وكان الكابتن إيكر كاسياس، أفضل حارس في المونديال، أول من خرج من الطائرة حاملاً الكأس الثمينة وعلامات التعب والإرهاق بادية على محياه، تلاه المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي أخذ الكأس منه ثم رفعها وسط تصفيق الحاضرين.
وكانت طائرة خاصة، تابعة لشركة الطيران الوطنية «ايبيريا»، قد أقلّت اللاعبين من جنوب أفريقيا، ثم أخذوا قسطاً من الراحة بعد ليلة طويلة لم يعرفوا خلالها طعم النوم بسبب احتفالهم بالإنجاز التاريخي. وتوجّه اللاعبون الى أحد فنادق العاصمة، ثم استقبلهم الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.
شاب الاحتفالات سقوط قتيلين وجرح أكثر من 100
بدورها، تفنّنت الصحف المحلية في نشر عناوين الفرح على صفحاتها الإلكترونية، محتفلة بتتويج منتخب بلادها بطلاً لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.«الحلم تحول الى حقيقة»، هذا ما عنونته صحيفة «إل بايس»، مشيرة الى أن 11 تموز 2010 هو يوم تاريخي للرياضة الإسبانية»، فيما كتبت «إل موندو»: «إسبانيا، إسبانيا، إسبانيا»، مضيفة «كأس العالم هذه توّجت أحد أفضل المنتخبات في التاريخ».
أما «ماركا» فكتبت: «أنييستا حملنا الى الجنة»، في إشارة منها الى لاعب الوسط أندريس أنييستا الذي سجّل هدف المباراة الوحيد، مضيفة: «لقد عانينا، لكن الأمر كان يستحق ذلك»، فيما كتبت «آس»: «إسبانيا استحقت فوزها ضد المنتخب الهولندي الذي لم يكفّ عن الضغط علينا طيلة المباراة».
وصدرت الصحف الإسبانية، أمس، حاملة جميعها من دون استثناء على صدر صفحاتها الأولى خبر «النصر التاريخي» بكأس العالم مع صور، أبرزها لقائد المنتخب كاسياس، رافعاً الكأس الغالية.
وعلى الورق، عنونت «إل بايس»: «أبطال العالم»، مضيفة: «إسبانيا بطلة العالم، الملحمة التي كانت تنقص الرياضة الإسبانية». أما صحيفة «آي بي سي» فعنونت «أبطال» مع صورة للمنتخب على الصفحة الأولى، معتبرة أن 11 تموز 2010 بات جزءاً من «تاريخ إسبانيا»، وأشارت الى أن «هدف أنييستا في الوقت الإضافي منح النصر لهذا الجيل المدهشأما «ماركا» فكتبت: «أجل، أجل، نحن أبطال»، مشيدة باللاعبين «ملوك العالم»، مضيفة أيضاً: «اللقب توّج منتخباً استثنائياً وجيلاً من أساتذة اللعبة»، وعنونت «آس» بدورها: «أبطال العالم»، فيما رأت «إل موندو» أن «تاريخ إسبانيا يبدأ من جديد».
وشاب الاحتفالات الإسبانية مقتل شخصين وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، في حوادث عدة أدت الى اعتقال 21 شخصاً في برشلونة و3 أشخاص في إقليم الباسك، بحسب ما أوضحت الشرطة الإسبانية.
وأوضحت الشرطة أن رجلاً لقي حتفه بعدما سقط عن شرفة المنزل حين كان يشاهد المباراة مع أصدقاء له، انتبهوا أنه ليس بينهم بعدما سجلت إسبانيا هدف الفوز «ورأوه على الأرض دون حراك».
أما الضحية الثانية فمات غرقاً بعدما قررت مجموعة من الأصدقاء الاحتفال بالفوز في المسبح البلدي لبلدة هيرغيخويلا في استريمادورا (شرق).
وأصيب أكثر من 100 شخص، بينهم 74 في برشلونة حيث احتشد حوالى 75 ألف شخص لمتابعة المباراة على شاشة عملاقة. وأوضحت الشرطة في بيان لها أن «نحو 20 ألف شخص واصلوا الاحتفالات بعد الفوز، وقد اعتقل 21 شخصاً»، بسبب «الإخلال بالنظام العام».
ولم تسجل أي حوادث في مدريد التي احتشد فيها حوالى 250 ألف شخص لمتابعة المباراة.
قبلة البطل
فاجأ إيكر كاسياس ملايين المشاهدين عندما قبّل صديقته المراسلة سارا كاربونيرو مباشرة على الهواء، وهي تُجري مقابلة معه، وقد نشرت اللقطة في موقع «يوتيوب» المتخصّص على «الإنترنت».
عبّر نجم التنس، رافايل نادال، عن فرحته بفوز بلاده، ورأى أن هذا النصر «لن يتكرر» ويجب أن يحتفل به لمدة عام كامل. وأضاف «هذا جيل من اللاعبين لن يضاهيه أحد، وهم يستحقون ذلك».
الهيمنة على العالم ستستمرّ
رأى مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي، بعد فوز منتخب بلاده بكأس العالم، أن أسلوب اللعب المبدع لفريقه الذي يعتمد على التمريرات السلسة سيستمر في الهيمنة على اللعبة على مستوى العالم. وأضاف «لقب كأس العالم نابع مما فعلناه في 2008».
