مع انطلاق بطولة الدرجة الرابعة لكرة القدم وكثافة مبارياتها، انكشفت حال الجهاز التحكيمي والنقص الكبير في الحكام، نتيجة ابتعاد عدد كبير منهم «قرفاً» نتيجة السياسة الخاطئة كما يقول أحدهم. وهذا ما دفع بلجنة الحكام إلى الاستعانة بحكام توقفوا عن التحكيم منذ سنوات، ليعود محمد عبد الله سعد وخالد الشموري وعلي ضاهر وأحمد خاطر وعزام إسماعيل وأحمد غندور، إضافةً إلى قيادة حكام كبار كمحمد منصور ومحمد ضو وغيرهما لمباريات الدرجة الرابعة، علماً أنّ الحكم محمد حوماني المبتعد من سنين رفض تكليفه قيادة مباراة في الدرجة الرابعة. وترى مجموعة من الحكام المميزين أنهم وجدوا أنفسهم مهمّشين بسبب حصر دورهم في مباريات للدرجتين الثالثة والرابعة، فيما حكّام آخرون مدعومون من اللجنة يأخذون دوراً مبكراً.
واللافت أن اعتراض الحكام لدى رئيس اللجنة محمود الربعة يقابَل بأسلوب يدفعهم إلى اليأس بدلاً من احتضانهم. مثال على ذلك ما حصل مع الحكم حسام المقدم، الذي رفض تعيينه لقيادة مباراة في الدرجة الرابعة اعتراضاً على عدم تعيينه لقيادة مباريات في الدرجة الأولى.
وقد سأل الربعة عن المقدم في الجلسة ما قبل الماضية، وحينها كان المقدم غائباً، فقال الربعة «قولو لحسام ما يحرق تياب التحكيم، ويعطيها لغيرو لأنو حرام بعدن جداد».
ويشير أحد الحكام السابقين إلى أن ما وصل إليه الجهاز التحكيمي هو نتيجة السياسة الخاطئة للربعة «وهذا ما جنته يداه»، فغياب الاستراتيجية والخطط البعيدة المدى أوصل الجهاز إلى ما وصل إليه.

حكام معتزلون من سنوات يقودون مباريات في الدرجة الرابعة!

ويورد الحكم السابق مثالاً على انعدام الرؤية، ما حصل في المباراة المهمّة بين الأهلي صيدا والغازية في الأسبوع الماضي، إذ عُيّن الحكم حسين أبو يحيى حكماً رابعاً، علماً أن أبو يحيى لم يقد أي مباراة في الدرجة الثانية، «فكيف في الأولى، وماذا لو أصيب الحكم الرئيسي طلعت نجم، ووجب على أبو يحيى أن يكمل المباراة، ماذا كان سيحصل؟ وكيف سيشعر الحكام الآخرون حين يعلمون أن أبو يحيى شارك في مباراة للدرجة الأولى؟».
ويجمع العديد من الحكام على أن أعضاء اللجنة يتحملون مسؤولية أيضاً نتيجة تفضيلهم مصالح شخصية على المصلحة العامة، ليضيف أحد الحكام «كل عضو لديه مصلحة ما، فهذا يهمه ابنه، والثاني أخوه والثالث بعض الحكام القريبين، فكيف يتطور الجهاز التحكيمي».
وبعد كل هذا هل يمكن أن نصل إلى وقت يُطلب فيه من الحكم السابق سبع فلاح العودة إلى قيادة المباريات؟... كل شيء وارد (مع الاحترام لتاريخه طبعاً).