كانت لقطة الفرنسي أرسين فينغر في الدقيقة 80 من مباراة أرسنال ومضيفه ليستر سيتي في المرحلة الثانية من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم التي انتهت بالتعادل السلبي، وهو يعبّر عن غضبه لإهدار ثيو والكوت فرصة كافية لتوضح الضغط الذي يعانيه الرجل بعد الخسارة الأولى الصادمة على ملعب "الإمارات" أمام ليفربول 3-4، وهو كان قريباً حتى من الخسارة أول من أمس، حيث سنحت لليستر العديد من الفرص، أخطرها في الدقيقة الأخيرة للنجم الجزائري رياض محرز، فضلاً عن حرمان فريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري ركلة جزاء صحيحة للنيجيري أحمد موسى في الدقائق الأخيرة، كانت كفيلة بأن تحسم المباراة لبطل إنكلترا.
بعد أول جولتين فقط، يبتعد أرسنال بـ 5 نقاط عن يونايتد وسيتي وتشلسي
إذاً، بعد مرحلتين ومن أصل 6 نقاط ممكنة، فإن فينغر لم يجمع سوى نقطة واحدة، وهو في المركز الثاني عشر. لماذا قلنا فينغر ولم نقل أرسنال؟ لأن هذا العام مختلف عن سابقيه، حيث إن كل نتيجة سلبية سيتحمل مسؤوليتها الفرنسي بالدرجة الأولى، وستوجه كل الانتقادات إليه بعد الفرص العديدة التي منحته إياها الإدارة والجماهير للاستمرار في صفوف الفريق الذي يشرف عليه منذ عام 1996 لتحقيق لقب الـ"بريميير ليغ" الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2004، فضلاً عن الإخفاقات المتكررة في دوري أبطال أوروبا.
هكذا، بعد جولتين فحسب، بات فينغر (مجدداً وليس أرسنال) يبتعد بفارق خمس نقاط عن فرق الصدارة. لكن الأمور تبدو مختلفة هذا العام، إذ إن المنافسة ستكون مع مانشستر يونايتد وجاره سيتي وتشلسي التي أعدت العدة جيداً وتسلحت بكامل قواها، وها هي على عكس أرسنال تقف في الصدارة بالعلامة الكاملة.
قد يقول قائل إن البطولة بالكاد قد بدأت، هذا صحيح، لكن المكتوب يقرأ من عنوانه، كما يقال، إذ إن أرسنال يبدو غير جاهز على الإطلاق، وهذه مسؤولية فينغر الذي لم يتوان عن قول ذلك علانية عندما أعاد الخسارة أمام ليفربول إلى عدم جاهزية اللاعبين، رغم أن الفريق خاض كغيره التحضيرات الصيفية مع أغلب عناصره.
ما يُسأل عنه فينغر أكثر، أن الفريق غير جاهز من الناحية المعنوية للقتال على اللقب منذ الصفارة الأولى لانطلاق الموسم والتعلم من الأخطاء السابقة المتكررة بإهدار النقاط في البدايات، ومن ثم الندم عليها في النهايات، وهنا تمكن المقارنة مع تشلسي مثلاً الذي استمدّ سريعاً الروح القتالية من مدربه الإيطالي الجديد أنطونيو كونتي، رغم أن الموسم في بدايته وقلب تأخره أمام واتفورد إلى فوز في الدقائق العشر الأخيرة.
فضلاً عن ذلك، فإن فينغر وقف متفرجاً في سوق الانتقالات الصيفية على الفرق المنافسة الأخرى وهي تبرم الصفقات الضخمة، فيما لم يحرك الفرنسي ساكناً، علماً أن فريقه بحاجة أكثر من غيره لتدعيم صفوفه تحديداً بمهاجم لا يضيع الطريق نحو الشباك بدلاً من الفرنسي أوليفيه جيرو الذي يمكن أن يسجل ثلاثية في مباراة، ومن ثم يكون كارثياً في خمس مباريات تالية، وإلى مدافع على أقل تقدير، وما هو متوقع أن تفرض النتيجتان الأوليان على فينغر التحرك في سوق الانتقالات قبل إقفال بابها.
خمس نقاط غالية في السباق نحو اللقب فقدها أرسنال في أول مباراتين لن تمر مرور الكرام لدى جماهير "الغانرز" قبل الإدارة طبعاً وستزيد، لا شك، الضغط على فينغر، إذ إن الاستمرار على هذا المنوال سيضع الفرنسي في موقف صعب جداً قد يصل ربما إلى الإقالة حتى قبل نهاية الموسم، إذ إن الجميع ضاق ذرعاً في لندن لمرور السنوات دون ألقاب، حيث بات الاقتناع يترسخ إخفاقاً إثر إخفاق بأن وقت التغيير قد اقترب أوانه، وأن شمس الانتصارات لا بد أن تشرق مجدداً فوق ملعب "الإمارات".