الاكيد ان تفكير ادارة بايرن ميونيخ بطل المانيا لم يعد ينحصر اليوم بانطلاق مرحلة الاياب بعد انتهاء العطلة الشتوية في «البوندسليغا»، ولم يعد يتركز على كيفية الحفاظ على لقب البطولة، الذي يتوقع ان يكون تحصيل حاصل.كل التفكير الآن في ماهية العقد المغري الذي ستقدّمه ادارة الفريق البافاري للمدرب الاسباني جوسيب غوارديولا، اذ برغم انه يبقى 18 شهراً على نهاية ارتباطه مع بايرن فان بقاء «بيب» لا يعد مضموناً.

وهذه المسألة ليست مجرد تحليل بل اصبحت واقعاً يعرفه الجميع في المانيا، واكدها غوارديولا نفسه في جوابٍ على سؤال عن زمن بدء مفاوضات تجديد عقده، حيث رأى انه لن يكون اي خطوة من هذا القبيل قبل نهاية الموسم. وهذه النقطة اكدها بايرن ايضاً على لسان كارل هاينتس رومينيغيه الذي بدا مربكاً في تصريحه بأن النادي لا يريد وضع اي ضغوط على المدرب.
كلام رومينيغيه يوحي وكأن بايرن لا يعرف الجواب النهائي لغوارديولا حول هذه المسألة، وكأن النادي في حيرة من أمره ولا يعرف ما هي خطوته التالية، اذ الاكيد انه حتى هذه اللحظة لم يكن قد وضع لائحة بأسماء بدلاء لمدرب برشلونة السابق، يمكنهم استكمال المشروع الذي بدأه «بيب» منذ وصوله.
كلامٌ عن خلاف
حادّ بين بيب غوارديولا وماتياس سامر


وهنا بيت القصيد، حيث ان غوارديولا وكما فعل في برشلونة لم يقم بعملٍ عادي في بايرن ميونيخ، فهو وضع استراتيجية تتخطى صيف 2016 اي تاريخ موعد نهاية عقده، اذ الى جانب تطويره في اداء لاعبي الفريق الاول، وغسله ادمغتهم بفلسفته الخاصة، التي انعكست نجاحات على المستطيل الاخضر، فانه عمل على ربط الفرق الرديفة بالفريق الاول وسط التنسيق مع مدربيها لاعتماد فلسفة متقاربة في الإعداد واللعب على نحو يجعل اي لاعب يرفّع الى الفريق الاول يمكنه التأدية في اجواء مشابهة.
من هنا، سيكون بايرن في مأزق إذا لم يبقَ معه غوارديولا اقلّه لثلاث سنوات اخرى او لما بعد كأس العالم 2018، لكن هناك معطيات كثيرة تشير الى ان «بيب» لن يمدّد عقده، هذا اذا لم يرحل قبل صيف 2016 حتى!
صحيح ان حالة الاستقرار سادت بايرن منذ وصول غوارديولا، لكن قلّة تعلم ان الاجواء توترت بعض الشيء في الاسابيع الاخيرة، اذ بعدما شوهد «بيب» في نقاشٍ حاد بالانكليزية مع المدير الرياضي ماتياس سامر خلال المعسكر الاخير للفريق، بدأت علامات الاستفهام توضع حول العلاقة بين الرجلين. هذه العلاقة التي يبدو أنها ليست في افضل ايامها حالياً، وقد زاد من سوء وضعها امر لم يجرِ الكلام عنه على نحو واضح، وهو رحيل الدنماركي الشاب بيار اميل هويبييرغ الى أوغسبورغ على سبيل الاعارة. وهنا قد يرى البعض ان الخطوة ممتازة بعيداً من اعتماد غوارديولا على اللاعب في عددٍ لا بأس به من المباريات، اذ من الجيد ذهاب اللاعب لكسب دقائق اكثر على ارض الملعب في مكانٍ آخر قبل ان يعود ليأخذ دوراً اكبر في بايرن، بعدما نجحت هذه التجربة سابقاً عندما اعار الفريق البافاري قائده الحالي فيليب لام الى شتوتغارت، ثم طوني كروس الى باير ليفركوزن، ليتحوّلا بعدها نجوماً كبارا وافضل لاعبي الفريق.
لكن وبرغم ان «بيب» لم يعارض هذه الخطوة، فانه كان قد طلب أن يتخذ قراره النهائي بهذا الشأن بعد انتهاء المعسكر في الدوحة، اذ كان عليه رؤية حجم الاصابات في فريقه قبل ترحيل اي لاعب، لكن الادارة تصرفت وارسلت اللاعب الى اوغسبورغ من دون التنسيق معه.
سببٌ آخر يدفع غوارديولا الى الرحيل وهو حصده لكل الالقاب الممكنة، وخصوصاً اذا ما اضاف الى ما حققه حتى الآن لقب دوري الابطال، اذ يهوى الخروج بطلاً، تماماً كما فعل لدى تركه «البرسا». اضف انه سيتحدى نفسه في مكانٍ آخر مثل انكلترا على سبيل المثال، حيث ستحمل فرقٌ كثيرة حقائب الاموال وتقف منتظرة «بيب» لتحديد وجهته وشملها بنعم افكاره التدريبية العظيمة.