بعد أصداء كرة العالم، نعود إلى أصداء كرة لبنان. بدأت النوادي تلملم أغراضها وحاجياتها لخوض موسم جديد. جديد بأثواب قديمة بالية. مشاكل اللعبة قديمة، ومطالبها قديمة، ومراجعها قديمة ومعروفة...فما هو الجديد إذاً؟
علي صفا
افتتحت مسرحية الموسم الكروي، الاسبوع الماضي، بلقاء مهم بين ممثلين لنوادي الدرجة الاولى وممثلين لاتحاد كرة القدم «أبو اللعبة». لقاء سرّي خطير، لم يعرف به سوى صحيفة واحدة سجلت سبقاً صحافياً عظيماً مع صورة فريدة أيضاً. وتمخّضت عن الاجتماع قرارات عظيمة تمثّلت في «طلب النوادي دعمها في دفع أكلاف الملاعب والحكام، وخفض عدد اللاعبين الأجانب واحداً من كل فئة، للدرجتين الأولى والثانية. وتفرّق الجمع على ضرورة اللقاء مرة كل أول اثنين من كل شهر، يعني مرة أو مرتين جديدتين قبل انطلاق الموسم الجديد في ايلول، بحسب روزنامة الاتحاد. طبعاً، لقاء مهم وطارئ ويستأهل السرية، لبحث وكشف أسرار هذه اللعبة المحتضرة وواقعها.
الموسم عرف من عنوانه، لا خطة ولا برنامج لاتحاد اللعبة، ولا ورقة عمل، ولا رؤية ولا حتى حبوب مهدّئة لهذه الكرة المسكينة.

واقع اللعبة: ....

مشاكل اللعبة معروفة منذ زمان، وعلاجاتها معروفة أيضاً، ولكنها تفتقر إلى الأطباء والأدوية.
عموماً تتمحور المشاكل حول رباعية أساسية: المال والادارة والهوية والجمهور. وتتفرع منها خيوط تمس الملاعب وجهاز التحكيم ونظام العقود... ودور الاعلام في المراقبة والنقد والاصلاح.
ـ معظم نوادي لبنان لا تعرف أصول ملكيتها، ولا تملك ميزانيات ثابتة ومأمونة.
ـ معظمها تفتقر إلى الإدارات المختصة.
ـ معظمها تفتقر إلى جمعيات عمومية منظمة وفاعلة. ـ قرار منع دخول الجمهور قائم، والتسلل مسموح والعقوبات واقعة ومقبولة فرضاً.
ـ مشكلة الملاعب قائمة، مع غياب المدينة الرياضية، وبالتالي تهجير نواد من بيروت إلى الشمال والجنوب مفروض بالمال والإذلال.
ـ مشكلة مسابقات الفئات العمرية وتبخّر بعضها قائمة.
ـ واقع جهاز التحكيم المهترئ.
ـ نظام عقود اللاعبين المتخلّف وغير العادل. أمام هذا الواقع، كيف يتحرك الاتحاد «أبو اللعبة « وأبناؤه المطيعون؟ وماذا يملكون من عوامل الاصلاح والتطوير؟

دعوة الاتحاد...

أخيراً، دعا الاتحاد في تعميمه أعضاء الجمعية العمومية إلى مناقشة التقريرين المالي والاداري، وإبراء ذمة الاتحاد، وسداد اشتراكات الاعضاء، والبحث في تخفيف عدد الاجانب والأعباء المالية.
لقاء موسمي مفروض، وشرّ لا بد منه، ويمثّل مشهداً مجترّاً لا يحمل جديداً. لا برنامج متكاملاً ولا رؤية، بل كلام منسوخ ينتهي بتجديد الثقة (!) باللجان العليا على آمال ووعود فارغة لإمرار موسم فارغ.

وماذا بعد؟

والخلاصة في سؤال كبير. ماذا تريدون من هذه اللعبة؟ أيّ هوية؟ ولماذا تستمرون عشوائياً... وإلى أين؟
ماذا حلّ بموقف نوادي الأولى خصوصاً، التي منحت لجنة الاتحاد حتى انتهاء الموسم الماضي لتحسم موقفها منها؟ ماذا حلّ بورقة رئيس الاتحاد هاشم حيدر ونقاطه العشر التي طرحها للتطوير وإنماء اللعبة؟
ماذا حلّ ببعض الاعضاء الذين أعدّوا «استقالاتهم» قرفاً من واقع الاتحاد واللعبة؟ وماذا سيحلّ بالنوادي التي ترعاها الأموال «الحريرية»؟ النجمة على شفير الهاوية، والأنصار يكمل بالمصل، والأهلي صيدا سقط، ونواد أخرى تبحث عن بدلاء بعد أن تقفل حنفية الدعم. ماذا سيحلّ بهذه النوادي وإداراتها العاجزة؟
أسئلة فارغة إلى اللعبة، من الاتحاد ونواديه، وإلى المراجع السياسية الحاضنة والفارضة. وكما تكون الجمعية العمومية... تكون كرتكم.


فوز السلام صور