افتتح موسم كرة لبنان بكأس النخبة، بمشاركة ستة فرق أولى. وحمل العهد الكأس على حساب الأنصار، على ملعب صيدا وداخل أبواب مغلقة على الجمهور رغم قرار الاتحاد بفتحها على الورق، ولكن... لا أبواب لمن تنادي
علي صفا
مسابقة النخبة، قدمت إلينا مشاهد أولى عن واقع الفرق الستة الأفضل، وكشفت معها عن رغبة الجمهور وحركة النوادي واتحاد اللعبة وجديدهم وقديمهم في الموسم الآتي.
فنياً: بدت الفرق الستة بمستويات متراجعة عموماً، مع تمايز للعهد الفائز. الأنصار يرمّم شكله ويلزمه الوقت، والصفاء كان محيّراً ولم يستفق بعد رغم وجود نخبة فيه، والنجمة يلعب بحواضر البيت بمجموعة ناشئة بعدما هجره نجومه ببلاش، ورغم ذلك عادل الأنصار والعهد وخسر بالترجيح. والراسينغ جاهد قبل أن يكتمل ويتطور مع مدربه الجديد العراقي. والمبرّة تعثر مبكراً بثلاثية.
وعموماً، بدت الفرق غير واضحة، ومرهقة نفسياً ومادياً، وبدت المستويات متقاربة مع فروق بسيطة جداً، وظهر جلياً ضعف فعاليات الهجوم بسبب غياب الهدافين والمحترفين الأجانب.
الجمهور والملاعب
بعد بشارة كبرى من اتحاد الكرة بفتح الأبواب لعودة الجمهور رسمياً، كانت الاستجابة الكبرى! فقد حضر قمة النجمة والأنصار في صيدا حوالى 150 شخصاً، رغم أنها مدينة جمهور للفريقين، وتجلّت قمة الأنصار والصفاء على ملعب بيروت البلدي بحضور أقل، رغم أنها منطقة الفريقين الجارين.
وعموماً، كانت حصيلة جمهور مباريات النخبة الثماني حوالي ألف شخص يمكن تسجيلهم في موسوعة «غينيس» في خانة أوفياء كرة لبنان في الزمن الصعب. والمضحك، أن عدد الجمهور الذي كان يتسلل حين كانت الأبواب مغلقة أمامه كان عدده أكثر من ذلك.
والمشهد الأمني كان أكثر فكاهة. فالأمن أقفل أبواب ملعبي برج حمود وصيدا في وجه الجمهور، وكاد أن يمنع الإعلاميين في اليوم الأول (ربما لم يصله بعد قرار الاتحاد) والتحقيقات جارية لمعرفة الحقيقة.
ونتوقف عند قرارات التطوير التاريخية! فقد حدد الاتحاد أسعار بطاقات الدخول للأطفال والسيدات (بعدما كانت مجانية)، وهذا ربما حرم الألوف من التهافت على الملاعب، وبدأت العائلات باقتطاع مبالغ من عيشها خصيصاً لحضور المباريات!
وكانت صرخة الاتحاد مدوّية في وجه «جريمة» هدم الملعب البلدي، وإزالة تراث حضاري «آمن وسالم» ومريح لجميع نوادي لبنان وأطيافه، فزلزلت الصرخة الأجواء وهزت كبار المسؤولين، وربما هذا ما حمل إدارات النوادي على تلبية نداء رياض الشيخة مدير المدينة الرياضية ليكون ملعبها «البديل حتماً»، بعدما أضاعوا سنة كاملة بسبب عنادات شخصية سخيفة وكرامات عالية، فرضت تهجير فرق بيروتية وجنوبية الى هجرات الشمال والجنوب بكل ما فيها من مصاريف وإرهاق وخضوع مذلّ للنوادي. والغريب أنه لم يُعرف بعد ما هو الجديد لتبرير عودتهم الى ملعب المدينة؟
وعُلم أيضاً، أن الاتحاد طلب من مدير المدينة كتاباً يتضمن رغبته في دعوة الفرق إلى اللعب!

النوادي وجماهيرها تائهة بين قرار الاتحاد ومنع الأمن وكتاب «المدينة»

هل فهم أحدكم شيئاً؟ اللعبة والنوادي تُحتضَر، والاتحاد يطلب كتاباً حفاظاً على الكرامة والأمانة (وما دخل الأمانة العامة بهذا، وهناك لجنة خاصة بالملاعب، والنوادي هي صاحبة المصلحة وهي المعنية والمتضررة أولاً وأخيراً؟!). طلبات الكتب هي مصيبة المصائب في تاريخ اللعبة، فهل إذا حضرت حلت مشاكل اللعبة والنوادي وعادت الكرامة الى قواعدها سالمة...هذا إذا بقي من كرامات اللعبة شيء.
وفي الخلاصة، هكذا بدا مشهد افتتاح الموسم: مستويات باهتة، وفوضى، وارتجال، وعدم تنسيق بين الاتحاد والأمن، وعزوف الجمهور، (حتى شلة الزعران السابقة التي ضربت الملاعب لسنوات غابت، وربما تحوّل بعضها إلى ملاعب كرة السلة، لتستكمل هتافاتها الوطنية).
والسؤال الكبير الممجوج: ماذا فعلت الأطراف المسؤولة للعبة من تحضيرات للموسم الجديد؟
لماذا لم تنسّق مع الامن تنفيذاً لدخول الجمهور؟
لماذا فرضت رسوم دخول للأطفال والسيدات، بدلاً من السماح بدخول الجمهور مجاناً لفترة معينة من بداية الموسم لجذب بعض الناس الى الملاعب؟
ولماذا لم ينسّق الاتحاد والنوادي مع إدارة المدينة الرياضية قبل انطلاق الموسم، ليريح الفرق البيروتية خصوصاً وجماهيرها، فيما الملعب البلدي يُحظر ويودّع؟
كيف ينطلق موسم جديد من دون عناوين جديدة، أو خطوة مريحة؟ وباختصار، ماذا بقي من هذه اللعبة، سوى حركتها العبثية التي تكلّف حوالى ستة ملايين دولار سنوياً، وبعدما حملت ترتيب لبنان الى هاوية سجلات الفيفا؟
وللأمانة، لا بد من الإشارة الى دخول كرة لبنان موسوعة «غينيس» تحت عنوان «الكرة التي يتابعها... أقل جمهور في العالم»!
لهذا كله، لا بد من تحية وشكر الى كل من يصمد ويناضل ويقدم شيئاً الى هذه الكرة المسكينة وشبابها وعامليها، وخصوصاً في هذه الظروف التعيسة.


حلحلة على الطريق

يبدو أن قضية ملعب المدينة الرياضية في طريقها إلى الحل، بعد الاجتماع الذي عقد أمس بين اللجنة الرباعية ورئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر (الصورة) الذي أجرى اتصالاً برئيس مجلس إدارة المدينة، رياض الشيخة، واتفقا على تفاصيل استضافة المباريات، على أن يحصل لقاء اليوم ظهراً إلى مائدة الغداء لوضع الآلية النهائية.