انتهى المونديال، لكن الجدال الذي دار حول عدد من العوامل التي أسهمت في الشعور بالخيبة لدى عدد كبير من المشجعين ستكون تبعاته كبيرة على المسؤولين عن اللعبة، وخصوصاً في ما خصّ ابتعاد اللعبة عن الاستعانة بالتكنولوجياأدّت الأخطاء التحكيمية التي رافقت مباريات كأس العالم إلى ارتفاع الأصوات المطالبة باعتماد تقنية الفيديو لتفادي التأثيرات الخارجية على مباريات كرة القدم، ما دفع عدداً من النقاد إلى اعتبار أن الرياضة الأكثر شعبية في العالم ازدادت تخلفاً عن الرياضات الأخرى بسبب رفضها لقبول التكنولوجيا.
واستمر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في معارضته الشديدة للدعوات المطالبة باستخدام تقنية إعادة اللقطات بالفيديو، بوصفها مساعدة عصرية للتحكيم. لكن هذه الدعوات أصبحت الآن فيضاناً من الأصوات المطالبة، بعدما أظهرت استطلاعات رأي أن معظم اللاعبين والمدربين والمشجعين، وحتى الحكام أنفسهم، يؤيدون استخدام هذه التقنية، ويريدون أن يتبنى «الفيفا» أساليب القرن الحادي والعشرين.
وللمفارقة، فإن بطولة 2010 قدّم فيها الحكام أداءً لم يسبق له مثيل، وأظهرت دراسة أجراها الفيفا نفسه أن 96 بالمئة من قرارات الحكام خلالها جاءت صحيحة، وقد شهدت قرارين خاطئين في اليوم نفسه غيّرا طبيعة هذا الجدل، أولهما هدف لم يحتسب لإنكلترا حين سدد فرانك لامبارد الكرة لتتجاوز بصورة واضحة خط المرمى الألماني، وفي القرار الثاني سجل كارلوس تيفيز هدفاً للأرجنتين من موقف تسلل واضح ضد
المكسيك.
لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد لخيبة الأمل التي أصابت متابعي المونديال، فقد كانت الخيبة كبيرة بالنسبة إلى الملايين الثلاثة الذين حضروا المباريات في الاستادات والمليارات الذين شاهدوا المنافسات عبر التلفزيون لأن البطولة لم تكن قطّ على مستوى التوقعات على أرض الملعب. وكانت قلة الأهداف الأكثر سوءاً (ثاني أسوأ متوسط للتسجيل في كأس العالم بعد نهائيات 1990 في إيطاليا).
كذلك أُضيفت الخيبة التي سبّبتها منتخبات أفريقيا، التي كان يأمل كلٌّ منها الكثير مع اللاعبين الذين سطع نجمهم في أهم الأندية في أوروبا، إذ إن مشاركة ستة منتخبات للمرة الأولى زادت الآمال، لكن خمسة منتخبات من المنتخبات الستة الممثلة لأفريقيا فشلت في تجاوز دور المجموعات، بينها جنوب أفريقيا التي أصبحت أول منتخب لبلدٍ مضيف يفشل في الوصول إلى مراحل خروج المغلوب.