تنطلق تمارين معظم فرق الدوري اللبناني لكرة القدم بعد عيد الفطر استعداداً لانطلاق كأسي النخبة والتحدي الشهر المقبل. وعملت بعض الأندية في الفترة الماضية على تدعيم صفوفها أو الدخول في مفاوضات مع لاعبين لبنانيين وأجانب. من تلك الأندية، الأنصار والعهد والنجمة، التي تُعَدّ من أوائل الفرق التي أبرمت عقوداً وضمت لاعبين، وما زالت تعمل في هذا الإطار. العهد الذي ضم النيجيري موسى كبيرو، ومن المفترض أن يستعيد الأوغندي دينيس إيغوما، ينتظر أن يضع اللمسات الأخيرة على صفقة الغاني نيكولاس كوفي، بعد أن قطع نصف الطريق حيث اتفق مع اللاعب ووقّع عقداً معه، بانتظار اجتياز النصف الثاني من الطريق، وهو موافقة الاجتماعي ووضع الاتفاق بين رئيس النادي تميم سليمان وأمين سر الاجتماعي محمد النابلسي موضع التنفيذ.هذه التعاقدات العهداوية، في حال وصولها إلى أبعد من ذلك بكثير، عبر الصفقة الكبرى المتمثلة باللاعب محمد حيدر في حال نجاح العهداويين بإقناع الصفاويين بالتنازل عنه، تضع بعض لاعبي العهد أمام سؤال بسيط: ما وضعُنا في الموسم المقبل؟
مِن هؤلاء اللاعبين قائد الفريق عباس عطوي "أونيكا" الذي قدّم أجمل سنوات عمره للنادي وحصد معه الألقاب، وفي المقابل لم يبخل النادي والمسؤولون فيه على "أونيكا"، ووقفوا إلى جانبه طوال السنوات الماضية. لكن لكل شيء نهاية، وقائد العهد لا بد أن يسلّم شارة القيادة لزميل له. هذا لا يعني أن "أونيكا" وصل إلى نهاية مشواره، فقائد العهد ما زال لديه الكثير كي يقدمه، لكن قد يرغب في أن يختتم مسيرته في نادٍ آخر، في ظلّ الكمّ الكبير من اللاعبين في العهد، ما قد يؤثر بدور عطوي في الموسم المقبل، ومساحة اللعب التي ستكون متاحة له.
الأنصار أبلغ العهداويين رسمياً برغبته في التعاقد مع "أونيكا"، وحصل اجتماع مع رئيس النادي تميم سليمان الذي لم يستطع تقديم جواب للأنصاريين، بانتظار عودة المدير الفني للفريق الألماني روبرت جاسبرت بعد العيد لإطلاق تمارين الفريق في 11 تموز. فالمعلومات تشير إلى أن جاسبرت متمسك بعطوي، وفي الوقت عينه يرغب "أونيكا" في خوض تجربة جديدة مع فريق آخر، في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين كأحمد زريق وحسن شعيتو ودنيس وكبيرو وكوفي وهيثم فاعور، وبالتالي حظوظه في اللعب أساسياً قد تتراجع. لكن كل الأمور معلقة بانتظار عودة جاسبرت، حيث سيجلس مع اللاعب، فإما أن يقنعه بالبقاء، أو ينجح "أونيكا" في إقناع مدربه بتسهيل انتقاله إلى الأنصار.
هذا النادي ما زالت الأمور الفنية غير واضحة فيه، خصوصاً على صعيد الجهاز الفني. إلا أن المسؤولين فيه يعملون على خط اللاعبين بحيث تكون كل الأمور جاهزة حين يقع الاختيار على المدرب الذي سيقود الفريق. فالمسؤولون الأنصاريون يعملون على خط أونيكا وفايز شمسين ولاعب النجمة التونسي رضوان الفالحي وغيرهم من اللاعبين. لكن أيضاً الأمور معلّقة إلى حين اختيار المدرب الذي سيكون له القرار النهائي. فالإدارة الأنصارية لن تشكل فريقاً أشبه بالموزاييك دون تناغم، فمن سينضم إلى الفريق سيكون بناءً إلى المركز الذي يشغله ويحتاجه الأنصار وليس اسمه.