مسقط | خسر منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم مباراته الثانية أمام نظيره العراقي 1 – 4 ضمن المجموعة الأولى لتصفيات كأس آسيا دون الـ 23 عاماً المقامة في عُمان.ولا تعكس نتيجة المباراة واقع المنتخب اللبناني الفني الذي ارتفع بشكل ملحوظ عن لقاء المالديف، رغم قوة الخصم العراقي الذي دخل الى اللقاء مرتاحاً كونه لم يلعب في الجولة الأولى التي فاز فيها لبنان على المالديف.

لقاء العراق شهد تغييراً في التشكيلة مع عودة مهدي فحص كأساسيٍ الا أنه لم يستطع حجز مكان دائم له في المباراة بعد الأداء المتواضع الذي قدمه ما أجبر المدير الفني للمنتخب جوسيبي جيانيني على إستبداله قبل بداية الشوط الثاني.
وبعكس التوقعات فإن المنتخب اللبناني كان نداً قوياً للعراقيين حتى أنه تفوق عليهم في الشوط الأول وتحديداً في النصف الساعة الأول، صانعاً الفرص عبر حسين الزين وفيليب باولي خصوصاً كرة الزين التي تصدى لها الحارس العراقي فهد رحيم.
ونجح خط الدفاع اللبناني في الوقوف في وجه المحاولات العراقية خصوصاً في الربع الساعة الأخير فبرز خليل خميس بشكل كبير ومن خلفه الحارس المتألق علي حلال الذي تصدى لكرتين خطيرتين قبل أن يسجّل العراقيون في الدقيقة 44 عبر العملاق أيمن حسين في غفلة من الدفاع اللبناني، حيث التف حسين وسدد كرة خادعة ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى حلال ودخلت الشباك. ولم يكن التقدم العراقي في الشوط الأول عادلاً بحسب مجرياته، إذ كان اللبنانيون حاضرين لكنهم افتقدوا لصانع الألعاب في وسط الملعب في ظل غياب مهدي فحص "عن السمع".
في الشوط الثاني، دفع جيانيني بمحمود سبليني بدلاً من فحص فتحرك اللبنانيون بشكل جيد خصوصاً مع دخول محمد المرقباوي بدلاً من حسين الزين، لكن المرقباوي أمعن بالمراوغة والاحتفاظ بالكرة معتمداً على مبادرات فردية لم تثمر. وكاد اللبنانيون أن يعادلوا لكن فيليب باولي أهدر الفرصة الأخطر للبنان.
ونجح العراقيون في تعزيز النتيجة بهدف مهدي كميل في الدقيقة 72 بعد خطأ في التشتيت من عباس عوض الذي خرج بعد ذلك ودخل مكانه حسين الدر. وفي ظل التقدم اللبناني اعتمد العراقيون على الهجمات المرتدة التي أثمرت هدفين لأمجد وليد ومهدي كميل ثانية، قبل أن يخطف محمود سبليني هدف لبنان في الدقيقة 93.
ورغم الخسارة الثقيلة الا أن الداء اللبناني يمهد لامكانية تحقيق نتيجتين جيدتين مع عمان يوم الجمعة عند الساعة 18.30 بتوقيت بيروت ومع البحرين يوم الثلاثاء في 31 الجاري.
وبعد اللقاء تحدث المدرب جيانيني في المؤتمر الصحفي معتبراً أن المنتخب اللبناني كان يعلم أنه سيواجه منتخب جيد بدنياً وفنياً "وكان لدينا الرغبة بالتعادل لكن للأسف انتهت بهذه النتيجة، رغم أن الشوط الأول كان متعادلاً فنياً بين الفريقين".
وحول التفاوت في الأداء اللبناني خلال المباراة، أشار جيانيني الى أن خلال اللعب مع منتخب قوي يجب أن يتحلى اللاعبون بالذكاء بعيداً عن الأنانية. فعدم استغلال الفرص بذكاء وتفكير بعض اللاعبين بأنفسهم أدى الى الخسارة أمام العراق.
وعن تبديل القائد مهدي فحص قبل بداية الشوط الثاني، رأى جيانيني أن فحص عانى من عدم التركيز. "فأنت حين تلعب مع المنتخب يجب أن تكون حاضراً وعلى الأقل أن تختار الحذاء الصحيح كي لا تتعرض للانزلاقات التي كانت كثيرة لدى فحص. فهو سقط أربع أو خمس مرات في أوقات حساسة. فحين تلعب مع المنتخب هناك بعض الأمور التي تصنع الفارق".
ولا يحصر جيانيني ملاحظاته بفحص فهو يرى بأنه عندما يستمع اللاعبون الى التعليمات وينفذوها فحينها يمكن تحقيق نتائج، "لكن يجب ان تكون في قمة التركيز وتقدم كل ما لديك طوال الدقائق التسعين وليس لأربعين دقيقة فقط".
لقطات من المباراة
- يتمتع معظم لاعبي منتخب العراق بأجسام لا تتناسب مع أعمارهم وخصوصاً المهاجم أيمن حسين الذي سجّل الهدف الأول للعراق، اضافة الى اللاعب حسين خلف وغيرهما من اللاعبين.
وبدا لافتاً ما ذكرته صحيفة "مونديال" العراقية اليومية الرياضية في مقال نشر في عددها أول من أمس، وتحدثت فيه عن تزوير في أوراق لاعبين يشاركون مع المنتخب الأولمبي وسنهم لا يسمح لهم بذلك. ومن هؤلاء اللاعبين أيمن حسين مسجل الهدف الأول والذي يتمتع بقامة عملاقة.
- تابع حارس مرمى منتخب لبنان الأسبق زياد الصمد اللقاء في الملعب وحضر من مدينة صحم حيث يقيم ويلعب مع فريقها في دوري الممتاز.
- كان عدد الجمهور قليلاً جداً حيث حضر عن الجانب اللبناني ما يقارب العشرين مشجعاً، في حين كان العدد أكبر بقليل لدى العراقيين. فالبطولة لا تشهد اهتماماً إعلامياً أو جماهيرياً رغم أن الدخول مجاني.
- كان المدير الفني جوسيبي جيانيني غاضباً في حديثه عن أداء مهدي فحص في المباراة، خصوصاً أنه كان يعوّل عليه في وسط الملعب. وكان جيانيني قد استبعد فحص عن التشيكلة الرئيسية في اللقاء الأول أمام المالديف.
وتشير المعلومات أن فحص غير منضبط خلال تواجده مع المنتخب اللبناني ولا يتصرف كقائد له، حيث وقعت العديد من الإشكالات بينه وبين بعض اللاعبين، اضافة الى الأجواء السلبية التي أشاعها في معسكر دبي.
- أشار جيانيني أنه بصدد إجراء بعض التغييرات على تشكيلة المنتخب اللبناني في اللقاء مع عمان الجمعة نتيجة لإرهاق بعضهم، حيث من المتوقع أن يكون هناك تغيير في لاعبين أو ثلاثة.