يتجه مؤشر نتائج بوروسيا دورتموند صعوداً منذ انطلاق الموسم الجديد مقارنة مع نتائجه في الموسم الماضي. ولم تكن الانتصارات وحدها هي الملفتة، بل النسبة الكبيرة للأهداف التي دخلت شباك الخصوم، والتي وصلت الى 17 هدفاً مقابل تلقّي الفريق الاصفر والاسود هدفاً واحداً فقط، في المباريات الثلاث الأخيرة التي لعبها خلال أسبوع واحد في دوري أبطال أوروبا والدوري المحلي.ففي دوري الأبطال، تغلب على وارسو البولوني 6-0، ثم بالنتيجة نفسها على دارمشتات محلياً، تلاهما الفوز على فولسبورغ 5-1 في الدوري ايضاً.
وبهذه النتائج، عاد الحديث في وسائل الإعلام الألمانية عن جاهزية الفريق الأصفر لمنافسة بايرن على اللقب، لكن المدرب توماس توخيل الذي يقود هذا الإنجاز سار عكس التيار، ولم يُبدِ أي اهتمام بأي نتيجة من هذه النتائج، بل على العكس، حذّر لاعبيه من الغرور، وأضاء على أخطاء فريقه الفنية.
تكلَّف دورتموند أكثر من 100 مليون يورو في سوق الانتقالات

الموسم الحالي يشي من بدايته بأن بايرن المتوج بلقب "البوندسليغا" في المواسم الأربعة الأخيرة لن يكون وحده على الساحة، وأن مهمته ستصعب أمام قدرات دورتموند الهجومية.
والميزة التي وضعت دورتموند كذلك دون غيره، هي قدرة توخيل على جعل الفريق متماسكاً ومتكاملاً، رغم انتقال عدد من اللاعبين المميزين إلى فرق أخرى.
كان توخيل ذكياً في التعامل مع سوق الانتقالات من أجل إعادة ملء الفراغ الذي خلَّفه لاعبون بارزون؛ فمن انتقال ماتس هاملس الى بايرن ميونيخ وإيلكاي غوندوغان الى مانشستر سيتي الإنكليزي والأرميني هنريك ميختاريان إلى مانشستر يونايتد، أنتج ذلك ميزانية كبيرة لينفق أكثر من 100 مليون يورو في السوق، وهو المعدل الشرائي الأعلى في تاريخ النادي.
سريعاً، نجح في جمع اللاعبين الجدد مع القدامى. وطبعاً لا يمكن نكران أن اللاعبين الذين تمّ استقدامهم إلى ملعب "سيغنال إيدونا بارك" متميزون، مثل ماريو غوتزه وأندريه شورله بطلي العالم مع ألمانيا، ورافايل غيريرو (22 عاماً) الذي توج مع البرتغال بـ"اليورو" الأخير، ومارك بارترا من برشلونة الإسباني، والفرنسي عثمان ديمبلي (19 عاماً) والتركي إيمري مور أفضل مواهب أوروبا الصاعدة.
دائماً ما كان هذا أسلوب دورتموند، مع توخيل أو مع سلفه كلوب، أي قدرة البقاء بالمستوى ذاته على أقل تقدير مع رحيل كبار اللاعبين، أو التقدّم وارتفاع قدرة الفريق على المنافسة.
فهذه الأسماء الجديدة، ما عدا غوتزه العائد بعد تراجع مستواه مع بايرن، هي التي أعطت لدورتموند – توخيل هذا الزخم، والرغبة في تسجيل الأهداف رغم ضمان النتيجة. ولم تكن الرغبة في التسجيل هي النقطة الوحيدة، بل أيضاً، توزع الأهداف على معظم اللاعبين، من دون إعطاء لاعب دون غيره أهمية الظهور والتسجيل.
على صعيد طريقة اللعب، لا يزال الاعتماد على الكرة السريعة والهجومية حاضراً، لكن ما تغيّر مع رحيل كلوب هو ارتفاع نسبة الاستحواذ على الكرة التي زاد معدلها من 50% إلى أكثر من 60% في المباراة الواحدة. كذلك تحسن لاعبو الفريق لناحية قدرة التسليم والتسلّم تحت الضغط.
تعب دورتموند من اللعب وبذل الجهود لينتهي الأمر به في مركز الوصافة، ولهذا تظهر شراسته هذه الايام التي ستشهد التحدي الأصعب منذ بداية الموسم أمام ريال مدريد الإسباني في دوري الأبطال الأسبوع المقبل.
لا يهم توخيل أن تكسب الجماهير ودّه، ولم يظهر كرجل عاطفي مع اللاعبين، على الأقل ليس أمام الكاميرات، عكس كلوب، بل ما يهمه فقط هو ما يظهر في كلامه وتفاعلاته، والإبقاء بهدوء على فريقه منافساً لا يرحم أحداً أمامه وهدفه الاول التتويج بالبطولات.