أين سنتابع المباريات؟ هو السؤال الذي يشغل الجميع عشية كل حدثٍ كبير مثل كأس العالم او كأس اوروبا، التي تتحول عادةً الى اهتمامٍ عام وتستقطب فئة لا تهتم باللعبة الشعبية الاولى في العالم بشكلٍ يومي، لكنها تذهب مع التيار وتصبح المناسبات الكبيرة ضمن اهتماماتها، ما يضاعف اعداد المتابعين لها.اللبنانيون، الموسميون منهم في متابعة الكرة، والدائمون في عشقها، يعود قسمٌ كبير منهم ابتداءً من الليلة الى العيش في دوامة المشكلة عينها، المتمثلة بتكبّد مبالغ طائلة لتأمين حضور المباريات في البيت، او دفع هذه الاموال في مكانٍ آخر مثل المقاهي لمتابعة هذه المباراة او تلك، والتي بات بعضها يحدّد اسعاراً مختلفة عند الاحداث الكروية المهمة بهدف تحصيل ارباحٍ ضرورية من كل محبٍّ للكرة.
من هنا، يعود اللبنانيون الى المعاناة نفسها التي عرفوها قبل عامين في مناسبة كأس العالم، حيث يسألون اليوم عن كيفية حضور مباريات كأس اوروبا التي تعدّ بأهمية المونديال.
والمشكلة الدائمة هي في النقل التلفزيوني الذي اصيب بالاحتكار حول العالم وتأثرت به منطقة الشرق الاوسط بشكلٍ مباشر بفعل "اعصار" شبكة beIN" Sports"، الذي لم يوفّر اي بطولة الا وحصل عليها. لكن حتى من لم يجد مفرّاً سوى الاشتراك في الشبكة القطرية سابقاً، يواجه مشكلة مستجدة مع اطلاق الشبكة المذكورة عدة قنوات جديدة تحت اسم "beIN Max"، لا يمكن حتى للمشتركين سنوياً في اجهزة الاستقبال الخاصة بـ "beIN" الحصول عليها الا اذا دفعوا اشتراكاً خاصاً يصل سعره الى 100 الف ليرة، بحسب مصدرٍ موزّع في العاصمة اللبنانية.
لكن الاشتراك في "beIN Sports" يتخطى الحدّ الادنى للأجر الشهري في لبنان، اذ ان هذا المبلغ المدفوع مقابل الحصول على القنوات الناقلة لكأس اوروبا يضاف اليه مبالغ اكبر بالنسبة الى المشتركين الجدد، المجبرون على تركيب جهاز الاستقبال والاشتراك السنوي الذي يبلغ سعره في السوق 340$، ويضاف اليها ايضاً 100$ كبدل تركيب صحن لاقط وكابل، ما يعني ان المبلغ الاجمالي قد يصل الى 500$.
كذلك، هناك نقطة مهمة وهي ان العديد من القرى النائية واكثرها في الجنوب والشمال لا توجد فيها محطات توزيع "الكايبل"، وبالتالي لا تلتقط الا المحطات المحلية الغائبة عن نقل "يورو 2016"، بعكس الماضي البعيد، وذلك بالنظر الى السعر المرتفع لحقوق النقل.
تلفزيون لبنان كان قد وقف في المحكمة بدعوى من "beIN" نفسها عندما قرر كسر الاحتكار قبل عامين ونقل مباريات المونديال عبر قناته الارضية، لتسقط الدعوى القضائية بعدها كونه لم يؤثر على حقوق الشبكة الناقلة فضائياً في الشرق الاوسط، وهو يبدو اليوم بامكاناته التقنية ومبادراته الدائمة على صعيد كسر الاحتكار، المنفذ الوحيد لشريحة كبيرة من الفقراء الذين لا يمكنهم دفع هذا المبلغ الكبير لمتابعة لعبة سُميت دائماً لعبة الفقراء، لكنها على ما يبدو لم تعد كذلك.
(الأخبار)