بعد السياسة، ها هو الدين يتداخل في كرة القدم، إذ إن الجهات الدينية في ماليزيا دعت الى حظر ارتداء قميص نادي مانشستر يونايتد الأكثر شعبية في البلاد
حسن زين الدين
كرة القدم والدين. تبدو العبارة لافتة ولها وقعها. ففي رياضة تبدو انعكاساً للمجتمعات، لا يبدو غريباً أن يُزجّ بالدين في هذه اللعبة الجماهيرية الرقم واحد في العالم، هكذا مثلاً خرج رجال دين مسلمون في ماليزيا قبل أيام يدعون الى حظر ارتداء قمصان نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لأنه يحمل شعار «الشياطين الحمر» كما يلقب النادي، بحسب ما نقلت صحيفة «لو موند» الفرنسية.
وقال أحد رجال الدين الماليزيين في هذا الصدد: «إن الشيطان هو عدونا، وارتداء قميصه سيزيد من قدره».
من جهة ثانية، فإن قمصان منتخبات النروج وصربيا وغيرها هي الأخرى محظورة في البلاد لأنها تحمل صليباً، ويقول نوح غادوت وهو رجل دين في محافظة جوهر الجنوبية إن «هذا خطير. نحن المسلمين لا يجب أن نرتدي قمصان الديانات الأخرى»، مضيفاً: «هذا الأمر سوف يقوّض من إيماننا بالإسلام»، مشيراً الى أن هذه مجرد دعوة للشعب الماليزي ولا تندرج ضمن الفتاوى.
إذاً قميص مانشستر يونايتد النادي الأكثر جماهيرية في ماليزيا محظور في البلاد لأسباب دينية وعقائدية. يبدو الأمر خطيراً، لكنه ليس بخطورة التصريح الذي أدلى به قبل نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حين دعا المسلمين الى مقاطعة المونديال بحجة «أن مباريات كرة القدم تعتمد على الرهانات في نتائجها، وهذا ما ينهى عنه الإسلام»، مضيفاً إن مباريات كرة القدم تحفّز على الولاء للفرق أكثر من الولاء لله وهذه المباريات هي وسيلة لإبعاد الشباب عن الإسلام، قائلاً: «إن أعداء الأمة أوجدوا هذه المباريات ويسعون من خلالها الى إبعادنا عن الجهاد ضدهم. إنهم يسعون الى تفرقة المسلمين وإلهائهم بأشياء تافهة، ما يبعدهم عن ديانتهم».
هذا إذاً رأي بن لادن بهذه الرياضة التي تشارك فيها فرق مسلمة ولاعبون شديدو التمسك بعقيدتهم كمحمد أبو تريكة لاعب منتخب مصر وغيره من اللاعبين الذين لا يخفون ولاءهم الشديد لديانتهم.
تداخل الدين وكرة القدم في الشرق ليس جديداً، إذ إن جماعة «طالبان» إبان حكمها في أفغانستان كانت تمنع تنظيم مباريات كرة القدم، فيما حظر على سبيل المثال الحزب الحاكم في مقديشو السكان من متابعة مباريات مونديال 2006 في ألمانيا، هذا إضافة الى احتجاج فريق غلطة سراي التركي على اللعب مع انتر ميلانو الموسم الماضي لأن قميص الأخير يحوي شارة الصليب.
هذا في الدول العربية والإسلامية، ماذا في الغرب؟ في الغرب لا يبدو الوضع مختلفاً، إذ إن ما شهدناه في مونديال 2010 داخل تشكيلة منتخب فرنسا التي عانت من تقسيمات عنصرية ودينية من خلال وجود بعض اللاعبين المسلمين دائماً بعضهم برفقة بعض، الأمر الذي أدى الى انعكاس في المجتمع الفرنسي ومشاكل لا تزال ذيولها حتى الآن، وخصوصاً في ظل تنامي ظاهرة إشهار بعض اللاعبين لإسلامهم، وهذا ما يلقى رفضاً في المجتمع الفرنسي. ولنأخذ على سبيل المثال أحد المواقع الفرنسية على شبكة الإنترنت حين يعرض موقف اللاعب الشهير تييري هنري من الإسلام، الذي يقول فيه: «إن الإسلام هو الديانة الأقرب الى قلبي»، فتأتي ردود بعض القراء غاضبة على نجمهم، فيما يرحب به المناصرون من أصول عربية!


مانشستر الأكثر قيمة في العالم

ذكرت دراسة لمجلة «فوربس» العالمية المتخصصة أن نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي هو العلامة الرياضية الأكثر قيمة في العالم.
واحتل مانشستر يونايتد المركز الأول فيها برصيد 1,84 مليار دولار أميركي، متقدماً على دالاس كاوبويز فريق كرة القدم الأميركية برصيد 1,65 مليار دولار.