بالتأكيد ستعيش إنكلترا برمّتها قلقاً غير مسبوق الليلة عندما يتواجه فريقها أرسنال مع مضيفه موناكو، في إياب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم بعدما انتهت مباراة الذهاب بفوز فريق الإمارة الفرنسية 3-1.المسألة تتخطى هنا طبعاً منطقة شمال العاصمة لندن، حيث مقرّ نادي «المدفعجية» أو لندن ككل، إلى البلاد بأسرها، إذ إن كبرياء الإنكليز الأوروبي معلّق على أرسنال بعدما ودّع تشلسي، الذي كانت الآمال معلّقة عليه، المسابقة الأسبوع الماضي على يد باريس سان جيرمان الفرنسي في لندن تحديداً، وخصوصاً أن حظوظ مانشستر سيتي تبدو ضعيفة جداً، حتى لا نقول معدومة، أمام برشلونة الإسباني إياباً غداً في «كامب نو» بعد الهزيمة ذهاباً في «الاتحاد» 1-2، كل هذا بعد خيبة توديع ليفربول وتوتنهام من دور الـ 32 لمسابقة «يوروبا ليغ»، فيما أن ممثل إنكلترا الوحيد الباقي في هذه البطولة، إفرتون، لا تشير التوقعات على الإطلاق إلى احتمال ذهابه بعيداً وحتى إنه قد يودّع من دور الـ 16 بعد فوزه ذهاباً على ملعبه بصعوبة بالغة على دينامو كييف الأوكراني 2-1.

بطبيعة الحال، ستكون كارثة ما بعدها كارثة تلك التي ستقع على إنكلترا في حال خلوّ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا من اسم فريق إنكليزي بعدما كانت الكلمة العليا للبلاد في السنوات الأخيرة تحديداً في المسابقة الأوروبية الأم، هذا دون العودة إلى تاريخ ليفربول فيها بألقابه الخمسة، وتألق وثبات مانشستر يونايتد فيها مع ألقابه الثلاثة.
انطلاقاً من هذه الصورة ومن مباراة الذهاب على ملعب «الإمارات»، فإن من الطبيعي أن يبادر أرسنال إلى الهجوم بكل ما أوتي من قوّة ولا غير سواه منذ صفارة البداية، إذ إن الوضع لا يحتمل أي تأخير، والهدف المبكر بطبيعة الحال سيفعل فعله لمدّ لاعبي «الغانرز» بالأمل والمعنويات، ولزرع الشكّ في نفوس لاعبي الخصم.
ما هو واضح، وبناء على لقاء الذهاب، أن المباراة ستُلعب بدرجة أولى على خط الملعب بين المدربين الفرنسي أرسين فينغر من جهة أرسنال، والبرتغالي ليوناردو جارديم من جهة موناكو، بعدما فاجأ الثاني الأول بتكتيكه الذكيّ والمحكم ذهاباً عبر الدفاع المنظم والضغط العالي والهجمات المرتدة السريعة التي أرهقت دفاع «الغانرز». من هنا، فإن فينغر مُطالب بالرد بقوة بعدما بدا مستسلماً أمام خصمه في المباراة الأولى، وهو مدعوّ لوضع عصارة تجربته التدريبية في هذه المباراة.

مهمة صعبة
لأرسنال في موناكو، لكن غير مستحيلة


لكن هذا لا يمنع من أن بعض العناصر في تشكيلة أرسنال مطالبون بتقديم الإضافة وصنع الفارق والظهور بصورة تليق بنجوميتهم، والكلام بالتحديد هنا هو عن الألماني مسعود أوزيل الذي لا يزال بعيداً عن أدائه الساحر وفعاليته، مقارنة بما كان عليه مع ريال مدريد الإسباني، والفرنسي أوليفييه جيرو الذي أهدر فرصاً لا تصدق في مباراة الذهاب كانت كفيلة بأن تقلب النتيجة.
في المقابل، فإن فريق الإمارة الفرنسية يمتلك أكثر من عنصر مميز قادر على حسم الأمور بمهارته مثل البرتغالي جواو موتينيو والفرنسي جيوفري كوندوغبيا في الوسط، وطبعاً البلغاري ديميتار برباتوف صاحب الخبرة الهجومية والذي سجل هدفاً في الذهاب.
القول بأن المهمة صعبة لأرسنال هذا صحيح، لكن لا شيء مستحيل كما عودتنا كرة القدم، والفريق اللندني يمتلك القدرة والمؤهلات لقلب الطاولة كما ذهب إلى ذلك فينغر. لكن في المقابل، فإن موناكو قدّم صورة مميزة ذهاباً وبدا فريقاً جماعياً وقوياً، وهو بالطبع سيسعى بكل قوته لعدم التفريط بهذه الفرصة الثمينة لإطاحة «المدفجية» على ما ذهب إلى ذلك موتينيو، وهذا ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات في هذه المباراة، التي ستتضح صورتها مع صفارة نهاية الشوط الأول، وتحديداً لناحية قدرة أرسنال على العودة.
في نهاية المطاف، ثمة فائز وخاسر في هذه المباراة بين موناكو وأرسنال، لكن فينغر سيعيش وحده تبعات الحالتين مهما تكن النتيجة: غضب في إنكلترا في حال الخروج، وسخط من بلاده فرنسا في حال العبور.




أتلتيكو لمواصلة الحلم

في المباراة الثانية في التوقيت عينه، يعوّل أتلتيكو مدريد الإسباني، بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، على سجلّه القاري المميز بين جمهوره من أجل مواصلة حلمه بتكرار إنجاز الموسم الماضي حين وصل الى النهائي للمرة الأولى منذ 1974 والتخلّص من عقبة باير ليفركوزن الألماني الذي حسم لقاء الذهاب بفضل هدف التركي هاكان جالهانوغلو، رغم أن عنصرين هامين سيغيبان عنه بسبب الإيقاف هما البرتغالي تياغو منديش والأوروغوياني دييغو غودين.