عندما قرر الهداف المكسيكي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» العبور من مانشستر يونايتد الإنكليزي الى ريال مدريد الإسباني، كان واثقاً من أنه هناك في النادي الملكي سيغيّر الصورة النمطية التي أحيطت به في إنكلترا، وهي أنه لاعب احتياطي لا أكثر. بدا «تشيتشاريتو» أكيداً أنه هناك في البلاد التي يتحدث لغتها سيفهمه الناس الموجودون حوله أكثر وسيقدّرون فعلاً ما يملكه من إمكانات تهديفية. لكن ربما فات «حبة البازيلاء» أن في «سانتياغو برنابيو» هناك مدرب ايطالي هو كارلو أنشيلوتي الذي «لا يقرأ» الا في كتابه ولا يذهب بعيداً من افكاره الايطالية التي زرعها في الريال. أصلاً كان غريباً ان يبقى «تشيتشاريتو» ملازماً لمقاعد البدلاء في مانشستر يونايتد، وهو الذي كان حضوره لافتاً في كل مباراةٍ تقريباً تمّ اعتماده فيها أساسياً، اذ لم يلعب اساسياً في نصف المباريات الـ 102 التي ارتدى فيها الوان يونايتد، لكنه رغم ذلك نجح في تسجيل 37 هدفاً.
هناك في «أولد ترافورد» ظُلم أصلاً عندما تمّ استقدام الكولومبي رادميل فالكاو (المصاب) وتفضيله عليه بعدما أبدى جهوزيته في الفترة التي سبقت انطلاق الموسم الجديد. قيل وقتذاك ان المدرب لويس فان غال ربما على حق، وخصوصاً بعدما وضع انشيلوني يده على السيف مع نظيره الهولندي لقتل موهبة «تشيتشاريتو» من دون قصد، وذلك عندما استبعده نهائياً من حساباته لفترةٍ ليست بقصيرة.
لكن الحقيقة، يملك هذا الشاب كل امكانات المهاجم الفذ، من تمركزٍ واقتناص للأهداف، والعمل بجهد على ارض الملعب. هو اجتهد بطبيعة الحال لإقناع انشيلوتي بإعطائه فرصة، وقد ساهمت الظروف في حصوله عليها بعد اصابة الفرنسي كريم بنزيما، وعدم جهوزية العائد من الاصابة خيسي رودريغيز، فاضطر أنشيلوتي إلى اشراك «تشيتشاريتو»، الذي بكل بساطة أنقذ موسمه بأهدافه الثلاثة الأخيرة. أولاً عندما سجل هدف التأهل الى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا امام اتلتيكو مدريد، وثانياً عندما هزّ شباك سلتا فيغو المزعج على ارضه بهدفين، في لقاءٍ بدا فيه المدريديون مجرد اشباحٍ على الصعيد الدفاعي.
«تشيتشاريتو» سيعود الى مقاعد البدلاء لا محالة بعد استعادة انشيلوتي لـ»حبيب قلبه» بنزيما، الذي يعتبر افضل تقنياً، وتحديداً من حيث الكيميائية الموجودة بينه وبين المهاجمين الآخرين الذين يساعدهم غالباً على التسجيل. لكن المهم ان «تشيتشاريتو» سجّل نقطةً لدى أنشيلوتي دفعت الأخير الى القول بصراحة بعد المباراة امام سلتا فيغو: «لا جدال حول قدرات «تشيتشاريتو» عندما يكون في مستواه، فهو مثله مثل كريستيانو رونالدو وغاريث بايل وخاميس رودريغيز...».
كلامٌ صحيح لمن تابع «تشيتشاريتو» عن كثب منذ وصوله الى اوروبا او مع المنتخب المكسيكي حيث يمكنه التسجيل من انصاف الفرص في حال وُجد خلفه صانع العاب يمكنه تزويده بالكرات او يضعه بمواجهة حراس المرمى، حيث لا يرحم بتسديداته المباغتة تماماً كما فعل في المباراة الأخيرة عندما سجل من زاوية ميتة.
لكن عاجلاً أو آجلاً سيفعلها «تشيتشاريتو» ويصبح النجم الأول في فريقه. قد يكون هذا الأمر في مانشستر السيئ هجومياً، لكن الأكيد ليس في مدريد حيث الهالة للأسماء الهجومية اللامعة التي تشدّ المعلنين وأصحاب شركات التسويق.