعل الثورة أكثر في داخل كلّ واحدٍ منهم بمجرد رؤيتهم القميص الإنكليزي الأبيض أمامهم، فتُعزف في أذهانهم موسيقى الحرب القديمة.
"إنكلترا ـ اسكوتلندا"، بغضّ النظر عن تفاوت المستوى بين المنتخبين، لا بدّ أن تترك لنا شيئاً جميلاً للذكرى. أتذكرون أجمل أهداف كأس أوروبا 1996 الذي وقّعه النجم بول غاسكوين في المرمى الاسكوتلندي؟ بالطبع، وباحتفاله المجنون عامذاك ترك صورةً بسيطة عمّا تحمله هذه الموقعة بالنسبة إلى شعب البلدين اللذين يبقيان عدوين حتى نهاية العالم.




برنامج تصفيات أوروبا لمونديال 2018

المجموعة الأولى:
فرنسا - السويد (21,45)

المجموعة الثالثة:
سان مارينو - ألمانيا (21,45)
إيرلندا الشمالية - أذربيجان (21,45)
تشيكيا - النروج (21,45)

المجموعة الخامسة:
أرمينيا - مونتينيغرو (19,00)
الدنمارك - كازاخستان (21,45)
رومانيا - بولونيا (21,45)

المجموعة السادسة:
إنكلترا - إسكوتلندا (21,45)
مالطا - سلوفينيا (21,45)
سلوفاكيا - ليتوانيا (21,45).