أوين لم ينصف نفسهحسن زين الدين
عند ذكر اسم مايكل أوين، تتبادر الى المخيلة سريعاً لقطة ذاك الفتى اليافع الذي توغل ذات يوم في مونديال فرنسا عام 1998 بين مدافعي الأرجنتين في اللقاء أمام انكلترا في الدور الثاني، متخطياً «صخرتي» الدفاع خوسيه تشاموت وروبرتو ايالا، ليسكن من بعدها الكرة بطريقة رائعة في المرمى الأرجنتيني، معلناً ولادة نجم من طينة العمالقة.
الآن، وبعد مرور 12 عاماً على ذلك المشهد الرائع كان يمكن أن تكون مسيرة هذا اللاعب أروع بكثير في ملاعب الكرة العالمية. كل شيء كان يوحي بذلك: سرعة قياسية، فنيات عالية، موهبة تهديفية فذة داخل منطقة الجزاء، إلا أن المطّلع عن كثب على مسيرة أوين لا بد أن يتوقف عند العثرات التي رافقت مسيرة هذا النجم، والتي في مكان ما كان أوين نفسه سبباً بها.
إذ لا يمكن نجماً سجل أول من أمس هدفه الـ 200 في الدوري الإنكليزي الممتاز في المباراة أمام بولتون أن يكون مآله دكة الاحتياط في صفوف فريقه مانشستر يونايتد، واللاعب لا ينفك يطالب بإشراكه أساسياً في تشكيلة السير الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون. قبل أيام، أطلق أوين صرخته، مبدياً حزنه على البقاء بجانب فيرغيسون في دكة الاحتياط.
كان ثمة شعور داخلي لدى هذا اللاعب بأن شيئاً من أوين عام 1998 ولد مجدداً، بأن طاقة يريد أن يفجّرها من جديد في ملاعب انكلترا. وبالفعل، فقد استطاع بعدها أن يسجل هدفين في مرمى سكانثورب يونايتد في مسابقة كأس رابطة الأندية الانكليزية المحترفة، أتبعهما بهدفه الذهبي الأخير في مرمى بولتون ليضع مدربه «السير» في موقف لا يحسد عليه لاختيار مهاجمَيه الأساسيين، في ظل وجود واين روني والبلغاري ديميتار برباتوف.
قد يقول قائل إن أوين قد بلغ الـ 31 من عمره، ومكانه هو دكة الاحتياط، ربما هذا صحيح وقد ينطبق على لاعبين آخرين، لكن ليس على رمز من طينة أوين.
نعم، فأوين ينتمي الى فئة من اللاعبين الذين يعشقهم المتابع. يجبرك هذا اللاعب القصير القامة على التركيز في تنقلاته داخل الملعب، يسحرك حينما ينطلق مراوغاً، ويمتعك حين يتلقف الكرة داخل منطقة الجزاء وهو يهم للتسديد نحو المرمى. لكن، في مكان ما، أوين أخطأ وجهته، أضاع البوصلة كما يقال، اتجه الى المكان الخطأ في 13 آب عام 2004 عندما قرر ترك تلك القلعة الحمراء في مدينة ليفربول. هناك، حيث كان أوين بكل ما للكلمة من معنى بطلاً حقيقياً ومعبوداً لجماهير الـ«انفلد»، إذ يكفي القول إنه سجل 158 هدفاً من مجموع الـ 200 التي سجلها في الدوري الإنكليزي مع فريق ليفربول.
لكن في لحظة ما، دغدغت النجومية عقل أوين فانتقل الى ريال مدريد الإسباني، ورغم نجاحه في إسبانيا بتسجيله 16 هدفاً في 43 مباراة ووقوفه نداً للبرازيلي رونالدو، إلا أنه دفع ثمن «الثورة البيضاء» داخل أروقة الملكي وكان مصيره في نيوكاسل ليجلبه بعد ذلك «السير» الى مانشستر يونايتد.
لذا، يبدو فيرغيسون حراً في اختيار الوقت الذي يشرك فيه أوين أساسياً من عدمه، ومهما سجّل أوين من أهداف، ستبقى صورته في أذهاننا صورة ذلك الفتى مرتدياً قميص... ليفربول!


نيفيل لأوين: نحن بحاجة إليك