الثابت منذ انطلاق الموسم الجديد، أن باريس سان جيرمان الفرنسي ليس في أفضل أحواله. النتائج تعكس ذلك، كما الأداء. ففي المباراة الأخيرة أمام بازل السويسري في دوري أبطال أوروبا، انتظر الفريق حتى الدقيقة الأخيرة ليحرز الفوز 2-1، بينما في الدوري المحلي فإن السقطات والعثرات عديدة على عكس ما تعوّده الفريق الباريسي في الأعوام الأربع الأخيرة، حيث إنه خسر أمام موناكو 2-3 وتولوز 0-2 وتعادل على ملعبه أمام مرسيليا المتراجع 0-0 وسانت إتيان 1-1.أمام هذا الواقع، تتجه الأنظار إلى المدرب الجديد الإسباني أوناي إيمري، الذي تسلم المهمة في الصيف الماضي خلفاً للوران بلان، مستنداً إلى نجاحاته مع إشبيلية تحديداً من خلال ألقابه الثلاثة المتتالية في مسابقة "يوروبا ليغ". غير أن الأمور ليست مماثلة في عاصمة العطور، إذ إن إيمري لم يستطع حتى الآن أن يفرض حضوره هناك، بل إنه يواجه مشاكل مع بعض اللاعبين سببها قراراته المجحفة والتعسفية بإقصائهم من دون سبب أو وجه حق.
الحديث بداية من الحارس الألماني كيفن تراب الذي لقي نفسه فجأة على مقعد البدلاء منذ قدوم الإسباني بعد موسم أول مع الفريق حصد فيه النجاح وثقة الباريسيين عندما تمكن من انتزاع المركز الأساسي من الإيطالي سلفاتوري سيريغو ودفعه إلى الخروج من النادي معاراً إلى إشبيلية الإسباني ليلقى المصير عينه هذا الموسم من ألفونس أريولا. الدولي الألماني لا يُخفي استغرابه من قرار المدرب الذي وقف سداً في وجه انطلاقته القوية، وإذا به يفكر الآن في ترك الفريق إذا ما استمر الأمر على حاله.
أما الضحية الثانية لإيمري، فهو الإسباني خيسي رودريغيز، الوافد الجديد إلى باريس والذي يبدو غير مستوعب عدم منحه الفرصة مع سان جيرمان بعد أن كانت الآمال معقودة على موهبته لتتفجر في ملعب "بارك دي برانس" الذي لجأ إليه لإثبات المزيد من قدراته التي كانت مقيدة في ريال مدريد، بفعل الفرص القليلة لمشاركته هناك بوجود كوكبة من النجوم العالميين، وإذا بالأمر يتكرر في باريس، حيث إنه ــ كما تشير الأرقام ــ شارك 40 دقيقة فقط في المباريات الأربع الأخيرة.
هذا الأمر يعاني منه، لا بل أكثر، النجم حاتم بن عرفة، الوافد بدوره هذا الموسم إلى الفريق الباريسي بعد موسم مميز مع نيس كان فيه أحد أبروز نجوم "الليغ 1"، ما جعل العديد من الأندية ترغب في الحصول على خدماته، لكنه اختار في نهاية المطاف سان جيرمان. ما يحصل مع بن عرفة بات "لغزاً" تبحث الصحف ومحللوها في فرنسا عن فك شيفرته حيث لا يبدو مفهوماً على الإطلاق أن يعمد إيمري إلى إبقاء لاعب بحجم بن عرفة أسير مقعد البدلاء، حيث تشير الأرقام إلى أنه لعب في المباريات الخمس الأخيرة 41 دقيقة فقط من أصل 450 دقيقة.
هذا الواقع بات يصيب اللاعب بالإحباط، وبطبيعة الحال فإنه لن يقتنع بما قاله مواطنه كيفن غاميرو، مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني، عن وضعه الحالي - انطلاقاً من معرفته الوثيقة بإيمري حيث لعب تحت قيادته في إشبيلية - بأن الأخير يحاول بهذه الطريقة أن يستفز لاعبيه ليُخرج منهم الأفضل، لكن كيف ذلك وبن عرفة لم ينل فرصته منذ بداية الموسم؟
لكن لكي تكون الأمور على حقيقتها أكثر، فإن خيسي وبن عرفة يتحملان جزءاً من المسؤولية، إذ إنهما خرجا من فريقيهما سريعاً نحو باريس طمعاً في المال دون دراسة الجوانب الفنية للفريق، ولعل بن عرفة يلمس قراره الخاطىء أكثر الآن، كيف لا وهو يرى فريقه السابق نيس يتبوأ الصدارة بفارق 6 نقاط عن سان جيرمان.