صعد نادي الأنوار الجديدة سلّم المجد في الكرة الطائرة اللبنانية بعدما بات أول نادٍ يحرز ثلاثية نادرة، الدوري والكأس رجالاً مع بطولة السيدات، مسطّراً إنجازاً تاريخياً على صعيد اللعبة التي بدأت تستعيد بريقها الذهبي
أحمد محي الدين
سطع نادي الأنوار الجديدة في سماء الكرة الطائرة اللبنانية وتربّع على عرشها بعد سابقة تاريخية بتتويجه بألقاب الدرجة الأولى رجالاً وسيدات، فتوّج الرجال بلقبي البطولة والكأس «كأس بشارة فرحات» وانتزعت السيّدات اللقب الناعم من القلمون بعدما هيمن النادي الشمالي على المسابقة في 11 مناسبة
متتالية.
وأكد الفريق المتني جدارته أمام الفرق الأخرى، بمن فيها الغريم التقليدي الشبيبة البوشرية الذي خسر كل نزالاته مع الأنوار.
وأكد رئيس النادي جورج يزبك أن هذا الموسم هو الأنجح في تاريخ النادي في يوبيله الذهبي (تأسس عام 1960)، ونجح في حصد الثلاثية، مذكّراً «وعدنا أهالي الجديدة بالألقاب ووفينا بالوعد»، متطلعاً الى الوعد الجديد في تحقيق بطولة النوادي العربية. وأشاد يزبك بنجاح الاتحاد في إخراج البطولة بأزهى حلّة تنظيمياً وفنياً.
وعزا يزبك أسباب النجاح الى التحضير الجيد لناديه والأندية الأخرى، وصرف ميزانيات جيدة أثمرت أداءً متطوراً حيث بات اللاعب يلعب ويؤدي مرانه في جو من الاحتراف، ما أنتج موسماً ممتازاً ونظاماً رفع من المستوى لنصل الى المراحل النهائية ونشهد مباريات قمة قوية أمتعت الجمهور. ورأى يزبك أنه لا بد من وقوع الأخطاء في موسم طويل، إذ يخوض الفريق حوالى 35 مباراة طوال الموسم.

أنوار الأنوار

تميّز نادي الأنوار بتجانس لاعبيه الذين يمثّلون معظم تشكيلة المنتخب الوطني، وهذا ما انسحب على دور الأربعة «فاينال 4»، الذي سبقه إحراز الكأس بالتشكيلة المحلية فقط، مع وصول أجانب على مستوى عالمي وهم السلوفيني جاسمين كورتيتش والأميركي دانيال كيلوم والصربي دايان راديتش والأردني محمد دقماق، وتكاملهم مع اللاعبين المحليين كالموزع وسام الحصري الذي تألق في معظم المباريات ورواد الحسن وإيلي أبي شديد ونادر فارس وبيار فارس وشادي أبو فرحات وبقيادة المدرب زاهي نمر.
وأسف يزبك لعدم مشاركة «الشقيق اللدود» الشبيبة البوشرية في دور الأربعة كما يجب، إذ افتقدت البطولة نكهتها بغيابه التكتيكي. وأشاد أيضاً بمستوى ناديي الزهراء طرابلس، الوصيف، والأنطلاق أنفة الثالث. ورأى يزبك أن الفريق «الناعم» خالف التوقعات وأحرز البطولة بعد سيطرة القلمون عليها مدة 11 عاماً متتالياً.

... والمال والجديد


هناك فكرة للاتجاه نحو كرة القدم للصالات
وكشف الرئيس يزبك أن العامل المالي هو أساسي في اللعبة، إذ إنه تكفّل شخصياً بميزانية الموسم، والآن وجد التفافاً من أبناء قضاء المتن والجديدة تحديداً، وهناك خطة تمويلية خاصة للنادي وهو يستعدّ لمشاركات عربية وقارية، كما أنه طرق باب وزارة الشباب والرياضة بغية تحصيل مساعدة للنادي البطل، إضافة الى وعود رسمية بالمساعدات والإعلانات والرعاية للفريق. وأبدى يزبك استعداده الدائم لتحمّل نصف الميزانية (قاربت الموسم الأخير 250 ألف دولار).
ولمّح الى أن مشاركته في بطولتين عربيتين للرجال والسيدات تتطلب ميزانية أعلى، وخصوصاً أن بطولة النوادي العربية للرجال ستقام في لبنان خلال شباط 2012 بعد اعتذار السعودية، والفريق سيباشر إعداده لهذا مبكراً.
وكشف يزبك أن الاستعدادات ستمر بمراحل عدة وتتضمن معسكرات داخلية وخارجية ومباريات إعدادية واستقدام أجانب من طراز رفيع، والعمل بطابع احترافي وهذا ما يعطي اللاعب حافزاً لتقديم الأفضل.
وكشف يزبك عن مشروع لتجنيس الصربي راديتش بمساعدة رئيس الاتحاد، وفيه مردود جيد على المنتخب الوطني الذي يستعد للمشاركة ببطولة كأس العرب في تونس. وهناك مفاوضات مع لاعب إيطالي بارز، وأشار الى تحضيرات فريق السيدات للمشاركة في البطولة العربية في حلب مع استقدام لاعبتين
أجنبيتين. ورأى يزبك أن علاقة النادي بالاتحاد ممتازة، وهي مستقرة وتعمل بحيادية وشفافية وتكوّن مع الأندية عائلة واحدة.

مشاريع

وضع النادي خطة لإنشاء فرق الفئات العمرية بالاعتماد على مدارس المنطقة، بإشراف لاعبي الفريق الأول في البحث عن المواهب وإقامة بطولات بين التلامذة لاختيار نواة فريق المستقبل. وتجرى التمارين في مجمع ميشال المر. ولاحظ يزبك حماسة جمهور المتن عموماً والجديدة خصوصاً، واحتفالهم وابتهاجهم بعد إحراز الألقاب، مشدداً على ضرورة الحفاظ على هذا الإنجاز.
وكشف يزبك أن للنادي فريقاً لكرة السلة في الدرجة الثالثة ينافس للصعود الى الثانية، وهناك فكرة للاتجاه أيضاً نحو كرة القدم للصالات، وهذا ما تقرره الهيئة الإدارية للنادي التي تجتمع دورياً. وختم بإهداء انتصارات ناديه الى جمهور اللعبة.


الأنوار يجمع الأضداد

رأى رئيس الأنوار جورج يزبك (الصورة) أن الرياضة تجمع ولا تفرّق، بدليل أن الداعمين الأساسيين للنادي هما النائبان ميشال المر وإبراهيم كنعان، وكل منهما له خطه السياسي، لكنهما يجتمعان على دعم النادي المتني، وهذا يمثّل مفارقة إيجابية في لبنان. وأمل أن يؤدي تضافر جهود الخيّرين في المنطقة إلى مزيد من الدعم للنادي.