خرج المشهد الأخير للدوري الهولندي لكرة القدم عن كلاسيكيته المعهودة في الموسمين الاخيرين، عندما توّج أزد الكمار وتفنتي إنشكيده باللقب على التوالي، لكنّ معطيات الموسم الجديد الذي ينطلق الليلة تظهر ان الأندية الكبيرة ستعود بقوة لاسترداد ما فقدته
شربل كريّم
أثبت الدوري الهولندي في الموسمين الاخيرين ان منصة التتويج لم تعد حكراً على اياكس امستردام وبي أس في أيندهوفن فقط، إذ إن الفرق الأخرى التي بنت نفسها بدقة واجتهدت كثيراً تمكنت من كسر احتكار الفريقين المذكورين، لا بل أجبرتهما على اعتماد سياسات جديدة والعودة بقوة الى سوق الانتقالات من اجل استرجاع ما فاتها.
وآخر الابطال المتوّجين بنحو لم يكن متوقعاً كان تفنتي، الذي دخل البطولة ببعض الاسماء المجهولة وبقيادة مدربٍ «منفي» هو الانكليزي ستيف ماكلارين، الذي اكتسب سمعة سيّئة في بلاده بعد فشله في قيادة منتخب «الأسود الثلاثة» الى نهائيات كأس اوروبا 2008.
لكنّ الامور تبدو مختلفة الآن، لأن ماكلارين الذي قاد الفريق الى اول لقبٍ له في تاريخه، انتقل إلى خوض مغامرة ٍ اخرى مع فولسبورغ الالماني، إضافة إلى أن الفريق خسر بعض العناصر المؤثرين في التشكيلة، وهو بطبيعة الحال أُجبر على ذلك لإبقاء استقرارٍ مالي معيّن، فكان رحيل الظهير الايمن روني ستام الى ويغان الانكليزي. كذلك فإن الطرف الآخر فقد عنصراً مهماً هو الصربي الشاب سلوبودان رايكوفيتش الذي عاد الى تشلسي الانكليزي بعد انتهاء فترة إعارته. والاهم ان الفريق الاحمر الذي كانت قوته في هجومه فقد اثنين من مهاجميه الثلاثة المرعبين، وهما البلجيكي بلايزه نكوفو المنتقل الى سياتل ساوندرز الاميركي والسلوفاكي ميروسلاف ستوش الذي حطّ الرحال به في فنربخشه التركي.
ورغم ان تفنتي تمكّن من الحفاظ على نجمه الاول الكوستاريكي براين رويز، واستقدم بعض الاسماء الواعدة لسدّ الفراغات التي خلّفها رحيل هؤلاء اللاعبين، إلا أنه سيكون من الصعب عليه إعادة سيناريو الموسم الماضي، وخصوصاً ان التشكيلة الحالية قد تحتاج الى بعض الوقت للتأقلم.
اما اياكس امستردام الذي خسر اللقب بفارق نقطةٍ واحدة فقط في الموسم الماضي، فإنه يبدو جاهزاً بقوة لحمل الدرع الفضية للمرة الاولى منذ عام 2004 وللمرة الـ30 في تاريخه. ويمكن ان يكون الاستقرار الذي عاشه الفريق عاملاً حاسماً، اذ بقي المدرب مارتن يول في منصبه، رغم العرض المغري من فولام الانكليزي، كذلك فإن لاعبيه الذين لمعوا مع المنتخب البرتقالي وصيف بطل مونديال 2010، لم ينتقلوا الى الخارج، امثال الحارس مارتن ستيكلنبرغ والظهير الايمن غريغوري فان در فيل ولاعب الوسط ديمي دي زيوو.
ويمكن ان يستفيد يول من تطور مستوى سيم دي يونغ والاوروغوياني نيكولاس لوديرو. لكنّ الخط الاقوى سيكون الهجوم بالتأكيد، في ظل وجود واحدٍ من ابرز نجوم مونديال 2010، أي الأوروغوياني الآخر لويس سواريز هداف الموسم الماضي، بينما كانت الصفقة الاهم لفريق العاصمة هي في استقدام هداف الكمار المغربي منير الحمداوي، الذي اثار اهتمام اكبر الاندية الاوروبية في الموسمين الاخيرين.
وإذا كان تفنتي أو غيره سيقف على مسافة من الصراع على رأس القمة، فان هذا الامر لن ينطبق على بي أس في أيندهوفن الذي فرض سطوته في الالفية الجديدة، محرزاً سبعة ألقاب في عشرة اعوام، قبل ان يصيبه التراجع في الموسمين الماضيين (حلّ رابعاً وثالثاً على التوالي). وعلى الرغم من خسارته بعض لاعبي الخبرة، أمثال المدافع الدولي أندريه أوير، فإن الكيمياء الموجودة بين عناصره الذين يلعبون منذ فترة غير قصيرة بعضهم مع بعض، قد تكون نقطة قوة. ويمكن اعتبار أن الفريق ضرب ضربته في سوق الانتقالات عندما استقطب واحداً من أفضل المهاجمين الواعدين في «القارة العجوز»، هو السويدي ماركوس بيرغ، القادم معاراً من هامبورغ الالماني.


لا مباريات قمّة

لن تحمل المرحلة الأولى من الدوري الهولندي مباريات قمة، ويفتتحها الليلة تفنتي إنشكيده البطل عندما يحلّ ضيفاً على رودا كيركراده.
واللافت أن كل الفرق المرشحة لأداء دور أساسي في البطولة هذا الموسم ستلعب خارج أرضها، إذ يحل بي أس في أيندهوفن ضيفاً على هيرينفين، بينما يلعب أياكس أمستردام على ملعب غرونينغن، وأزد الكمار على ملعب بريدا.
وهنا البرنامج (بتوقيت بيروت):
ـــــ الجمعة:
رودا ـــ تفنتي (21.45)
- السبت:
نيميغن - فينلو (19.45)
دي غرافشاب - إكسلسيور (20.45)
هيراكليس - فيليم (20.45)
هيرينفين - ايندهوفن (21.45)
- الأحد:
غرونينغن - أياكس (15.30)
فينورد - أوتريخت (15.30)
فيتيس - أدو دن هاغ (15.30)
بريدا - أزد الكمار (17.30).