اتُهمت كرة القدم كثيراً بأنها اصبحت لعبة دفاعية في العصر الحديث، وخشي كثيرون ان تذهب اللعبة الى فرض مشاهد مملة بفعل ذهاب غالبية المدربين الى اللعب بمهاجمٍ وحيد او حتى مهاجمٍ وهمي في المواسم القريبة الماضية، لكن كل الصورة تغيّرت في الموسم المنتهي، اذ كان واضحاً ان النجاحات التي اصابتها الفرق البطلة في البطولات الخمس الكبرى كانت بفضل لاعبيها المهاجمين وبفضل الشجاعة التي تحلى بها المدربون عبر الدفاع بأكثر من لاعب في خط المقدمة.
واذا اخذنا برشلونة كمثالٍ على هذه المقولة، فلا يمكن ان يتجادل اثنان حول ان الثلاثي الهجومي الناري اي الارجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار، والاوروغوياني لويس سواريز كانوا في صلب ما حققه الفريق الكاتالوني، فالثلاثة معاً على سبيل المثال سجلوا 120 هدفاً، وهو رقم قياسي في اسبانيا تخطى الرقم الذي سجله ثلاثي الغريم ريال مدريد سابقاً والمؤلف من البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والارجنتيني غونزالو هيغواين الذين جمعوا 119 هدفاً في موسم 2011-2012.
واذا عرّجنا على ايطاليا نجد ان يوفنتوس كشف عن وجهٍ آخر لا يعدّ عادةً من سمات الفرق الايطالية المتهمة بايلائها الدفاع اهمية اكثر من الهجوم، فكان فوزه بـ «السكوديتو» وبلوغه المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا عائدا الى مهاجميه الذين ظهروا في لحظات حاسمة عدة، وعلى رأسهم الارجنتيني كارلوس تيفيز والاسباني الفارو موراتا.

اشار هذا الموسم بوضوح الى ان ثقافة الهجوم هي الطاغية


اما في المانيا، وارغم افتقاده طرفيه الهجوميين الرهيبين اي الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي أريين روبن، فان بايرن ميونيخ احتفظ بلقب «البوندسليغا» بفضل هدافيه ايضاً، وتحديداً الدولي توماس مولر والبولوني روبرت ليفاندوفسكي.
وهذه النقطة تنطبق ايضاً على بطل الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان الذي بقي على عرش «ليغ 1» في ظل لمعان الثنائي الهجومي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والاوروغوياني إدينسون كافاني.
طبعاً، لا نسقط هنا دور لاعبي خط الوسط او خط الدفاع او حتى حراس المرمى، لكن هذا الموسم اشار بوضوح الى ان ثقافة الهجوم كانت هي الطاغية، وجاء برشلونة ليعطي مثالاً صارخاً على هذا الامر بقوله اذا كنت تملك وحوشاً في المقدّمة فانه لا يمكن لاي منافس ان يقف عائقاً في وجهك.
كل هذا يفتح الباب على سباقٍ سيكون محتدماً هذا الصيف على ضمّ اسلحة هجومية بارزة، وخصوصاً على صعيد الفرق الكبيرة التي تحتاج الى تعزيز ذخيرتها للموسم المقبل بهدف استرداد ما فقدته. ويأتي على رأس هذه الفرق ريال مدريد الذي لن يألو جهداً في سبيل اضافة اسم نجمٍ آخر الى صفوفه مهما كلّف الامر، وتحديداً في الهجوم حيث يطمح الى غنم توقيع الارجنتيني سيرجيو أغويرو الذي سبق ان مرّ في العاصمة الاسبانية مع أتلتيكو مدريد وترك ذكريات رائعة قبل تحوّله الى مانشستر سيتي ليصنع مجده في انكلترا.
كذلك، لن يكون كافاني بمنأى عن الشباك التي سترميها الاندية الكبرى باتجاهه ومنها ريال مدريد ومانشستر يونايتد الانكليزي، الذي يرى فيه رأس الحربة المثالي لاعادة «الشياطين الحمر» الى السكة الصحيحة وتحويله مرعباً للكل في «البريميير ليغ» مرةً جديدة.
اما الكولومبي راداميل فالكاو الذي يتوقع ان يستغني عنه يونايتد فانه لا يستبعد ان يبقى في انكلترا ويحطّ في تشلسي ليشكل ثنائياً رهيباً الى جانب الاسباني دييغو كوستا.
ومن الاسماء التي سيجري تداولها بقوة والتي سنسمع بها كثيراً خلال الصيف، البلجيكي كيفن دي بروين، فهذا اللاعب الذي أُخرج من جنة «البلوز» كشف عن وجهٍ آخر مع فولسبورغ الالماني حتى بات مطلباً لاندية عدة، اذ يقال ان بايرن ميونيخ تحديداً يفاوض سريّاً للحصول على خدماته، والا فسيلجأ الى خيارٍ هجومي آخر يتمثل بالارجنتيني أنخيل دي ماريا.
الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم. هذه هي متعة الكرة، فلحظة تسجيل الهدف هي الاجمل، لذا ينتفي السؤال الدائم عن سبب سرقة المهاجمين الاضواء من كل لاعبي الخطوط الاخرى، فهم الاساس في اي عرض واي انتصارات محققة.




طلب على الأرجنتينيين

يبدو ان المهاجمين الارجنتينيين سيحتلون العناوين العريضة هذا الصيف، اذ بعدما تردد ان سيرجيو اغويرو سيكون التوقيع الكبير المقبل لريال مدريد، يرصد جاره اتلتيكو مدريد احد مواطنيه الثلاثة وهم كارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وماورو ايكاردي، الذين باتوا مطلباً للمدرب الارجنتيني دييغو سيميوني. اما في ايطاليا فالكل لهث خلف توقيع هداف باليرمو باولو ديبالا لكن يوفنتوس كان الفائز بتوقيعه.