كأس اوروبا في فرنسا، حيث الموضة جزء لا يتجزأ من شخصية البلاد، وخصوصاً اذا ما تحدثنا عن العاصمة باريس التي اعتادت أن تكون مرجعاً في الموضة وما يرتبط بها من نواحٍ مختلفة.وفي البطولة القارية تأخذ الموضة حيّزاً واسعاً من اهتمام النجوم والشركات التي تقف خلفهم، وذلك للتأثير في الرأي العام لأهدافٍ تجارية، فظهرت الاحذية الفضية والذهبية وتلك الموقّعة باسم هذا النجم أو ذاك. كذلك انشغل مصفّفو الشعر في إرضاء رغبات البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي بول بوغبا وامثالهما في ابتكار قصة شعر جديدة ولافتة للانظار. وكل هذا للظهور بأفضل حلّة في هذا الحدث الكبير الذي يبقى كل تفصيل فيه في ذاكرة التاريخ.
وبما أن فرنسا لها خصوصية على هذا الصعيد، لم يكن بالامكان سوى التوقف في الاسبوع الاول من البطولة عند محطة الموضة الخاصة بالمدربين واللاعبين، وخصوصاً بعدما بدت باريس والمدن الفرنسية الاخرى أشبه بمنصة لعرض الازياء، لا بل أصبح بالامكان منح علامات للمتفوّقين في هذا الخصوص وانتقاد المقصّرين أو الذين يرتكبون "جرائم" بحق الموضة.
في الفوتبول هناك من يصنع الموضة وهناك من يسيء إليها

أحد أكثر الاشخاص الذين عُرفوا بأناقتهم هو أكثر من أثار الضحك والسخرية عليه والقرف منه حتى. إنه مدرب منتخب المانيا يواكيم لوف، الذي ضجّ العالم بحركاته الغريبة، من وضعه اصبعه في أنفه بشكلٍ مستمر، الى وضع يده داخل بنطاله ايضاً. لكن رغم ذلك بقي لوف أفضل من يرتدي البنطال، أو إذا صحّ التعبير يحسن اختياره. فهذا المدرب لا يكبّل نفسه ببذلة رسمية لكي يعكس أناقته، بل انه يختار ملابس مريحة وأنيقة في آنٍ واحد، إذ بعدما اشتهر بالقميص الابيض والبنطال الاسود غالباً، ها هو يرتدي بنطالاً بنفس اللون مع قميصٍ رمادي مثير للإعجاب.
لكنّ هناك منافساً للوف على هذا الصعيد، ألا وهو مدرب منتخب ايطاليا انطونيو كونتي، وذلك بتلك البذلة التي خطف فيها لاعبوه أنفاس عشاق الموضة عندما ظهروا بها في الصورة الرسمية التي سبقت انطلاق البطولة. وللمشككين في هذا الموضوع، يمكنهم الاطلاع على صور المدافع أندريا بارزاغلي.
وليس بعيداً من ايطاليا، أطلق الحارس التاريخي جانلويجي بوفون موضة خاصة به، في خطوةٍ غير مستغربة، لأن الطليان معروفون بحبهم للالوان وتنسيقها، فظهر "جيجي" مرتدياً قفازين احدهما باللون الاصفر الفاقع والآخر باللون الزهري القوي (الفوشيا). وقد يعتقد البعض أنهما مجرد قفازين، لكن اذا ما اخذنا تفسير الموضة لهذه المسألة، نلمس ان خيار بوفون له أسباب مدروسة، ألا وهي كسر اللون الفضي الباهت في القميص والسروال القصير اللذين يرتديهما خلال المباريات.
وإذا كان هناك من يعكس وجهاً أنيقاً للعبة ويطلق موضة تحظى بشعبية كبيرة، فهناك ايضاً من يسيء الى الموضة بحدّ ذاتها.
انظروا مثلاً الى رأس لاعب الوسط البلجيكي مروان فلايني، الذي صبغ شعره "الأفرو" باللون الاصهب، فبدا من خارج هذا العصر، وينقصه شارب فقط ليظهر على صورة القائد الكولومبي السابق كارلوس فالديراما.
كذلك، وبالحديث عن الشعر الكثيف وغير المهندم، يمكن ذكر لاعب ويلز جو ليدلي الذي ظهر بلحية طويلة وبشكلٍ يشبه المقاتلين في العصور الوسطى، رغم أن هذا "اللوك" بات موضة منتشرة على نطاقٍ واسع، لكن ليدلي بمظهره لا يشبه النجوم الأنيقين بأي شيء.
ختاماً مع بعض القمصان التي لا تمت الى الموضة بصلة، ومنها قميص التحمية الخاص بانكلترا الذي يجمع أربعة ألوان مختلطة، عكس قميص المباراة الجميل جداً. كذلك هناك القميص الرديف لمنتخب المانيا الذي (لحسن الحظ) لم يرتدِه حتى الآن في البطولة، إضافة إلى القميص الالباني غير المفهوم تصميمه حتى.