الحكاية ليست جديدة، بل تاريخية، اذ ان أصول كثير من الأرجنتينيين إيطالية وترتفع نسبتهم الى حوالي 50% من سكان «بلاد الفضة»، ما يقدر عددهم بحوالي 25 مليون نسمة. كل هذا ولّد علاقة كروية بين الاثنين، ونزوحا من أميركا الجنوبية الى أوروبا، بلاد الاحتراف الكروي.تكونت هذه العلاقة من عوامل عدة منها الرياضية – الكروية. كثير من اللاعبين هجروا الى إيطاليا في مقتبل أعمارهم، ونجحوا بالحصول على جنسية جديدة.

لا أحد يدري إذا ما كان هذا هدفهم منذ البداية، أم أنها عرضت عليهم، لكن إيطاليا استفادت من ذلك غير مرّة. على سبيل المثال لا الحصر ماورو كامورانيزي، الذي ولد في الأرجنتين من والدين إيطاليين، وبات أول إيطالي مجنَّس يدافع عن ألوان منتخب إيطاليا منذ البرازيلي الأصل جوزيه التافيني في الستينيات.
بدأ هذا العصر منذ زمن طويل. أكثر من 10 لاعبين تم تجنيسهم بعدما لعبوا للمنتخب الأرجنتيني بدايةً، ثم تحولوا الى المنتخب الإيطالي. جوليو ليبوناتي ورايموند أورسي ولويس مونتي وعمر سيفوري وغيرهم آخرون.
واليوم، خرجت بعض التقارير الصحافية التي تتحدث عن أن مدرب المنتخب الإيطالي أنطونيو كونتي يسعى إلى تجنيس نجم تورينو الأرجنتيني خوان سانشيز مينو، بعدما قدم أداءً ممتازاً في خط الدفاع. ووفقاً لصحيفة «توتو سبورت» الإيطالية، فإن كونتي زار تورينو ليجري مفاوضات مع مينو من أجل معرفة مدى قبول اللاعب فكرة اللعب للمنتخب الإيطالي.
يتطلع الايطاليون الى تجنيس المزيد من الارجنتينيين للمنتخب


سابقاً، كان قد تلقى لاعب انتر ميلانو الأرجنتيني ماورو إيكاردي (21 عاماً) دعوات عدة حتى يقبل اللعب «للأزوري» إذ إنه يحمل الجنسيتين، لكنه لم يوافق، ومثله وضع مهاجم باليرمو باولو ديبالا حالياً.
لطالما كانت إيطاليا بلد الأرجنتينيين الثاني، ولهذا يجد متابعو كرة القدم العديد من لاعبي «التانغو» في الدوري الإيطالي.
واشتهرت بعض أنديتها بتعاقدها مع أرجنتينيين، وبتكون فريقها منهم أكثر من اللاعبين الإيطاليين. إنتر ميلانو أبرزهم، وكاتانيا أيضاً، النادي الذي وصف بـ «مستعمرتهم»، بعد العدد الكبير الذي ضمه من لاعبي بلاد «التانغو». ضم الأخير سابقاً 14 لاعباً أرجنتينياً ما بين من هم في التشكيلة الحالي ومعارين إلى أندية أخرى، والآن يضم أكثر من 5 لاعبين، أشهرهم سيرجيو ألميرون.
مرَّ عظماء الكرة الأرجنتينية من هناك على رأسهم دييغو أرماندو مارادونا. ويكفي هذا الاسم وقصته مع جمهور نابولي لتُختصر الحكاية ما بين الشعبين.
لعب مارادونا لنابولي منذ عام 1984 الى 1991 وكان أبرز ما حققه لقب الدوري الايطالي وكأس الاتحاد الاوروبي والكأس السوبر الايطالية.
قبله مرّ رودولفو اورلانديني (جنوى) وغييررمو ستابيلي (جنوى) وميغيل مونتوري (فيورنتينا) وبدرو مانفرديني (روما)، وفي التاريخ القريب كان خوان سيباستيان فيرون (بارما ولاتسيو وإنتر) ودييغو سميوني (إنتر ولاتسيو) وخافيير زانيتي (إنتر) وروبرتو أيالا (نابولي وميلان) وغابريال باتستوتا (فيورنتينا وروما) وهرنان كريسبو (بارما ولاتسيو وإنتر ووميلان وجنوى). أما اليوم، فمثل المهاجمين، هناك كارلوس تيفيز مع يوفنتوس وإيكاردي مع إنتر وغونزالو هيغواين مع نابولي، وديبالا مع باليرمو.
حتى الآن يستمر تألق الأرجنتينيين في «الكالتشو». صعبٌ أن تجد أرجنتينيا لعب في إيطاليا ولم يتألق. في صدارة الهدافين يوجد 4 أرجنتينيين من أصل 5، يتقدّمهم تيفيز بـ 13 هدفاً، يليه لاعب ميلان الفرنسي جيريمي مينيز بـ 12، ثم هيغواين بـ 12، وديبالا بـ 11، وإيكاردي أيضاً بـ 11.
لهذا التميز أسباب، منها الصراع مع البرازيليين في انتشار المواهب على صعيد العالم، وسابقاً، في إيطاليا تحديداً. يمكن القول إن الأرجنتينيين عادوا لحكم الدوري الإيطالي. أما على صعيد التجنيس، فلا يمكن توجيه الاتهامات الى «الأزوري» وحده، اذ مثله، مثل باقي أهم المنتخبات الأوروبية التي سبقته، وتفوقت عليه أيضاً، فهو يسعى الى استقطاب الافضل.