قفزت مدينة طرابلس إلى الواجهة الكروية أمس بعد الاتفاق المفاجئ بين نادي طرابلس والمدرب فادي العمري الذي سبق له أن اتفق مع السلام زغرتا لقيادة الفريق في الموسم الجديد، قبل أن يعود العمري ويقرر التعاقد مع طرابلس.

خطوة بدت مفاجئة، خصوصاً أن العمري انتقل من الاجتماعي إلى «الصديق اللدود» طرابلس، إضافة إلى أن السلام اطمأن إلى أن العمري سيكون مدرب الفريق، وجرت مناقشة حاجات السلام للموسم الجديد ونقاط القوة والضعف.
في زغرتا يعمّ الاستياء الشارع الكروي، بعد أن انتظرت إدارة الفريق مدة شهر، على اعتبار أن العمري أكّد أنه سيكون مدرب السلام في الموسم المقبل. وكان من المفترض أن يُعقد أمس اجتماعٌ لإطلاق تمارين الفريق وإنهاء بعض التفاصيل الصغيرة، لكن العمري تواصل مع مدير الفريق بطرس كرم، وأبلغه بعدم حضوره الاجتماع، معتذراً عن عدم إكماله بنود الاتفاق.
رئيس السلام الأب إسطفان فرنجية، كان غاضباً في اتصاله مع «الأخبار»، واصفاً ما قام به العمري بغير الأخلاقي، خصوصاً أنه أعطى كلمة للسلام. وعزا الأب فرنجية ما حصل بسبب تدخل السياسة، وتحديداً الرئيس نجيب ميقاتي الذي ضغط على العمري من أجل التوقيع مع طرابلس، مستنداً إلى كلام للعمري في هذا السياق.
وحاولت «الأخبار» الوقوف على رأي العمري، لكن الأخير لم يردّ على الاتصال، فكان توضيحٌ من ظافر كبارة، أمين سر نادي طرابلس ومدير قطاع الرياضة في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية التابعة لميقاتي. إذ أكّد كبارة أن لا علاقة لميقاتي بما حصل، لا من قريب ولا من بعيد، وهو خارج لبنان ولا علم له بالقصة بتاتاً. «كذلك فإن نادي السلام زغرتا يعني لميقاتي كما يعني طرابلس»، وكل ما في الموضوع أن طرابلس حصل على الضوء الأخضر لإطلاق استعداداته للموسم الجديد بعد أن أُقفل ملف الموسم الماضي بالنسبة إلى الجمعية التي ترعى أربعة أندية، وهي إلى جانب طرابلس، الاجتماعي والزهراء الميناء في الكرة الطائرة، وطرابلس الفيحاء في كرة الصالات. فكان هناك تواصل من رئيس النادي وليد قمر الدين مع العمري، إضافة إلى تمنٍّ من عدد من إداريي الفريق ولاعبيه، الذين اتصلوا بالعمري، وطلبوا منه قيادة الفريق في الموسم الماضي. وهنا «وقع العمري أمام خيارين: الأول مادي وأخلاقي مع السلام، والثاني مناطقي مع طرابلس، فاختار الأخير. أما بالنسبة إلى الحديث عن تدخل المكتب السياسي للرئيس ميقاتي في الموضوع، فهذا غير صحيح بتاتاً، خصوصاً أن ميقاتي يفصل السياسة عن الرياضة».