هذا ما يطلبه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو: مهاجم هداف وشرس في الوقت عينه. لم يجد الأخير هذا الطلب إلا في الإسباني دييغو كوستا، فكان البحث عن مهاجمٍ لتشلسي سهلاً في الموسم الماضي، وكان القرار سريعاً، إذا إن الـ«مو» أدرك أن من سيساعده على الفوز، وتمزيق الشباك في الملاعب الإنكليزية، هو كوستا العنيف وصاحب البنية الجسدية القوية، الذي لا يضعف أمام صلابة المدافعين.
اذاً وقع الخيار على كوستا فانتقل من أتليتكو مدريد الاسباني الى تشلسي الإنكليزي. المهاجم الفتّاك لعب تحت إشراف المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، ثم انتقل الى مورينيو. هذان الاثنان معروفان أن خطتهما في معظم الأوقات أمام الفرق الصعبة، نسبياً، هي الدفاع والاعتماد على المرتدات واللعب البدني. ومن يرد الاعتماد على خطط كهذه، سيواجه لاعبوه في معظم المباريات البطاقات الملوّنة. كوستا اختبر التجربة مع المدربين، والواقع أن مباراته الأخيرة أمام ليفربول أول من أمس في إياب نصف نهائي كأس رابطة الأندية الانكليزية المحترفة (1-0)، تبرهن أن الحال لم تتغير بعد.
ما فعله لم يكن مفاجئاً، بل اعتادت الجماهير الانكليزية عصبيته الزائدة، التي كادت تكلفه بطاقة حمراء. داس اثنين من لاعبي ليفربول الألماني إيمري كان والسلوفاكي مارتن سكرتل. لم يكتف بذلك، بل نجح في إخراج اللاعب الهادئ وكابتن ليفربول ستيفن جيرارد عن طوره، ودخل في عراك معه. سخرت وسائل الإعلام من كوستا بإطلاق لقب «نجم اللقاء من دون تسجيل الأهداف» عليه.
نشأ كوستا كروياً في الشارع، ويبدو أنه كما لقبته صحيفة «ذا دايلي مايل» لا يزال «مقاتل شوارع» كونه يخلق الفوضى في المباراة. لم ترحمه صحيفة «ذا ميرور» أيضاً بوصفه أنه جاهز لخوض رياضات قتالية، إضافة الى جاهزيته للعب كرة القدم.
حملة إعلامية شُنّت عليه غير مرة، لا يدفع ثمنها، إلا إذا ما عوقب من قبل الاتحاد الانكليزي، وهو قد يغيب عن مواجهة مانشستر سيتي حامل اللقب وصاحب المركز الثاني في الدوري السبت المقبل. أما في فريقه والنادي، فالجميع يدعمه، تماماً كما حصل سابقاً في أتلتيكو.
داس كوستا اثنين
من لاعبي ليفربول


منذ انطلاقته، في أتلتيكو، أثبت كوستا أنه مهاجم كلاسيكي من أولئك الذين قلّ نوعهم في العصر الحديث للكرة. هو لا يحاول، كبقية المهاجمين في الفرق الاخرى، أن يلعب دوراً في صناعة الاهداف، إذ إنه يريد فقط التسجيل. هذه مهمته، ويدرك أن هذه هي قدراته، التسجيل لا غير. سجل 17 هدفاً في «البريميير ليغ» منذ انضمامه الى «البلوز»، ويبدو أنه ينجح في مهمته.
دائماً ما عُرف عن مورينيو شحنه للاعبيه، إلى درجة نزول بعضهم إلى أرض الملعب متحمّساً لضرب أحد لاعبي الخصم. ففي أيام تدريب مورينيو لريال مدريد، كان واضحاً كمية العنف الذي وُجد لدى اللاعبين، وكان المهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور شاهداً على ذلك، حين نزل الى أرض الملعب في مباراة «الكلاسيكو» ضد برشلونة، وسريعاً ضرب مدافعاً محاولاً أخذ الكرة فقط.
اليوم، طبعاً، يختلف كوستا عن أديبايور، بل يقطعه بأشواط لما يملكه من مواهب، لكن من صفاته السلبية أنه غير قادر على تخفيف حدّة ردّ فعله.
حماسته الزائدة التي تبلغ حدّ الخشونة، تكاد تكلفه سمعته في الملاعب وتحوّله فعلاً الى «مقاتل شوارع». لا شك في أنه بات الاعتماد على الأجسام القوية جزءاً من كرة القدم. أتلتيكو مدريد الموسم الماضي، والموسم السابق الذي وصل فيه الى نهائي دوري الأبطال يثبتان ذلك، وتشلسي الحالي أقوى فريق في الدوري الإنكليزي بفضل هذه المسألة. من يملكها فقد يقترب من الفوز، واللاعب الذكي من يكون خشناً ضد خصمه، من دون أن يراه الحكم. كوستا يكسب رضا مدربه وجماهير «البلوز»، وكره كل الآخرين، لكن بالنسبة الى جمهوره هذا لا يهم لأنه يسجل، وهذه هي مهمته الأساسية.