مرة جديدة يكرر لاعبا منتخب فرنسا ديميتري باييه وأنطوان غريزمان لقطتهما التي لفتت الأنظار في المباراة أمام جمهورية إيرلندا في دور الـ 16 لكأس أوروبا عندما انحنى الأول ليقبل قدم الثاني بعد تسجيله هدفاً. هذه المرة في المباراة أمام إيسلندا في ربع النهائي تبادل اللاعبان الأدوار إذ كرر باييه تقبيل قدم غريزمان عند تسجيله هدفه وردّ عليه الأخير التحية بمثلها عند تسجيله الهدف أيضاً.هكذا، تصدرت هذه اللقطة العناوين وأخذت حيّزاً من الإهتمام وحتى التحليل في فرنسا حيث اختلفت الآراء حول السبب الذي دفع باييه إلى تقبيل قدم غريزمان.
ففيما رأى البعض أنها لقطة عفوية فإن آخرين خالفوهم، مشيرين إلى أن اللاعب تعمّد فعلها حتى تكون بصمة في البطولة، إذ مثل هذه اللقطات تعلق في الأذهان وتحفظها سجلات البطولات. وبين هذا وذاك خرج رأي ليقول بأن ما فعله باييه هو إقرار علني لزميله غريزمان بأنه أقل منه، وذلك بعدما استحوذ لاعب وست هام على الأضواء في دور المجموعات رغم أنه كان حتى وقت قريب لاعباً مجهولاً لكثيرين فيما أن نجومية غريزمان بلغت مكانة متقدمة مع أتلتيكو مدريد الإسباني وبات أحد نجوم الكرة العالمية.
الاحتفالات تكون إما عفوية معبرة أو استعراضية أو ذات دلالات

على أي الأحوال فإن الفرنسيين باتوا يتفاءلون بهذه اللقطة، إذ إنها أعادت تذكيرهم باللقطة الشهيرة بين لوران بلان وفابيان بارتيز عندما كان الأول يقبّل رأس الثاني عند الفوز بالمباريات في مونديال 1998، وهذا ما استمر حتى المباراة النهائية لتحمل فرنسا الكأس في ملعب "سان دوني"، وهذا ما باتوا الآن يتمنونه بأن تمنحهم قدم غريزمان لقب "اليورو" وأن يقبلها باييه.
لقطة الإحتفال غير العادية هذه ورغم أن البعض انتقدها فإنها لا تبدو غريبة في مثل هذه المناسبات، إذ اعتاد المتابعون في بطولات كأس العالم وكأس أوروبا أن يخرج عليهم اللاعبون باحتفالات مبتكرة ومميزة بالأهداف يحفظها التاريخ وهي تكون إما عفوية معبرة أو استعراضية أو تحمل دلالات أي بمعنى أن اللاعب يحاول من خلالها إيصال رسالة معينة.
بالنسبة للإحتفالات المعبرة فإن أكثرها رسوخاً بالذاكرة تبقى لقطة احتفال "الأسطورة" البرازيلي بيليه بهدفه الذي سجله من كرة رأسية في مرمى إيطاليا في نهائي مونديال 1970 عندما قفز وارتمى بأحضان جيرزينيو ورفع يده عالياً وهي إحدى اللقطات الشهيرة في تاريخ المونديال.
كذلك فهناك لقطة احتفال الإيطالي ماركو تارديللي بهدفه في مرمى ألمانيا في نهائي مونديال 1982 حين راح يركض وهو يصرخ ويذرف الدموع، وهذا ما عاد وتكرر بطريقة مشابهة للمصادفة مع لاعب إيطالي آخر هو فابيو غروسو ضد ألمانيا أيضاً في نصف نهائي مونديال 2006.
هذا النوع من الإحتفالات يحمل الكثير من العواطف والمشاعر التي تختلف عن الإحتفالات الإستعراضية التي تحمل المتعة للجماهير وهذا ما ينطبق مثلاً على احتفالات "أسطورة" الكاميرون روجيه ميلا بأهدافه خلال مونديال 1990 عندما كان يتجه إلى زاوية الملعب ويؤدي رقصة شعبية أخذت شهرة عالمية.
كذلك فقد اشتهرت لقطة النجم البرازيلي بيبيتو احتفالاً بهدفه في مرمى هولندا في ربع نهائي مونديال 1994 عندما اتجه مع زميليه روماريو ومازينيو وراحوا يحركون أيديهم يمنة ويسرة في إشارة إلى أنه رزق مولودا.
وفي هذا الإطار يندرج أيضاً احتفال الألماني ميروسلاف كلوزه بأهدافه في مونديال 2002 عندما كان يقفز ويلتف على نفسه في الهواء وهذا ما تكرر معه في باقي كؤوس العالم التي شارك فيها.
أما بالنسبة للإحتفالات التي يقصد منها اللاعب نقل رسالة معينة فيأتي على سبيل المثال احتفال الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا بهدفه في مرمى اليونان في دور المجموعات لمونديال 1994 عندما اتجه نحو الكاميرا بعنف وهو يصرخ تأكيداً منه بأنه لا يزال موجوداً بعد ابتعاده لتناوله المخدرات.
كما تبرز لقطة احتفال الإيطالي ماريو بالوتيللي بهدفه الثاني في مرمى ألمانيا في نصف نهائي كأس أوروبا 2012 عندما خلع قميصه مبرزاً عضلاته كتعبير عن قوته.