كان واضحاً منذ البداية أن مانشستر يونايتد الإنكليزي هو الأوفر حظاً لكسب صفقة الموهبة الكبيرة في هولندا، ممفيس ديباي. هذا ما حصل بالفعل، وكان الحدث في منتصف الأسبوع الماضي. وبطبيعة الحال، فإن الفضل في إنجاز هذه الصفقة المهمة جداً ليونايتد يعود إلى مدربه الهولندي لويس فان غال الذي أقنع الشاب بالقدوم إلى فريق «الشياطين الحمر» بعدما كان أول من قدّمه على المسرح العالمي في مونديال البرازيل الصيف الماضي، وخصوصاً أنه كشف بعد إبرام الصفقة أنه سارع قبل انتهاء الموسم إلى حسمها بعدما علم بالاهتمام البالغ لباريس سان جيرمان بالموهوب الهولندي.
وكان واضحاً أيضاً مذذاك أن هذا اللاعب سيصبح حديث العالم في وقت قريب نظراً إلى ما أظهره من قدرات في الدقائق التي لعبها في المونديال البرازيلي، وتحديداً في المباراة أمام أوستراليا في دور المجموعات حين دخل من مقعد الاحتياط في الشوط الثاني وقلب الأمور رأساً على عقب بعدما كان منتخب بلاده متأخراً 1-2 ليتلاعب بالأوستراليين كيفما شاء على الرواق الأيسر ويمرر كرة التعادل لروبن فان بيرسي، زميله الجديد (إذا بقي مع الفريق في الموسم المقبل) ويسجل بنفسه هدف الفوز الثالث بتسديدة مميزة من خارج منطقة الجزاء، ويحتل صبيحة اليوم التالي العناوين في الصحف الهولندية والعالمية.
إذاً، ممفيس ديباي جديد مانشستر يونايتد في الموسم المقبل. لا شك في أنها «ضربة معلم» من فان غال ويونايتد بالتعاقد مع اللاعب الذي يتوقع أن يعيد زعيم الكرة الإنكليزية إلى مكانه الطبيعي في المراتب الأولى المحلية والأوروبية. هذا الكلام ليس مرده فقط إلى مسارعة فان بيرسي بعد إبرام الصفقة إلى الإشادة بزميله في منتخب «الطواحين» أو إلى اعتبار الهولندي الآخر إدوين فان در سار، نجم الحراسة السابق في يونايتد، أن مواطنه هو «النجم المستقبلي» للفريق، بل إن قدرات هذا اللاعب ومهاراته تشير بوضوح إلى ذلك. إذ إن يونايتد بضمه لاعباً سريعاً على الجناح الأيسر ويجيد المراوغة على أعلى مستوى وتسجيل الأهداف التي يتصدر بها حالياً لائحة هدافي الدوري الهولندي مع أيندهوفن، قد كسب لاعباً يبدو في غاية الحاجة إليه، وظهر جلياً أنه افتقده منذ تقدم الويلزي راين غيغز في السن وتراجع عطائه، وبعد ذلك اعتزاله. ديباي هو بالضبط اللاعب الذي يبحث عنه يونايتد، بعد فشل الأرجنتيني أنخل دي ماريا في موسمه الأول، لإعادة «زمن غيغز».

بضمّه لديباي
لم يعد يونايتد بحاجة إلى التفكير بعودة رونالدو


وبطبيعة الحال، فإن وجود غيغز نفسه في الكادر الفني ليونياتد سيفيد كثيراً ديباي في صقل موهبته، والأهم من ذلك أن وجود مواطنه فان غال سيساعده أكثر في التأقلم على الدوري الإنكليزي. فضلاً عن أن فان غال، انطلاقاً من تجربته الكبيرة في التعامل مع النجوم وبسبب عامل اللغة المشترك، هو الأقدر على تحضير ديباي للنجومية القادم إليها حتماً، وخصوصاً أن الأخير عُرف عنه شخصيته المتمردة والتي استمدها من طفولته الصعبة، حيث عانى من طلاق والده الغاني لوالدته الهولندية ليرعاه بعد ذلك جده ويشجعه على دخول عالم الكرة.
في مانشستر يونايتد، ليس خافياً أن الجميع ظل يحلم ويسعى لعودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوفه. الآن، مع قدوم ديباي يبدو أن يونايتد لم يعد بحاجة إلى التفكير بهذه المسألة على الإطلاق، إذ إن الهولنديين يشبّهون لاعبهم الموهوب بنجم ريال مدريد الإسباني ويطلقون عليه لقب «رونالدو الجديد»، حتى إن مواطنه إد فان شتيغن، الذي عمل سابقاً ككشاف لللاعبين في يونايتد، ذهب إلى اعتبار أن ديباي أفضل من «الدون» بالمقارنة بينهما في سن الـ 21.
بالتأكيد، ديباي هو مكسب كبير ليونايتد المقبل على تعزيزات مهمة غيره، وهذا إن دلّ على شيء فعلى العودة الوشيكة إلى مانشستر يونايتد المخيف.