لم تمر الحادثة الاولمبية بين البعثتين اللبنانية والاسرائيلية بشكل عابر في تل أبيب، بل لقيت ردود فعل سياسية وإعلامية. على المستوى السياسي، أعربت وزيرة الرياضة الاسرائيلية، ميري ريغف، عن صدمتها إزاء ردّ فعل أفراد البعثة الاولمبية اللبنانية في البرازيل الذين رفضوا صعود البعثة الاسرائيلية الى نفس الحافلة التي تقلهم. ووصفت التصرف اللبناني بأنه «معاد للسامية»، وصولاً الى وصفه بـ«العنصرية من النوع الأسوأ». وتساءلت أين ردود الفعل العالمية على هذا «الفصل القومي العنصري».
إعلامياً، تناولت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقرّبة من نتنياهو الحادثة بالقول إن الرسائل الرئيسية للأولمبياد لم تصل الى الوفد اللبناني، وكما يبدو فإنها لا تسري على إسرائيل. وأضافت أن حادثة الحافلة ذكّرت بمدى صعوبة الفصل بين كراهية إسرائيل والرياضة. ورأت الصحيفة أنه اتضح عملياً أن ما حصل شكّل أكبر خطأ في مراسم الافتتاح الاحتفالي، تمثل في تخصيص حافلة مشتركة للوفدين الاسرائيلي واللبناني.
وبحسب الصحيفة، فقد ذكر المدير العام للجنة الاولمبية الاسرائيلية، ورئيس الوفد الى ريو دي جانيرو، غيل لوستينغ: "عندما وصلنا الى منطقة الباصات اكتشفنا أنه تم تصنيفنا نتيجة خطأ مع الوفد اللبناني. لم تكن هناك مشكلة في الأماكن، لكن اللجنة المنظمة طلبت منا عدم إثارة مشكلة، واعتذرت أمامنا وأحضرت حافلة بديلة». وتعهد لوستينغ بالتوجه الى اللجنة الدولية بسبب تصرف رئيس الوفد اللبناني، لكي لا يتكرر الامر، مؤكداً في الوقت نفسه أن "الموضوع أصبح خلفنا الآن، ونحن نستعد للمباريات".
ونقلت الصحيفة عن أحد المدربين الإسرائيليين، أودي ديغل، وصفه ما جرى بـ«العار» على صفحته في "فايسبوك"، بينما رأى رياضي إسرائيلي آخر أن «ما حدث ذكَّرنا بالوضع الذي تعيشه دولتنا». ولفتت "إسرائيل اليوم" الى أن الامر لم يقتصر على ذلك، بل تلقى الوفد الإسرائيلي تذكيراً آخر بالصراع الشرق أوسطي، لدى دخول الوفود الى استاد "ماراكانا"، خلال إحدى المراحل الرئيسية لمراسم حفل الافتتاح، إذ عندما تمّ الاعلان عن اسم الوفد الاسرائيلي، انطلق من المدرجات التصفيق وأيضاً صرخات التحقير، بينما عندما دخل الوفد الفلسطيني كان أحد أكثر الوفود شعبية في هذه الأمسية، وحظي بالهتافات والتصفيق الكبيرين خلال دخوله.