انزو حديث الصحافة هذه الايام. هو انزو نجل زين الدين زيدان، ذاك اللاعب الكبير الذي أعلن اعتزاله لعبة كرة القدم قبل 4 سنوات، وها هو ولده البكر يحمل المشعل لإكمال مسيرة يتوقع لها النقاد ان تكون مذهلة كما حدث مع الأب
حسن زين الدين
ذات يوم من عام 1996 بزغ نجم شاب يدعى زين الدين زيدان. ظل هذا الفرنسي مدة عشرة أعوام حديث الناس في انحاء الكرة الأرضية. بفنياته العالية ومراوغاته وتسديداته، صنع «زيزو»، كما يلقّب، أسطورته الخاصة في الملاعب العالمية. الآن، بعد مرور 4 سنوات على اعتزال هذا النجم ملاعب كرة القدم، بدأ اسم زيدان يتردد بكثرة على صفحات الجرائد والمجلات. بالطبع، فإن نجماً كزيدان لا ينتهي أثره بمجرد اعتزاله، بل تظل له اطلالاته المميزة وتصريحاته التي تغني عالم كرة القدم. الا ان الحديث الآن هو عن خليفة «زيزو» في الملاعب، أي نجله الأكبر انزو. فمنذ فترة وهذا الفتى ذو الخمسة عشر عاماً يصنع ابداعاته مع فريق الناشئين الخاص بنادي والده السابق ريال مدريد الاسباني، وها هي الصحف تتابع عن كثب تطور مستوى الفتى يوماً بعد آخر، وبدأت منذ الآن تُرسم الشائعات والأسئلة بشأن مستقبله: هل سيمثل بلده الأم فرنسا أم اسبانيا التي يحمل جنسيتها أيضاً؟ هل سيكون بالفعل خليفة لزيدان ويعيد ابداعات والده مجدداً الى الملاعب؟ هل شهرة والده ستكون عاملاً ايجابياً أم سلبياً على مسيرته؟
أسئلة تبدو في مكانها بطبيعة الحال، وخصوصاً أن أمثلة كثيرة لأبناء نجوم احترفوا كرة القدم قدمها لنا التاريخ، كالايطالي باولو ابن تشيزاري مالديني والهولندي جوردي ابن يوهان كرويف والارجنتيني خوان سيباستيان ابن رامون فيرون وغيرهم، وهذه الأمثلة وغيرها تظهر لنا انه ليس بالضرورة ان يكون اللاعب نجلاً لنجم سابق حتى يبرز في عالم اللعبة، كما حصل مع جوردي كرويف على سبيل المثال، اذ شتان بين ما قدمه هو في الملاعب وما قدمه والده الهولندي الطائر كما كان يلقّب. لكنّ التقارير الصحافية الواردة من اسبانيا تشير إلى غير ذلك كلياً، متنبّئة بنجم خارق سيولد قريباً اسمه انزو زيدان. حتى إن اللاعب يحمل اسم عائلة والدته فيرنانديز كشهرة كروية له، وذلك حتى لا يوضع في موضع المقارنة مع والده، على الأقل من الناحية النفسية والمعنوية، عند نطق اسم زين الدين زيدان، وهذه نقطة مهمة، حيث يجب عدم الربط مطلقاً بين الولد وأبيه.
مسألة أخرى قد تضرّ بموهبة الفتى، وهي كثرة تركيز الصحافة عليه وهو في سن صغيرة، ما قد يضعه تحت ضغط قد يفقده التركيز في لعبة لا تعرف الأخطاء بتاتاً. وقد نقلت محطة «يورو سبورت» عن الفتى قوله «عندما كنت أصغر سناً كنت محمياً من الصحافة. الآن، مع ارتفاع مستوى الاداء، تغيّرت الامور» .
وفي هذه النقطة، فإنه لا حديث في هذه الفترة في العاصمة مدريد الا عن هذا الفتى، حتى إن مسؤولي ريال مدريد أبدوا دهشتهم للتطور السريع في مستوى انزو مع فريق الناشئين في النادي.
واحتلت صورة انزو غلاف صحيفة «أ س» الرياضية الاسبانية الشهيرة التي أفردت تقريراً مفصلاً عن الفتى قالت فيه ان انزو يسير على خطى أبيه، وله المهارات الفنية العالية نفسها التي عرف بها والده الأسطورة، بما في ذلك طريقة الأداء وإمرار الكرة. ونقلت الصحيفة عن مدير النادي الملكي خورخي فالدانو قوله «يُعدّ إنزو صورة طبق الأصل من والده زين الدين».
أما صحيفة «ليكيب» الفرنسية، فقد تغنّت بابن بلدها ومدحت احتلاله أخيراً غلاف صحيفة «أ س».

أطلق «زيزو» على ابنه اسم انزو فيرنانديز كي لا يوضع موضع المقارنة به
يبقى السؤال المنتظر الذي لن يجيب عنه الا «زيزو» الأب: هل سيرتدي انزو قميص منتخب اسبانيا ام فرنسا؟
ثمة تجاذب بين البلدين على الظفر بخدمات «الجوهرة» القادمة، إذ ان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بدأ يمارس ضغوطه على نجمه السابق زيدان من أجل الموافقة على انضمام نجله إلى صفوف منتخب دون الـ16 عاماً.
من جانبه، قال ناطق باسم الاتحاد الفرنسي في تصريحات إلى صحيفة «أس»: «نحن نحترم قراره، وسندعه يلعب في سلام». وأضاف «موقفنا واضح من انزو ولا نريد استعجال الأمور، وفي النهاية هذا قراره هو ووالده، وسنحترمه مهما كان»، وختم بقوله «الأهم بالنسبة إلينا أن يلعب في النهاية للمنتخب الفرنسي».
أما زيدان، فقد صرح بأنه لم يتخذ قراه بعد بشأن هوية البلد الذي سيمثله انزو قائلاً لصحيفة «أس»: «لا أريد التحدث في هذا الأمر الآن، ولكن إذا استدعى الأمر فسأقرر مستقبل نجلي من حيث اللعب في فرنسا أو إسبانيا، وكل ما يهمني هو أنه يستمتع بلعب الكرة في مدريد».
يبقى اذاً ان تكشف لنا الأيام هوية البلد الذي سيمثله الفتى انزو، لكن الأهم من ذلك ان يقدّم لنا ريال مدريد نجماً حقيقياً يعيد لنا بريق ذاك الشاب الذي لمع عام 1996.


انزوتيمّناً بانزو فرانشيسكولي

يعتقد زين الدين زيدان بأن نجله انزو (الصورة) سيكون له شأن كبير في عالم الكرة في المستقبل القريب، وقد أطلق «زيزو» اسم انزو على نجله تيمّناً بالنجم الاوروغوياني السابق انزو فرانشيسكولي الذي كان المثال الأعلى لزيدان في ملاعب كرة القدم.