لم يسرق الهداف البولوني روبرت ليفاندوفسكي وحده الاضواء في المانيا هذا الموسم، كما يعتقد كثيرون. هناك في بلاد «البوندسليغا» وُجد مهاجمٌ آخر نافسه على صعيد سرقة الاضواء من الجميع حتى الآن، وهو الغابوني بيار إيميريك اوباميانغ او ملك «الهاتريك» اذا بالامكان تسميته، وهو الذي دأب اخيراً على توقيع الثلاثيات.الليلة وفي مواجهة بادربورن في كأس المانيا قد يفعلها «سبايدرمان» مجدداً، اذ اعتاد هذا الامر اخيراً بعدما سجل «هاتريك» مرتين في ظرف ثلاثة ايام، ليرفع رصيده من الاهداف الى 20 هدفاً في المسابقات المختلفة، 13 منها في 10 مباريات لعبها في الدوري الالماني.
بالتأكيد لا يمرّ اوباميانغ بفترة طيّبة محدودة زمنياً بل انه يحصد ثمار الثقة والمجهود الذي يضعه على ارض الملعب في كل مباراة. كذلك فهو يستفيد من عائدات ما يقدّمه الى فريقه وزملائه الذين يبادلونه بالمثل في الملعب، ليظهر بصورة ذاك البطل الذي عرفته فرنسا بقميص سانت اتيان قبل ان يحط في بوروسيا دورتموند ويبدأ في كتابة قصة نجاح جديدة.

تألق اوباميانغ له ابعاد اكثر من مجرد تسجيل للاعبٍ لاهدافٍ غزيرة، اذ ان منافسته لليفاندوفسكي صاحب 13 هدفاً على صدارة ترتيب الهدافين، تحمل معاني كثيرة، وخصوصاً لجمهور دورتموند الذي لا يأسف اليوم على رحيل البولوني في ظل ملء الغابوني للفراغ الذي خاف كثر ان يكبر مع خسارة افضل مهاجمي «البوندسليغا» وربما العالم في الوقت الحالي.
يرمي «الرجل العنكبوت» شباكه اينما حل في مناطق الجزاء، مكبّلاً الحراس قبل ان يتسلى بشباكهم من خلال هزّها بالكرة. هو يهوى هذه اللعبة بطبيعة الحال، وقد اصبحت المفضلة لديه مع المدرب توماس توشيل الذي وضعه في مركزه الحقيقي بعدما كان المدرب السابق لدورتموند يورغن كلوب يستخدمه كجناح يؤمن الدعم لليفاندوفسكي، وقد حدّ هذا الامر من خطورته، لكنه رغم ذلك سجل 13 هدفاً في موسمه الاول مع فريق منطقة الرور.
صحيح ان اسلوب توشيل هو ابطأ على الصعيد الهجومي من ذاك الذي اعتمده كلوب، لكن هذا الامر لم يؤثر في اوباميانغ الذي يعدّ احد اسرع لاعبي العالم اذا لم يكن اسرعهم، وخصوصاً في الثلث الاخير من الملعب حيث يجيد اقتناص الاهداف بعنصر المفاجأة الذي تفرزه اختراقاته السريعة.
واللافت ان اوباميانغ تطور اكثر مع توشيل، وخصوصاً على صعيد النضج في الدور الهجومي، وتحديداً في عملية شغل المساحات الفارغة وتوفير اخرى امام زملائه من خلال سحب المدافعين الذين يفضلون فرض رقابة لصيقة عليه لان اعطاءه المساحة سيضرب خطوطهم لكون مجاراته على صعيد الجري تبدو صعبة الى ابعد الحدود.
ومن دون ان ننسى فان اوباميانغ محظوظ ايضاً لان هناك من يفهم عليه على المستطيل الاخضر اي الثنائي ماركو رويس والارميني هنريك ميخيتاريان، ومن خلفهما إيلكاي غوندوغان، لتصبح كل الامور اسهل ومسألة تسجيل الاهداف مجرد روتين لا يكسره سوى عدد المرات التي يهز خلالها الشباك.
اما القلق اليوم، وبعد تألق «أوبا» فهو من تكرار القصة الحزينة نفسها بالنسبة الى جماهير دورتموند، وهي رحيل النجوم المتألقين عنه، فها هي الاندية الانكليزية بدأت تحضر ملفاتها لاطلاق المزاد الذي سينقل الغابوني لارتداء الوان احدها.