لا يمكن أن يلعب إنتر ميلانو مع روما من دون أن يستعيد ذكريات الماضي الجميل الذي لم تمضِ عليه سنوات طويلة. ذكريات هذه الموقعة، التي تقام غداً في ختام المرحلة السابعة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، تعود الى إنتر لتُزعجَه في حاضره الأليم. ففي موسم 2009-2010 تنافس "النيراتزوري" مع فريق العاصمة الإيطالية على لقب "السكوديتو" فائزاً به ليضم إليه لقبي الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا، ويصبح أول فريق إيطالي يحرز الثلاثية.لكن اليوم، ورغم وقوف إنتر في المركز الثالث على لائحة الـ"سيري أ"، يمكن القول إنه لم يتبقّ شيء من ذاك الفريق العظيم الذي قاده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو سوى ألوان القميص الأزرق والأسود الذي يرتديه لاعبو الفريق الحالي. هؤلاء هم أيضاً ضحية مشاكل متراكمة عاناها النادي فوصل الى ما وصل إليه، ليصبح من دون مستقبل واضح أو مشرق، والدليل هو هزيمتاه المتتاليتان أمام هابويل بئر السبع الإسرائيلي وسبارتا براغ التشيكي في مسابقة "يوروبا ليغ"، حيث يواجه خطر الخروج المبكر.
لكن ما هي الأسباب الرئيسية التي أوصلت إمبراطورية إنتر الى أبواب الانهيار التام؟
مجنون من يعتقد أن إنتر سيحرز لقب الدوري الإيطالي

قد يجد البعض أن الكلام بالسلبية عن إنتر ميلانو هو ظلمٌ للفريق، وخصوصاً أنه يقف الآن في مركزٍ متقدّم على لائحة ترتيب الدوري الإيطالي، لكن الحقيقة هي: مجنون من يعتقد أن إنتر سيحرز اللقب أو سيتمكن من مجاراة يوفنتوس البطل، رغم فوزه عليه في أولى مواجهتيهما هذا الموسم، إذ إن البطولة لا تزال في مستهل مشوارها، والأكيد أن إنتر لن يمتلك ذاك النفس الطويل الذي يخوّله القتال حتى الأمتار الأخيرة، ثم احتلال منصة التتويج.
وهذا الكلام يأتي بناءً على سردٍ للمعطيات التي تمّ بناء الفريق الحالي عليها، والتي أعقبت مرحلة المجد قبل 6 أعوام، حيث بدأت مشكلات الفريق المستمرة نفسها حتى اليوم عندما فشل في استبدال النجوم الراحلين عنه والمعتزلين معه، فدخل سوق الانتقالات بطريقة عشوائية وعبثية حملت إليه لاعبين لا يستحقون ارتداء ألوانه، فلقوا فشلاً ذريعاً سريعاً. إنتر، بعد ثلاثيته، خسر تدريجاً عموده الفقري الذي تألف من الأرجنتينيين خافيير زانيتي، والتر سامويل، استيبان كامبياسو، دييغو ميليتو، الكاميروني صامويل ايتو، البرازيلي لوسيو، الهولندي ويسلي سنايدر، تياغو موتا وماركو ماتيراتزي. هؤلاء كانوا يؤمّنون الخبرة والقدرة في آنٍ معاً. لكن برحيلهم، قلّة من اللاعبين تمكنت من فرض اسمها بين نجوم كرة إيطاليا، أمثال البرازيلي كوتينيو والكرواتي ماتيو كوفاسيتش. لكن حتى هذين الشابين، مع بروزهما، اختارا الرحيل من دون أن يتمّ تعويضهما.
الأسوأ من كل هذا فشل النادي في تقديم لاعبٍ جيّد واحد من فرق فئاته العمرية، حيث تبيّن أن استراتيجيته سيئة الى أبعد الحدود على هذا الصعيد. وما زاد الطين بلّة التغيير المستمر للمدربين، فبلغ عددهم ثمانية منذ رحيل مورينيو وحتى وصول الهولندي فرانك دي بوير. والأسوأ في هذا أن كل مدرب وصل باستراتيجية مختلفة، فأصرّ جانبييرو غاسبيريني مثلاً على بناء فريقٍ حول خطة 3-4-3، ثم أتى أندريا ستراماتشوني مصرّاً على 4-4-1-1، وبعدهما وصل والتر ماتزاري معتمداً 3-5-2. كل هذا يعني أن إنتر لم يعرف هوية تكتيكية واضحة حيث تاه اللاعبون الذين تعايشوا مع التغيير السريع للمدربين في فلسفات مختلفة لم تثمر شيئاً.
كذلك، لا يخفى أن كل هذا ترافق مع مشكلات مالية عاناها النادي ناتجة من سوء الإدارة التي تبدّلت مع خروج ماسيمو موراتي ووصول الأندونيسي إيريك ثوهير، الذي بدا مستعداً للاستثمار لكن بحذر كونه انشغل في سداد الديون المتراكمة. تراكم المشكلات الفنية هي الأساس الآن، إذ إن الفريق، رغم نتائجه النوعية أخيراً، انفضح في أوروبا أمام صغارها، ليقف الآن على أعتاب هاوية تنذر بسقوطه فيها الى الانهيار الكبير.




برنامج المرحلة السابعة

- السبت:
بيسكارا - كييفو (19.00)
أودينيزي - لاتسيو (21.45)

- الأحد:
امبولي - يوفنتوس (13.30)
اتالانتا - نابولي (16.00)
بولونيا - جنوى (16.00)
كالياري - كروتوني (16.00)
سمبدوريا - باليرمو (16.00)
ميلان - ساسوولو (19.00)
تورينو - فيورنتينا (19.00)
روما - انتر ميلانو (21.45)