ربما هذا مصير من يأتي ليقف الى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة. وهذا هو المتوقع أيضاً، أن يخفت نجم أي لاعب مهما كان موهوباً أمام نجومية ميسي. يمكن القول إنه كان على الأوروغوياني لويس سواريز أن يراجع أوراقه جيداً قبل الانتقال من ليفربول الإنكليزي، الفريق الذي كان فيه الرقم واحد الى النادي الكاتالوني.
ميسي والبرازيلي نيمار هما قائدا خط برشلونة الأمامي، والبقية مساندون لهما. حتى إن نيمار كان صريحاً جداً مع نفسه والجماهير، وجاء مقتنعاً بأنه هنا لمساندة الفريق وميسي للبقاء الرقم واحد عالمياً.
لم يحسبها سواريز جيداً، والتبرير بداية الموسم كان موجوداً، حيث قيل إن من الصعب عليه العودة الى مستواه السابق بعد تعرضه للإيقاف ومنعه من ممارسة أي نشاط كروي لمدة أربعة أشهر على خلفية عضّه المدافع الإيطالي جورجيو كييلليني. هذا كان في البدء، أما الآن فالجماهير لم تعد تحتمل تبعات الإيقاف ولا نتائجه. تريد فقط عودة «سواريز ليفربول» لتمزيق الشباك. والنتيجة أن صبرها نفد وخصوصاً في المباراة قبل الأخيرة أمام أتلتيكو مدريد.
أهدر سواريز عدداً من الفرص السهلة داخل منطقة الجزاء، أبرزها ما أطلق عليها «أسهل فرصة في الموسم». لا يمكن تخيل أن سواريز أضاع فرصة أمام مرمى أتلتيكو بتلك الطريقة، وسددها في سماء ملعب «كامب نو».
قبل أيام قليلة، انتشر فيديو ساخر لسواريز حول كيفية تسجيله للأهداف، عنوانه: هذه الطريقة التي يسجل بها سواريز في كاتالونيا. ويمر الفيديو على سواريز وهو يسدد الكرة غير مرة في الشباك، بعدما هزّها رفاقه قبله واتجهوا نحو الجماهير للاحتفال.
أول من أمس، سحق برشلونة مضيفه إلتشي 6-0 في الجولة 20 من الدوري الإسباني وقاد الفوز الثنائي ميسي ونيمار، فيما ظل سواريز على مقاعد البدلاء، ولعب بدرو رودريغيز مكانه. تغييرات عدة أجراها المدرب لويس انريكه مؤكداً أن الفريق بدا أكثر قوة. في الوقت الذي لا يخفي فيه هو أو رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو دعمهما لسواريز بعد أدائه المخيب للآمال.
يعتقد بارتوميو أن ما حدث لا يدعو إلى القلق، لكن حقيقةً، وبعيداً عن الكلام الموجّه الى وسائل الإعلام، ما يحدث مع سواريز يدعو إلى القلق. مستوى التوقعات كان مرتفعاً جداً لما امتلكه سابقاً من إمكانات، أما المردود الشحيح لسواريز فقد صدم الجميع.
لم يسجل سواريز إلا خمسة أهداف منذ وصوله الى «كامب نو» الصيف الماضي مقابل 81 مليون يورو، علماً بأنه خاض 16 مباراة، 15 منها أساسياً. هدفان في الدوري المحلي، وهدفان في دوري الأبطال، وهدف في الكأس. صحيح أنه تسبَّب بصناعة أكثر من هدف بتمريرات حاسمة، إلا أن الجميع يريد منه إبراز مواهبه التهديفية.
وبالمقارنة بين سواريز برشلونة، وسواريز ليفربول، يبدو الفارق واضحاً. معدل تهديف سواريز هو 0.3 هدف في المباراة الواحدة، ما يعني أنه يحتاج إلى أكثر من 3 مباريات ليسجل هدفاً واحداً. في المقابل، كان معدله مع «الريدز» 0.83 هدف في كل مباراة الموسم الماضي.
هذه حال كل من أتى ولعب الى جوار ميسي. السويدي زلاتان ابراهيموفيتش ودافيد فيا والتشيلياني ألكسيس سانشيز أبرز الضحايا. كان كلام الهولندي رود غوليت واضحاً جداً حين فوجئ بانتقال سواريز الى برشلونة، مؤكداً أنه لن يستمر طويلاً مع الفريق في ظل وجود لاعبين مثل ميسي ونيمار. والآن كل الاحتمالات مفتوحة هناك، من البقاء أو اتباع نفس مصير الأسماء المذكورة، إلا إذا استفاق من سباته سريعاً.