الأكيد أن البرازيلي نيمار أضاع على متابعي الكرة المولعين بدوري أبطال أوروبا موقعة كان يُرتقب أن تكون حامية الوطيس، الليلة الساعة 21,45 بتوقيت بيروت، في إياب نصف نهائي المسابقة، على ملعب «أليانز أرينا»، بين بايرن ميونيخ الألماني وضيفه برشلونة الإسباني. إذ حتى الدقيقة الـ77 من مباراة الذهاب التي كانت تشير إلى التعادل السلبي، كانت الأذهان قد انتقلت إلى ميونيخ وبدأت بتخيّل ما ستكون عليه موقعة الإياب الحاسمة التي لا مجال فيها إلا لغالب ومغلوب.
في تلك الدقيقة سجل الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الأول. كان يمكن القول في تلك اللحظة إن موقعة «أليانز أرينا» لم تتضرر كثيراً ولا تزال تحتمل كمّاً كبيراً من الحماسة والتشويق. لكن ها هو الهدف الثاني يأتي مجدداً من «ليو». المشهد تبدل قليلاً في الأثناء، وباتت موقعة ميونيخ أكثر صعوبة على بايرن وخفت قليلاً بريقها، لكنها ظلت في إطار اللامستحيل. إلا أن الدقيقة الـ94 كانت قاتلة من نيمار وأدخلت الحسرة حتى على كثيرين من غير أنصار الفريق البافاري، الذين كانوا يمنّون النفس بموقعة خيالية حاسمة في الإياب. مع نتيجة 3-0 بدا أن الأمور قد حُسمت لبرشلونة، وعزائم كثيرين في ميونيخ قد أُحبطت.
لا داعي الآن للعودة إلى خطأ مدرب بايرن، الإسباني جوسيب غوارديولا، بعدم الحرص على الجانب الدفاعي وتكثيفه بعد الهدف الأول من خطأ آخر في التشتيت لمواطنه خوان بيرنات، وهذا ما كان كفيلاً - ربما - بأن يبقي النتيجة على حالها (1-0)، ويُتيح للمتابعين مباراة غير عادية في مقاطعة بافاريا، فما حصل قد حصل، ولنبقَ الآن في هذه المباراة المذكورة الليلة.
منطقياً، النتيجة تشير بوضوح إلى ترجيح كفّة برشلونة، إذ إن هذا التوقع لا يتوقف فقط على مباراة الذهاب، بل على الحال السيئة لبايرن بعد أربع هزائم متتالية وغياب أهم عناصره للإصابة، وعدم امتلاكه المقومات الهجومية تحديداً لقلب الطاولة على «البرسا». وإذا سلّمنا جدلاً أن توماس مولر وماريو غوتزه (في حال مشاركته) والبولوني روبرت ليفاندوفسكي «كانوا في يومهم» كما يقال، فمن يضمن أن شباك مانويل نوير لن تتلقى هدفاً قاتلاً (على الأقل) لكل الأحلام البافارية من قدم أحد الثلاثي الكاتالوني المرعب: ميسي ونيمار والأوروغواياني لويس سواريز؟

كل الترشيحات
لمصلحة برشلونة، وحدها «المعجزة»
تنقذ بايرن



بالتأكيد، يبدو محيّراً ما سيكون عليه حال ملعب «أليانز أرينا» الليلة، وهذا مردّه إلى نتيجة الذهاب طبعاً، لكن يمكن تخيّل أن المشجعين على المدرجات سيضعون أياديهم على القلوب في حال تقدُّم بايرن بهدف، وتحديداً في نصف الشوط الأول، وهذا ما يبدو ضرورياً طبعاً من لاعبي البافاري لإبقاء الأمل بالعودة في باقي دقائق المباراة. وبالتأكيد، إن خفقان القلوب سيزداد في حال تقدُّم البافاري بهدف ثانٍ. لكن، وفقاً لهذا السيناريو، يمكن تخيّل، في المقابل، تحطم الأحلام وصدمة كبيرة في حال تسجيل هدف لبرشلونة. ومن يعلم؟ ربما يكرر الكاتالوني الفوز ويُلحق دماراً كبيراً في «أليانز أرينا». كل شيء وارد.
ما هو واضح أن لاعبي غوارديولا مطالبون بالهجوم ولا غير الهجوم منذ الدقائق الأولى لتعويض النتيجة الفادحة ذهاباً. لا شيء غير ذلك سيكون نافعاً، وفي الأثناء التركيز الدفاعي أمام الثلاثي البرشلوني المرعب «أم أس أن»، إذ من المتوقع ألّا يلجأ برشلونة إلى الحرص دفاعياً، بل إلى التسجيل وقتل المباراة.
منطقياً إذاً، كل المعطيات تشير إلى أفضلية واضحة لبرشلونة للتأهل إلى نهائي برلين. لكن ثمة محطات تاريخية تخلى فيها المنطق عن الكرة، وحتى أنه لا يمكن حسم الأمور ما دام هنالك 90 دقيقة أخرى قد يحصل فيها أحداث تقلب الأمور رأساً على عقب كحصول حالة طرد مبكرة في صفوف «البرسا» مثلاً. لا مستحيل في الكرة كما عودتنا.
الأكيد أن ميونيخ تغلي، وأن فريقها لا شيء يخسره اليوم، وأن «البرسا» قادم بكامل عتاده لحصد التأهل، فهل سيُطلق على هذه الموقعة في ختامها: «النزهة» لبرشلونة أم «معجزة ميونيخ»؟ الليلة الجواب.




غوارديولا غاضباً: باقٍ هنا

مرة جديدة، يؤكد المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أنه مستمر مع بايرن ميونيخ في الموسم المقبل، وذلك وسط تقارير تحدثت عن إمكان انتقاله الى مانشستر سيتي الإنكليزي مقابل راتب قياسي.
وقال «بيب» خلال مؤتمر صحافي عشية الموقعة أمام برشلونة: «أيها الشبان، لقد سبق أن ردّدت 200 مليون مرة أنه يبقى على عقدي عام آخر».
وأضاف بشيء من الغضب: «سأكون موجوداً هنا الموسم المقبل أيضاً».