تييري هنري، أمير موناكو وملك لندن، هل أصبح الآن على بعد خطواتٍ قليلة من نهاية مشواره في عالم كرة القدم؟ سؤال يُطرح بقوة بعد النقلة الأخيرة للهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي إلى نيويورك ريد بولز الأميركي
شربل كريم
لا يختلف اثنان على أن نجم المهاجم الفرنسي تييري هنري قد خفت في الموسم الأخير، والسبب أن مدربه السابق في نادي برشلونة الإسباني جوسيب غوارديولا لم يجد فيه ذاك اللاعب الأساسي الذي يمكن أن يمثّل إضافة كبيرة في مجموعة تعجّ بالنجوم. وبالفعل، أصبح هنري احتياطياً، لكن رغم ذلك كانت مشاركاته جيّدة مع الفريق الكاتالوني وأدى بتمريراته الحاسمة دوراً في صنع الانتصارات.
إلا أن العالم اعتاد هنري الهداف والقائد الملهم على أرض الملعب، وهي الميزة التي بدت أنها لم تعد موجودة عند الفرنسي، لا بل إنه بدا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 كأنه فقد لذة المشاركة في المباريات. والدليل على هذه المقولة أنه لم يعترض إطلاقاً على قرار المدير الفني السابق لمنتخب «الديوك» بنزع شارة القيادة منه ووضعه على مقاعد البدلاء، وهو حتى لم يظهر ممتعضاً جراء المهزلة التي حلّت بالفرنسيين في نهاية المطاف.
من هنا، بدأت تتأكد الشائعات التي تحدثت عن رحيله إلى الولايات المتحدة وأصبحت حقيقة أكثر من أي وقت مضى، لكن السبب وراء خيار هنري لهذه الوجهة كان مستغرباً؛ إذ رغم كل ما وصلت إليه الأمور، بقي الأسمر السريع محط اهتمام أندية مهمة عدة في أوروبا، على رأسها ناديه السابق أرسنال الذي تحوّل إلى «أسطورة» معه، إضافةً إلى مواطنه مانشستر سيتي الذي كان مستعداً لمنحه أجراً محترماً مقابل الدفاع عن ألوانه.
لكن هنري أدرك في قرارة نفسه أنه إن أراد البقاء في «القارة العجوز» فعليه أن يقدّم مجهوداً مضاعفاً من أجل أن يلمّع صورته بالنظر إلى أن المستوى أعلى بكثير في البطولات الأوروبية، بينما سيكون المجال مفتوحاً أكثر في الولايات المتحدة من أجل استعادته لهيبته والعودة ليكون محطّ الأحاديث.
وبالطبع، سيحظى هنري بتسليط الأضواء عليه، وهذا ما سيفيده كثيراً لناحية إنهائه مشواره بطريقة مثالية، أي من دون تشويه كبير. إلا أن المستفيد الأكبر هو الدوري الأميركي بحدّ ذاته، لأن اسم هنري يضاهي اسم النجم الآخر هناك، أي الإنكليزي ديفيد بيكام الذي يلعب في صفوف لوس أنجلس غالاكسي. ويأتي إعلان هذا الانتقال ليرفع من أسهم اللعبة مجدداً في أميركا، إذ إن قدوم هنري سيزيد من الاهتمامين الإعلامي والإعلاني بالدوري تماماً كما حصل عند وصول بيكام، ما قد يضع القيّمين على الدوري مجدداً في موقف قوي، وهم الذين يحاولون بشتى الوسائل سرقة بعض المتابعين من الرياضات المنافسة الأخرى في البلاد، وهي دوري كرة السلة الأميركي الشمالي للمحترفين ودوري كرة القدم الأميركية ودوري البايسبول. وإذا كان أمل هؤلاء في الوصول إلى مصاف البطولات المذكورة ضئيلاً جداً، فبوجود هنري وبيكام سيتمكنون من مزاحمة دوري الهوكي على الجليد مثلاً.
لكن لا بدّ من الانتباه إلى أن المستوى الذي سيقدّمه هنري سيكون عاملاً حاسماً في تحقيق الطموحات المذكورة، وهو بالفعل يبدو قادراً على فعلها، إذ لطالما كان مثالاً للاعب المحترف، ما يبقيه في جهوزية بدنية حيث لا يزال يحافظ على سرعته المعروفة وقوته في اختراق مناطق الخصوم والوصول إلى الشباك.
باختصار، الدوري الأميركي يحتاج إلى هنري، والأخير يحتاج إليه أكثر قبل أن يقول وداعاً.


اسمه سيجمّل الدوري الأميركي

أجمع الكلّ على أن انتقال تييري هنري الى الدوري الاميركي سيشكّل دفعاً كبيراً له، وعلى رأس هؤلاء ديفيد بيكام الذي لم يخَف أن يسرق النجم القادم الأضواء منه بعدما تحوّل رمزاً للعبة في أميركا منذ وصوله الى لوس أنجلس غالاكسي. وقال بيكام: «بوجود هنري هنا سيبدأ الناس بالحديث عن البطولة، وبطبيعة الحال اسمه سيجعلها أكبر وأهم».