في «كلاسيكو الأرض»، كان برشلونة سيد الأرض. اقترب النادي الكاتالوني من تحقيق لقب الدوري بعدما تغلب على ضيفه وغريمه ريال مدريد 2-1 ليبتعد في الصدارة 4 نقاط، معلناً ثأره لكلاسيكو الذهاب. أساساً، رأى ريال في هذه المباراة الفرصة التي ستكون المنعطف ونقطة التحول للتقدم من جديد، والانطلاق كما بدأ الدوري.
لكن رجال لويس انريكه قضوا على رجال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وأخرجت الموقعة خبرين: الأول لـ«برشا» الذي أعلن أنه ولاعبيه قادرون، كسابق عهدهم مع جوسيب غوارديولا، على التتويج في مختلف البطولات، والثاني أن الموقعة كانت ضربة قاضية لآمال ريال ومعنويات لاعبيه، لأن الخسارة تعني استمرار المعاناة وانحدار النتائج.

قبل المباراة، كانت الحسابات ضائعة، إذ إن الكلاسيكو له حساباته الخاصة، رغم أن برشلونة كان يعيش أفضل أيامه ويقدم مستويات مذهلة، بينما كان ريال يعيش حالة من التذبذب ووضعاً لا يحسد عليه في الأسابيع القليلة الماضية.
هذا كله انقلب لحظة إطلاق الحكم أنطونيو لاهوز صفارة البداية، إذ كان الشوط الأول بمعظمه لريال، والثاني لبرشلونة. مبكراً سنحت فرصة أولى لأندريس انييستا في الجهة اليسرى، بعدما عكس كرة الى الأوروغوياني لويس سواريز، ليتابعها الأخير وتخرج الى ركنية.
ردّ ريال سريعاً بفرصة أخطر، حين كسر الفرنسي كريم بنزيمة التسلل، ليقترب من المرمى، ويمرر الى البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تابعها «طائرة» من زاوية ضيقة جداً ارتطمت بأسفل العارضة.
استمر بعده الضغط مدريدي على مرمى برشلونة، وأضاعوا فرصاً كثيرة، دفعوا ثمنها سريعاً، حينما حصل برشلونة على ركلة حرة في الجهة اليسرى نفذها النجم الارجنتيني ليونيل ميسي، رفعها الى رأس المدافع الفرنسي جيريمي ماتيو الذي ارتقى فوق سيرجيو راموس ووضعها على يسار الحارس إيكر كاسياس (19).

تفوّق ريال في الشوط الأول، وبرشلونة في الثاني


بعد هدف برشلونة، بدأ التوتر على أرض الملعب، لتصبح المشاكسات وقطع الكرات شرسة بين اللاعبين. لم يهدأ ريال على الصعيد الفني، واستمر في الهجوم، أمام دفاع ضعيف، إذ كان وصوله الى المرمى سهلاً، لكن ما منعه من التسجيل هو افتقاده اللمسة الأخيرة، حتى الدقيقة 31.
عاد الكرواتي لوكا مودريتش، وتلقائياً تحسن الفريق. مودريتش يلاقيه مواطنه في برشلونة إيفان راكيتيتش، واللذان كانا أصحاب ضبط إيقاع المباراة، وتوفير التمريرات القاتلة.
في الدقيقة 31، مرر مودريتش الكرة الى بنزيمة الذي استلمها ومررها بالكعب، لتصل إلى رونالدو، ويضع على يمين الحارس هدف التعادل.
بهذا الهدف عادل رونالدو أيضاً، رقم أسطورة النادي الملكي السابق راوول غونزاليس، إذ إنه الهدف رقم 15 في الكلاسيكو منذ انتقاله إلى ريال موسم 2008-2009.
دخل الهدف، وبدأ البحث عن آخر. مرة أخرى، تسلم الكرة مودريتش وسدد كرة زاحفة بعيدة المدى مرت بجانب القائم الايمن، ثم سجل الويلزي غاريث بايل هدفاً للفريق الملكي لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل (40).
انتهى الشوط الأول، وفي الشوط الثاني، بعدما كان متوقعاً استمرار ضغط ريال على حساب برشلونة، حصل العكس.
بدأ الأخير بإضاعة الفرص حتى الدقيقة 56. في الدقيقة 56 وشم الأوروغوياني لويس سواريز هدفه في مرمى كاسياس، بعدما تسلم بشكل فني كرة عالية من البرازيلي داني ألفيش، ثم دخل المنطقة وسدد من بين المدافعين داخل الشباك.
لم تنته فرص برشلونة، إلى حين انتهاء المباراة، معلناً تفوّقه في هذا الكلاسيكو، وثأره لكلاسيكو الذهاب.