انتهت «المعركة» الأولى بين يوفنتوس الإيطالي وضيفه ريال مدريد الإسباني بفوز الأول 2-1، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم. بداية ولا في الأحلام تلك التي شهدها ملعب «يوفنتوس ستاديوم» من أصحاب الضيافة، لم يكن يتوقعها حتى أشد المتفائلين في «اليوفي»، باعتمادهم ضغطاً كبيراً على لاعبي الملكي، مستندين إلى مؤازرة الجمهور المميز المحتشد على المدرجات، الأمر الذي أدى إلى ارتباك واضح لدى الخصوم الذين بدوا لوهلة كأنهم يلعبون للمرة الأولى في مثل هذا المستوى من المنافسات.
هكذا، لم يعط يوفنتوس أي فرصة لريال لالتقاط الأنفاس، إذ منذ الدقيقة الأولى بدأت خطورته عندما أخطأ إيكر كاسياس في لعب الكرة لتصل إلى التشيلياني أرتورو فيدال الذي كان في مواجهة الحارس الإسباني داخل الصندوق، إلا أنه تباطأ لينقضّ البرتغالي بيبي وينقذ فريقه من «ورطة» مبكرة.
ومنحت هذه الفرصة السريعة أصحاب الأرض معنويات كانوا بحاجة إليها بعد أن كانت معظم الترجيحات تقلل من حظوظهم أمام بطل أوروبا، ولفت الإسباني ألفارو موراتا المنتقل إلى «اليوفي» من ريال تحديداً بنشاطه وقتاله على كل كرة، وبدا كأنه يحاول ردّ اعتباره من فريقه السابق الذي لم يقتنع بموهبته.
وبدأ مسلسل اللاعب الشاب في الدقيقة الثالثة بتسديدة، إلا أن كرته جاءت بين يدي كاسياس، ومرة جديدة حاول إسقاط الكرة من فوق زميله السابق من حوالى 20 متراً إلا أنها لقيت المصير عينه. لكن «الثالثة كانت ثابتة» كما يقال، إذ وصلت الكرة إلى كلاوديو ماركيزيو الذي مررها مميزة للأرجنتيني كارلوس تيفيز داخل المنطقة فسددها قوية أبعدها كاسياس لتصل إلى موراتا الذي لم يجد أي صعوبة في متابعتها داخل المرمى (9)، وسط فرحة إيطالية عارمة في الملعب.

فاز يوفنتوس
على ضيفه ريال مدريد بهدفين لواحد


كل هذا وريال غائب عن الصورة تماماً، حيث لم يجد الألماني طوني كروس بداً من أن يطلق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء ليكسر الجمود المدريدي إلا أن جيانلويجي بوفون تألق في إبعادها لركنية (12).
وتحوّل مسار المباراة في الدقائق التالية لمصلحة ريال مدريد بعد أن تمكن من استيعاب ضغط الطليان ليبدأ بالهجمات التي استهلها البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقة 23 عندما كسر مصيدة التسلل، لكنه سدد بعيداً عن المرمى.
ولم يطل الهدف المدريدي عندما وصلت الكرة على الرواق الأيمن لداني كارفاخال فلعبها من فوق الدفاع للكولومبي خاميس رودريغيز ومثلها لرونالدو الذي انقضّ عليها برأسه وتابعها في الشباك (27).
وكان واضحاً أن هذا الهدف سيؤثر في معنويات أصحاب الأرض، وهذا ما حصل، لينجو يوفنتوس من هدف محقق في الدقيقة 41 عندما شن ريال مدريد هجمة منظمة لتصل الكرة إلى إيسكو على الرواق الأيسر الذي لعبها عرضية وتابعها رودريغيز قوية برأسه، إلا أنها اصطدمت بالعارضة وتنفس معها الجمهور الإيطالي الصعداء.
وبدا واضحاً انخفاض نسق المباراة مع بداية الشوط الثاني وخوف كل طرف من الآخر خشية تلقي هدف يبعثر الحسابات، وهذا ما لقيه ريال مدريد بعد أن قُطعت الكرة في منطقة يوفنتوس ووصلت إلى تيفيز الذي قاد هجمة مرتدة سريعة ليصل إلى منطقة الجزاء حيث تعرّض لخطأ من كارفاخال، ليحتسب الحكم الإنكليزي مارتن أتكينسون ركلة جزاء نفّذها المهاجم الأرجنتيني نفسه وسدّدها بنجاح في منتصف مرمى كاسياس (58).
وبطبيعة الحال أقفل يوفنتوس منطقته في الدقائق التالية للحفاظ على النتيجة حيث أخرج المدرب ماسيميليانو ألليغري لاعب الوسط ستيفانو ستورارو وأدخل المدافع أندريا بارزاغلي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لينجح بذلك في تعطيل الهجوم المدريدي وتنتهي المباراة على نتيجة 2-1 رغم فرصة رأسية خطيرة لـ»اليوفي» للبديل الإسباني فرناندو لورينتي في الوقت بدل الضائع.
هي نتيجة تُبقي كافة الاحتمالات متاحة في موقعة الإياب في «سانتياغو برنابيو»، وإن كان يمكن من الآن تخيُّل دفاع حديدي من يوفنتوس بحثاً على الأقل عن تعادل يضعه في المباراة النهائية في برلين.




نزال الكبار في «كامب نو»

ينتظر متابعو كرة القدم ملحمة كروية بين برشلونة وبايرن ميونيخ الليلة الساعة 21.45 بتوقيت بيروت في قمة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، حيث يعود مدرب بايرن جوسيب غوارديولا لمواجهة فريقه السابق في «كامب نو». وسيقف «بيب» أمام رفيقه السابق لويس انريكه مدرب برشلونة الحالي، الذي تأكد أمس من غياب مدافعه الفرنسي جيريمي ماتيو لمعاناته من آلام في وتر أخيل قدمه اليمنى.