سوريا ــ عامر مرعيتنطلق، اليوم الجمعة، منافسات الدورة العادية الـ40 من الدوري السوري والتاسعة له احترافياً، ضمن أجواء إيجابية فرضتها بعض المقدمات المبشرة، التي تحمل جديداً للكرة السورية، ما يدفع إلى ترقب موسم مميز هذا العام.
التخبّطات الإدارية التي طالت رئاسة اتحاد الكرة جعلت من فترة الإعداد طويلة جداً، ما أتاح للأندية أن تأخذ وقتها في التجريب والانتقاء والاختيار الهادئ للاعبين، وذلك أرخى بظلاله على إدارات الأندية وكوادرها الفنية التي عاشت استقراراً لم تهنأ به منذ عدة مواسم خَلَت.
حوافز استثنائية عُرضت هذا الموسم على لاعبي الدوري السوري، أحدها المشاركة المقبلة للمنتخب الأول في نهائيات كأس أمم آسيا (قطر 2011)، مع بقاء الباب مفتوحاً أمام دعوة عناصر جديدة إلى المنتخب بعد تعيين الكادر الفني الجديد برئاسة الصربي ديوجكيفتش .
ثاني هذه الحوافز يتمثل في زيادة عدد اللاعبين السوريين المحترفين في الخارج، ما يؤكد أن عيون الأندية الأجنبية بدأت تلاحق اللاعب السوري وتهتم به، وخصوصاً مع تقديم هذه الأندية عقوداً باهظة كان اللاعب السوري يحلم بها.
الجماهير والحكام والنقل التلفزيوني
ميزة لم تتغير عن المواسم الفائتة تتمثل في الحضور الجماهيري الغفير الذي اعتادته مدرجات الملاعب في سوريا، حيث قدّر معدل الحضور الجماهيري الموسم المنصرم بعشرة آلاف متفرج للمباراة الواحدة، وسط توقعات بزيادة هذا العدد الموسم المقبل.
أما الجديد من نوعه، فهو التحاق حكام الدرجة الأولى بمعسكر تدريبي خارجي في تركيا لرفع المستوى وتمكينهم من تخفيف الأخطاء التحكيمية التي من شأنها تعكير الأجواء.
لكن بداية هذا الموسم لم تخلُ من بعض المنغّصات التي توصف بالتنظيمية، رغم أن اتحاد الكرة الجديد تسلّم مهماته في 29/7/2010، ما يعني أنه تمتع بفترة زمنية كافية لتجنّب هذه المطبات التنظيمية. وأهم المنغصات عدم وجود روزنامة ثابتة للدوري، حيث يخضع لكثير من التعديلات بين تأجيل وضغط لأسباب عادة ما تتعلق بالمشاركات الخارجية للأندية أو بمباريات تأهيلية للمنتخب قبل خوضه نهائيات أمم آسيا الآنفة الذكر.
يضاف إلى ذلك ملف النقل التلفزيوني الذي لا يزال عالقاً حتى الآن من دون التوقيع مع أي قناة تلفزيونية، رغم إبداء العديد من القنوات رغبتها في شراء حقوق النقل، مثل محطات أبو ظبي الرياضية، الكأس، دبي الرياضية، وأخيراً الجزيرة الرياضية التي كانت تملك هذه الحقوق الموسم الفائت.
الشارع الرياضي السوري يتحدث عن خلاف بين الاتحاد الرياضي السوري ومختلف القنوات على قيمة العقد الذي بلغ العام المنصرم مليون ونصف مليون دولار، وهو رقم زهيد إذا ما قورن بعقود الدوريات العربية الأخرى، كالسعودي مثلاً، الذي بلغ خمسين مليون دولار.
هذا هو الموسم الأربعون، والبداية كانت عام 1966-1967 وفاز حينها نادي الاتحاد باللقب. أما أكثر الأندية فوزاً به فكان نادي الجيش 11 مرة، يليه الكرامة بثماني مرات، فالاتحاد بستة ألقاب، ثم جبلة بأربعة، وبلقبين لكل من تشرين والحرية والفتوة وبردى، بينما حاز كل من الوحدة والشرطة اللقب مرة واحدة.
ويبقى القول إن جدول الدوري سيبعث بكثير من الحماسة والإثارة بدءاً من الجولة الأولى التي تحوي ثلاثة «دربيات»، أحدها في مدينة حمص، ويجمع الكرامة والوثبة. أما الآخران، فهما في العاصمة دمشق؛ الأول بين المجد والوحدة والثاني بين الشرطة وحامل اللقب الجيش. وفي بقية المباريات، يحلّ نادي تشرين ضيفاً على أمية، فيما يلعب الفتوة مع الطليعة، بينما أرجأ الاتحاد الرياضي العام المواجهة بين ناديي حطين والاتحاد إلى 15 من الشهر المقبل حتى يتيح لفريق الاتحاد لعب المباراة النهائية في كأس الاتحاد الآسيوي.