غالباً ما يتكرّر مشهد الأحداث. هذا ما تتمنّاه إسبانيا بالتحديد هذا العام، إذ بين لاعبها في كرة المضرب رافايل نادال ومنتخب إسبانيا لكرة القدم قواسم مشتركة عدة، قد تعيدنا إلى عام المجد في 2008
حسن زين الدين
رافايل نادال «الولد الذهبي» في بلاده إسبانيا، وحاصد 7 ألقاب في بطولات «الغران شيليم» في كرة المضرب، لا يزال يواصل إبداعاته في ملاعب ويمبلدون الإنكليزية.
على أرض عشبية رفع نادال التحدي قبل حوالى شهر من انطلاق البطولة، معلناً أنه سينافس هذه السنة للفوز بألقاب البطولات التي تقام على ملاعب خضراء، وهو الذي يمتاز بقوته الخارقة على الأراضي الترابية. نادال رفع شعار إسقاط غريمه اللدود السويسري روجيه فيديرر عن عرش صدارة تصنيف اللاعبين المحترفين، وهو ماضٍ في ذلك. ماضٍ في استعادة أمجاد عام 2008 في موسمه الخارق، حين حقّق ألقاب بطولة ويمبلدون نفسها، إضافةً إلى بطولة فرنسا المفتوحة، والميدالية الذهبية في أولمبياد بكين، ووصل إلى نصف نهائي بطولة أميركا المفتوحة.
لكن ما القواسم المشتركة بين نادال والمنتخب الإسباني المشارك حالياً في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا؟ بالطبع ثمة عوامل مشتركة عدّة بين هذا النجم و«لا فوريا روخا». أوّلها بالطبع هو الجنسية الإسبانية، ثانيهما هو تصادف مسيرة الاثنين في بطولتين تقامان في الوقت عينه في بلاد تتحدث اللغة الإنكليزية، وعلى أرض عشبية، ثالثهما هو عشق نادال المنقطع النظير لكرة القدم كما هو معروف عنه، إذ إنّ صاحب اليد اليسرى القوية من مشجعي ريال مدريد الأوائل في بلاده، وهو بالطبع على رأس المناصرين والداعمين لمنتخب بلاده في المونديال الحالي.
«أعشق كرة القدم»، بهذه الكلمات ردّ «رافا» على سؤال أحد الصحافيين، لدى سؤاله عن المونديال قبل أيام، بعد إحدى مبارياته في ويمبلدون، مضيفاً: «بالطبع سأشاهد كأس العالم»، وتابع بالشرح التفصيلي لنقاط القوة في منتخب بلاده قائلاً: «لدينا حارس مرمى مميّز، وخطّا دفاع وهجوم قويّان، لذا كل السبل متاحة أمامنا لإحراز اللقب».
إذاً كل السبل متاحة أمام «الماتادور» لإحراز اللقب بحسب نادال، للحكم على هذه المقولة علينا تفصيلها كلمة كلمة للخروج بالنتائج العملية، و«على الأرض».
أحرزت إسبانيا في 2008 كأس أوروبا وكان موسماً استثنائياً لنادال
نبدأ من الحارس ايكر كاسياس، حيث لا يختلف اثنان على مدى موهبة هذا الحارس الفذّ حالياً، إذ إنه من أفضل حراس المرمى في العالم، وقد أثبت ذلك في المباراة الأخيرة أمام البرتغال، حين وقف في وجه تسديدات زميله في ريال مدريد كريستيانو رونالدو، حارماً إياه زيارة الشباك الإسبانية. أمّا عن خط الدفاع، فحدّث ولا حرج، إذ إنّ المرمى الإسباني لم يتلقّ إلا هدفين، كما أنه يمتاز بوجود لاعب من طراز سيرجيو راموس، الذي ينفّذ مهمّات هجومية أيضاً في الرواق الأيمن. أما عن خط الوسط، فمن أين نبدأ؟ من شابي ألونسو ممرّر الكرات المميّز، أم أندريس اينييستا، زئبق خط الوسط واللاعب ذي السرعة الفائقة، وقد كانا بارزين أيضاً في لقاء البرتغال. وفي الهجوم، سيكون التوقف طويلاً عند لاعب اسمه دافيد فيا، متصدر ترتيب الهدّافين في المونديال الحالي بأربعة أهداف، حيث إنّ هذا اللاعب أثبت موهبته الفذّة في اللقاء أمام البرتغال، بتحركاته السريعة وتسديداته القوية، إذ كان اللاعب الرقم واحد في المباراة، وهو بحقّ حتى اللحظة أفضل مهاجم في المونديال الحالي، بصناعته لأهدافه وتسجيلها بطريقة مميزة.
إذاً كل السبل بالفعل، كما قال نادال، متاحة أمام «لا فوريا روخا» للذهاب بعيداً في هذا المونديال الأفريقي، وتحقيق الحلم بإحراز اللقب للمرة الأولى، وهو ما عبّرت عنه صراحةً الصحف الإسبانية، التي يُعرف عنها انتقادها للأخطاء الصغيرة والكبيرة، لذا كان مفاجئاً أن تخرج صحيفة «ماركا» المدريدية المتصلّبة على سبيل المثال بعنوان: «هذا هو منتخبنا» بعد الفوز على البرتغال.
أما رابع العوامل المشتركة بين نادال ومنتخب بلاده، فهو عام 2008، حيث حقّق الألقاب السالفة الذكر، وحقّقت بلاده كأس أوروبا بعد غياب طويل، فهل تجتمع كل هذه العوامل المشتركة مجدّداً في عام 2010؟