جنّدت وسائل الإعلام العالمية أطقمها أمس بعد فضيحة الفساد التي هزّت الاتحاد الدولي لكرة القدم. التغطية سارت تصاعدياً، مع تقدّم الساعات وانجلاء الصورة وتكشّف الحقائق أكثر، حتى بات المتابع لمواقع الصحف والمواقع الرياضية على الشبكة العنكبوتية أمام سيل من الأخبار والتقارير وحتى العواجل التي تتابع الحدث الطارئ لحظة بلحظة. بدت التغطية أشبه بمواكبة لحرب أو حدث كوني، وبطبيعة الحال لم يكن أحد لينازع السويسري جوزف بلاتر، رئيس «الفيفا»، على «النجومية».
أينما بحثت وكيفما تنقلت كان بلاتر حاضراً، ولو أمكن إحصاء عدد ذكر اسم الرئيس الحالي للفيفا لكانت حصيلة الأرقام هائلة.
منذ صباح أمس، كانت صور بلاتر تحتل أغلفة كبرى الصحف العالمية. لم توفّر هذه الأخيرة السويسري ومؤسسته، فشنّت عليه حملة عنيفة مطالبة إياه بالتنحي، وكان لافتاً أن الصحف السويسرية لم ترأف بابن بلادها وطالبته بوضوح بالرحيل.
«ارحل»، مع صورة لبلاتر كان عنوان صحيفة «بيلد» الألمانية الواسعة الانتشار، التي أضافت تحت عنوان عريض «عراب» مطالبة بتنحي بلاتر باسم «ملايين من أنصار اللعبة». وتابعت: «لا يمكن لصق أي تهمة به شخصياً، لكن في الوقت ذاته إنه يغطي منظمة إجرامية تقوم بإبقائه في السلطة».
أما «دي تيليغراف» الهولندية فكتبت: «البراهين دامغة بفضل بعض المخبرين، وبلاتر هو رئيس عصابة الفساد».
من جهتها، ذكرت صحيفة «سيدني مورنينغ» الأوسترالية: «ارتبط اسم بلاتر بقوّة بثقافة الفساد التي تجسّد هذه المؤسسة الرياضية للعبة الأكثر شعبية في العالم».
واعتبرت «بوبليكو» البرتغالية أن «الجنرال بلاتر يتقدّم في الوقت الذي تتفتت فيه القوة العسكرية للفيفا»، فيما أكدت الصحيفة البرتغالية الأخرى «دياريو دي نوتيسياس» أن «اعتقال مسؤولي الفيفا ليس سوى البداية ولن تتوقف عند هذا الحد».
ولم تختلف الحال في الصحف الإنكليزية، حيث عنونت صحيفة «مترو»: «بداية النهاية»، أما صحيفة «ذا دايلي مايل» فتساءلت: «كيف يمكن بلاتر أن ينجو من فضيحة الفساد؟»، بينما كتبت صحيفة «ذا غارديان»: «رشوة بعد رشوة بعد رشوة»، مضيفة تحت عنوان «اتهامات فساد الفيفا، هل هذه هي بداية النهاية للمنزل الذي بناه بلاتر؟».
وتحدث النجم الإنكليزي السابق غاري لينيكر لصحيفة «ذا دايلي ميرور» عن إدانته لرئيس الفيفا، متسائلاً: «كيف لرجل أن يبقى في منصبه بعدما تبيّن أن مؤسسته مجردة من الاخلاقيات؟». وأضاف: «أرى أنه أمر مقزز للنفس، إن اللعبة الجميلة، اللعبة العالمية، لُوِّثَت بهذه الطريقة، ووصلت إلى هذا الحال».
أما في إيطاليا، فكتبت «لا غازيتا ديللو سبورت»: «نظام بلاتر يرتجف»، فيما حمل غلاف «لا ريبوبليكا» عنوان: «زلزال يهزّ فيفا بلاتر».
في المقابل، كتبت «لا ستامبا»: «استقال البابا بونوا السادس عشر، وتخلى ملك إسبانيا عن عرشه، وخسر الرئيس نيكولا ساركوزي الانتخابات، لكن بلاتر يقاوم».
أما صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية الواسعة الانتشار فعنونت على غلافها «أمّ الفضائح».
وفي النمسا، تساءلت صحيفة «كرونن تسايتونغ»: «هل سيكون بلاتر الضحية المقبلة؟»، فيما اعتبرت «اوستيرايخ» أن «كرة القدم تغرق في الفساد».
حتى إن الصحف السويسرية لم ترأف بابن بلادها، وقالت «لو ماتان»: «يجب أن يرحل»، أما «تريبون دو جنيف» فقالت: «سيد بلاتر، ارحل»، وأضافت: «يحاول بلاتر اليوم أن ينظّف بيت فيفا الداخلي. إنها فضيحة حقيقية». «لا يمكن أن يبقى بلاتر في رئاسة الفيفا وسط تحقيقات الفساد التي طاولت كرة القدم»، هذا ما كتبته مجلة «فوربس» الأميركية.
وأوضحت: «ينبغي لبلاتر أن يستقيل، سواء أكان مذنباً أم لم يكن. إنه يجسد الفيفا، وإنه المسؤول. بعض الاعتقالات طاولت نواب رئيس الفيفا».
وتابعت المجلة: «بلاتر مسؤول عما حدث ويحدث في الفيفا، مثله مثل الرئيس التنفيذي أو رئيس مجلس الإدارة في المنظمات الكبرى، ينبغي له أن يعترف بالهزيمة».