منذ انتهاء كأس العالم 2010 لكرة القدم، والصحف الأوروبية تجتهد في تحديد الوجهة المقبلة للنجم الألماني الصاعد مسعود أوزيل، وقد ربطته بأكبر الأندية رغم أن علامات استفهام عدة تطرح حول قدرة اللاعب على بلوغ أعلى مستوى في أقوى البطولات
شربل كريّم
برشلونة، ريال مدريد، مانشستر يونايتد، تشلسي، إنتر ميلانو، ويوفنتوس. هذه فقط عيّنة بسيطة من أسماء الأندية التي ارتبط اسم مسعود أوزيل بها بشكلٍ يترك علامة استفهام كبيرة عن سبب هذا الاهتمام العظيم بلاعبٍ لا يزال يحتاج الى الكثير من أجل بلوغ مصاف نجوم الصف الأول.
من دون شك، يملك اللاعب التركي الأصل، الألماني المولد، الموهبة والقدرة على وضع نفسه بين خيرة لاعبي العالم، وقد برهن عن هذا الأمر من خلال حضوره القوي في الموسم الماضي مع فريقه فيردر بريمن في الدوري الألماني. إلا أن البعض أخطأ في إعطاء أوزيل حجماً أكبر مما استحقه خلال المونديال لأن هذا اللاعب صاحب القدم اليسرى الحساسة، الذي أعطاه مدرب ألمانيا يواكيم لوف ثقة عمياء على الملعب، لم يقدّم مستوى ثابتاً في كل المباريات، بل عاب أداءه البطء في بعض الأحيان والضعف في المواجهات البدنية المباشرة في أحيانٍ أخرى.
لذا، وانطلاقاً من هذا الأمر يبدو مفاجئاً أن يكون أوزيل هدفاً لنادٍ مثل برشلونة، وخصوصاً أنه يلعب في مركز النجم الأول هناك أي الأرجنتيني ليونيل ميسي. أضف، أن ريال مدريد لا يمكن أن يتعاقد مع هذا اللاعب، إذ لا يمكنه الاستفادة منه في مركز صناعة الألعاب حيث يوجد البرازيلي كاكا ولا حتى على الجناح الأيسر بعد استقدامه الأرجنتيني أنخيل دي ماريا.
المسألة أصبحت مثيرة للريبة، وتحديداً منذ أن توقّف فيردر بريمن عن محاولاته لثني موهبته عن الرحيل وتمديد عقده الذي ينتهي معه عام 2011، إذ يبدو أن هناك لعبة إعلامية يديرها مدير أعمال أوزيل الساعي الى رفع سعره في سوق الانتقالات أو الضغط أكثر على بريمن للحصول على أفضل عقدٍ ممكن.
إلا أن أرقام أوزيل (24 تمريرة حاسمة و11 هدفاً في 46 مباراة) في الموسم الماضي تغري هذه الأندية التي ترى فيه لاعباً من طرازٍ نادر يمكنه شغل ما يسمّى «دور دييغو» (نسبة الى الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا)، إذ إن قلّة من اللاعبين يمكنهم اللعب بهذه الطريقة. إلا أن «ميسي ألمانيا» كما أطلق عليه بعض المعلّقين في مونديال جنوب أفريقيا، لا يزال يثير الشكوك بسبب مستواه المتأرجح، وهذا ما بدا جليّاً قبل وخلال كأس العالم التي أنهاها بتسجيله هدفاً وتمريره ثلاث كرات حاسمة.
ويعترف المدافعون عن أوزيل بأنه يحتاج الى الشجاعة أكثر في المواجهات الثنائية، إضافةً الى التخلّص من الرعونة التي تصيبه أحياناً أمام المرمى، إلا أنهم يشددون على نقطة ذكائه الاستثنائي وتمركزه الجيّد على أرض الملعب، ما يفسح المجال أمامه لزعزعة خطوط الظهر عند المنافسين، وخصوصاً بفضل مهاراته الفائقة التي إذا أضاف إليها المزيد من السرعة سيكون من الصعب وقفه أو توقّع الاتجاه الذي سيذهب إليه، ليصبح فعلاً على صورة «مثاله الأعلى» ميسي.
الاحتمالات كبيرة لبقاء أوزيل في بريمن، وهي الخطوة المتوقعة التي قد تصبّ في مصلحة اللاعب لأنه سيحافظ على مركزه الأساسي ويتعلم المزيد، وهو الذي لا يزال في سنّ الحادية والعشرين فقط.


ملاحظات بكنباور إيجابية وسلبية

لطالما أشاد «القيصر» فرانتس بكنباور بقدرات مسعود أوزيل، مشيراً إلى أن الأخير يتمتع بما يسمّى «التمريرة القاتلة». «وهو الوحيد الذي يمكنه فعل هذا الشيء، وغيره هو ليونيل ميسي». إلا أن بكنباور ترك ملاحظة مهمة، مفادها أن أوزيل «المثير للجدل» سيصبح أفضل بكثير إن عرف كيفية ترجمة الفرص الكثيرة التي تسنح أمامه إلى أهداف.