"جي جي"، هذا هو العنوان الذي احتل غلاف صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية الشهيرة، مع صورة للّاعبَين أنطوان غريزمان وكيفن غاميرو، صبيحة اليوم التالي للمباراة أمام بلغاريا في تصفيات مونديال 2018 في روسيا. هكذا، كان الاهتمام منصبّاً على هذين اللاعبين اللذين نصّبتهما الصحيفة ثنائياً جديداً لـ "الديوك"، حتى أكثر من نتيجة المباراة التي انتهت بفوز كبير لفرنسا 4-1، خصوصاً أن المنافس هو المنتخب البلغاري الذي تُعَدّ الفرحة الفرنسية أمامه مضاعفة، نظراً إلى تلك المباراة الشهيرة في عام 1993 عندما سجل إميل كوستادينوف هدفاً قاتلاً في ملعب "بارك دي برانس" ليحرم فرنسا بلوغ مونديال 1994.
بدا التناغم والانسجام واضحين بين اللاعبين في مباراة بلغاريا
في حقيقة الأمر، لم تكن ثنائية غريزمان – غاميرو العنوان في صحيفة "ليكيب" وحدها، بل حظيت باهتمام أغلب الصحف والمواقع الرياضية الفرنسية التي بدت كما لو أنها عثرت على كنز ثمين في تلك الأمسية.
من الطبيعي أن يكون هذا الحال في فرنسا، إذ إن ما فعله هذان اللاعبان في المباراة كان يستحق التوقف عنده والإشادة به. الأرقام وحدها لا تعكس هذا الأمر، حيث سجل غاميرو هدفين وغريزمان هدفاً، وصنع الهدف الثاني لغاميرو، بل إن التناغم بدا واضحاً وجليّاً بينهما، حيث شكّلا مصدر الخطورة والفعالية.
لا داعي هنا للقول إن غريزمان هو النجم الأفضل حالياً في المنتخب الفرنسي، لا بل من أفضل لاعبي العالم، وقد تسلّم بالمناسبة قبل انطلاق المباراة جائزة أفضل لاعب في كأس أوروبا الأخيرة، علماً أنه سجل الجمعة هدفه الحادي عشر في المباريات العشر الأخيرة، لكن "المفاجأة" السارّة كانت الأداء الذي قدّمه غاميرو، والأهم هو الانسجام الذي خلقه مع غريزمان، علماً أنه خاض مباراته الأولى بقميص "الديوك" منذ 5 سنوات، وتحديداً منذ 1782 يوماً. ولعل هذه المباراة كانت وحدها كفيلة بكشف الخطأ الذي ارتكبه المدرب ديدييه ديشان في الصيف الماضي، عندما لم يوجّه الدعوة إلى غاميرو، رغم تألقه مع فريقه السابق إشبيلية، ليظهر من مباراة واحدة أنه أفضل من الخيارين أوليفييه جيرو المصاب وأندريه – بيار جينياك، وهذا ما اتفق عليه الفرنسيون.
وبالعودة إلى ثنائية غريزمان – غاميرو، فإن لا شك في أن سبل النجاح أمامها تبدو مرتفعة، خصوصاً أن الاثنين يلعبان جنباً إلى جنب في أتلتيكو مدريد بعد انتقال الأخير إليه هذا الصيف، وقد بدأت ثنائيتهما تظهر مع "لوس روخيبلانكوس" حيث يسجلان الأهداف، وقد صنع غاميرو ثلاثة من الأهداف الستة لغريزمان منذ انطلاق هذا الموسم.
الأهم من ذلك، والذي بدا واضحاً أمام بلغاريا واستفاد منه المنتخب الفرنسي، هو الجانب الدفاعي الذي يؤديه هذان اللاعبان، خصوصاً من خلال الضغط على الخصم، وهذا مردّه طبعاً إلى أسلوب مدربهما في أتلتيكو، الأرجنتيني دييغو سيميوني.
ولا يخفي اللاعبان سعادتهما باللعب معاً، وقد عبّرا عن ذلك بعد المباراة أمام بلغاريا، حيث قال غاميرو: "شراكتنا تؤتي ثمارها. نحن نلعب معاً منذ وقت قصير، لكن انسجامنا جاء سريعاً، لقد كان هذا طبيعياً أمام بلغاريا، فنحن متفاهمان في الملعب وخارجه"، مضيفاً: "نحب أن نلعب في المساحات الصغيرة، نحاول أن يبحث أحدنا عن الآخر".
أما غريزمان فقال: "أحاول أن أبحث عنه، معرفة أين هو. إنه يحب أن يكون في العمق، وهذا يخلق المساحات بين المدافعين. إننا متفاهمان جداً"، وأضاف: "أعشق أن ألعب إلى جانبه".
الأكيد أن هذه الثنائية أفرحت الفرنسيين كما بدا واضحاً في تعليقاتهم وما تناولوه في صحفهم، وهي ثنائية مخولة أن تنضج أكثر وتقدم المزيد، سواء في أتلتيكو أو منتخب فرنسا، وهي ستكون لا شك محطّ اهتمام الفرنسيين مجدداً في مباراة القمة أمام هولندا الليلة.