كان من المفترض أن تكون قمة تشلسي ومانشستر يونايتد الأمتع في نهاية الأسبوع الماضي، لكنّ غريمهما أرسنال ظهر مجدداً على الساحة سارقاً متعة الاستعراض الكروي بأداءٍ هجومي رائع آخر أكد من خلاله أنه الفريق «الأجمل» في العالم
شربل كريّم
بعد تفنّنه على حساب أزد ألكمار الهولندي وإسقاطه 4-1 في دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع، جاء الدور على ولفرهامبتون وندررز الذي سقط أمام أرسنال بالنتيجة عينها، السبت الماضي. إلا أن الأهم في هذين الانتصارين هو ظهور فريق المدرب أرسين فينغر متماسكاً، حيث يرسم لاعبوه الأهداف كأنهم في حصةٍ تدريبية، لذا ليس مستغرباً وصول «المدفعجية» إلى الشباك 36 مرة في 11 مباراة فقط في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
اذاً، أرسنال هو أفضل فريق هجومي في أوروبا حالياً، والأرقام على الأقل تؤكد هذا الأمر، وقد بدت مجموعة فينغر كأنها تحاول دحض جميع الترشيحات التي وضعتهم في الصف الثاني للمنافسة على اللقب المحلي. كما أن فينغر وجّه رسالة مبطّنة الى الجميع بعد اللقاء عندما صرّح بأن فريقه فاز بالمباراة من دون أن يقدّم أفضل ما عنده!
يعوز خطّ دفاع أرسنال التركيز تحت ضغوط المباريات الكبيرة
ويحسب للفرنسي مرة جديدة أنه عرف كيف يبني تشكيلة تقدّم المتعة في موازاة النتيجة الإيجابية، وخصوصاً أن علامة استفهام كبيرة وضعت حول الفعالية الهجومية لأرسنال إثر استغنائه عن أبرز مهاجميه التوغولي إيمانويل أديبايور لمصلحة مانشستر سيتي الصيف الماضي. أضف أن الهداف الآخر الكرواتي إدواردو دا سيلفا عانى نسبياً ليجد الفورمة المطلوبة بعد ابتعاده لفترة طويلة بسبب تلك الإصابة الشهيرة التي ألمّت به.
ولم تقف مشكلات فينغر الهجومية عند هذا الحدّ، إذ افتقد صانع ألعابه الإسباني المميّز سيسك فابريغاس والهولندي روبن فان بيرسي والفرنسي سمير نصري لفتراتٍ متفاوتة، قبل أن يعودا ويبتعد الجناح الموهوب ثيو والكوت وبعده المهاجم الدنماركي نيكلاس بندتنر الذي قام بدور مؤثر في مباريات مهمة.
إلا أن الفريق اللندني وجد ما ينقصه في الروسي أندري أرشافين والويلزي اليافع أرون رامسي اللذين يوجّهان الهجوم بحسب ما يحلو لهما وبطريقة تربك الخصوم، وقد ساعدهما في هذا الدور الفرنسي أبو ديابي، الذي سيترك بدوره فراغاً بحكم ابتعاده بسبب الإصابة.
لكن، ماذا ينقص هذه المدرسة الهجومية التي تعطي دروساً استثنائية ليكون «المدفعجية» على الموعد في السباق على اللقب؟
من دون شك، يفترض أن يعمل فينغر على خط دفاعه الذي يتمتع بنزعةٍ هجومية مخيفة أيضاً، والدليل تسجيل البلجيكي الجديد 4 أهداف حتى الآن. وخط دفاع أرسنال يعوزه التركيز تحت ضغوط المباريات الكبيرة، وخصوصاً تلك المليئة بالكرات الثابتة!
صحيح أن الطريق لا يزال طويلاً لمعرفة هوية البطل، لكن حتى لو لم يتوّج أرسنال باللقب، فإن غيرة تشلسي ومانشستر يونايتد من أدائه الممتع ستكون موجودة. وللمتشكّكين بجودة أداء «الغانرز» إحصائية بسيطة تشير إلى أن تذاكر المباريات الأكثر طلباً في إنكلترا هي تلك التي يكون أرسنال طرفاً فيها.


ليفربول يفلت من هزيمة جديدة