هو المشهد نفسه الذي تكرر في الاسبوعين السابقين، لكن هذه المرة كانت الضحية أثقل بكثير من سابقاتها، إذ ان اللقب الثالث في ظرف 21 يوماً لبيبلوس كان على حساب الرياضي في المباراة على الكأس السوبر، التي حملت اسم الراحل انطوان شارتييه، والتي كانت سوبر بكل ما للكلمة من معنى من جميع النواحي، انطلاقاً من "الملعب العالمي" الجديد الذي احتضنها، المسمّى مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح، في زوق مكايل.
83-77 (الارباع 21-16، 39-32، 58-49، 83-77) هي النتيجة التي انتهى عليها اللقاء لمصلحة بطل الكأس على حساب بطل لبنان، في مواجهة كانت منتظرة منذ الظهور الاول لبيبلوس في دورة الراحل هنري شلهوب حيث قيل ان الاختبار الحقيقي له سيكون امام اقوى الفرق على الساحة السلوية اي الرياضي.
الفريق الجبيلي نجح في هذا الاختبار بتفوّق، محققاً ابعد من فوزٍ فني على خصمه، اذ بعيداً من النتيجة المحققة، قدّم بيبلوس، أكثر من اي وقتٍ مضى، نفسه بثوب البطل. لا بل ان الاهم في ما أصابه هذا الفريق هو فرضه لشخصيته على الرياضي، وهو الامر الذي عجز عنه كل المنافسين في المواسم التي بسط فيها رجال المنارة سيطرتهم على كرة السلة اللبنانية.
وكل هذا في غياب نجم الفريق الاميركي جاي يونغبلود المصاب منذ المباراة النهائية لكأس لبنان. لكن بوجود لاعبٍ "خرافي" اسمه ستيفن بورت تبدو المشاكل مجرد تفاصيل بسيطة على ارض الملعب. "السوبر" بورت صنع الاستعراض مجدداً وجعل كل لاعبي الرياضي، وبأمر من المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش، يسعون الى ايقافه من دون جدوى. وحتى ان الاخير جرّب كل لاعبيه اصحاب النزعة الدفاعية لوقف "انفجار" بورت من دون ان ينجح في مسعاه، لأنه لم يكن بالامكان توقّع الطريقة التي سيشق من خلالها الاميركي مساره الى السلة، او اللحظة التي سيختار فيها التسديد من بعيد حيث نجح في 6 ثلاثيات من اصل 35 نقطة سجلها في اللقاء.
ما فعله بورت، بمؤازرة المميز دفاعياً مواطنه شيروود براون (17 نقطة)، خلق من دون شك إحراجاً للرياضي الذي اصبح مطالباً بتغيير اجنبي سريع، وخصوصاً بعد العرض الهزيل للاميركي جيريمايا ماساي الذي لم يسجل اي نقطة في 20 دقيقة، بينما لم يتحمّل سوبوتيتش وجود لاعب الارتكاز الاميركي ارنيت مولتري اكثر من 9 دقائق على ارض الملعب فسحبه قبل ان يسجل اي نقطة أيضاً، وذلك بعدما بدا تائهاً امام جو فوغل الذي يجدّد شبابه مع بيبلوس.
ورغم استفاقة الاميركي آرون هابر المتأخرة (18 نقطة)، وحده اسماعيل احمد (18 نقطة) كان حاضراً بمستوى ثابت من ناحية الرياضي، الذي تأكد ان خروجه المبكر من بطولة الاندية العربية الاخيرة لم يكن صدفة، فالفريق يحتاج اليوم الى عملٍ كبير للحاق بخصمه الجبيلي الذي هزّ فعلياً عرشه، مهدداً بقاءه عليه لموسمٍ جديد.