عادت أخيراً من دورة الألعاب الجامعية في مصر، حاملةً ذهبيتين جديدتين للبنان. ها هي العداءة المتألقة غريتا تسلاكيان تضيف إنجازاً آخر الى سجلاتها الزاخرة. إنجاز تلو إنجاز بات يقرّب غريتا من تحقيق أسطورتها في واقعنا الرياضي
حسن زين الدين
غريتا تسلاكيان. بات هذا الاسم أشهر من أن يعرّف في واقعنا الرياضي اللبناني والعربي. دخلت هذه الفتاة العشرينية قلوبنا دون استئذان. بإنجازاتها الكبرى والقياسية، أضحت غريتا رقماً صعباً في المعادلة. خلال لقائنا بها في مكاتب «الأخبار»، تحار من أين تبدأ معها، تدفعك هذه الرياضية الكبيرة الى أن تنصت بانتباه شديد لكل تفاصيل كلماتها، هي التي تتقن جيداً فن الكلام. بذهبيتين في سباقي 100 متر (11،96 ثانية) و200 متر (24،02 ث) عادت إلينا غريتا (25 عاماً) قبل أيام من مصر بعد مشاركتها في الدورة العربية للجامعات ممثّلة جامعة الـ«ان دي يو»، وهي لا تخفي بأنها كانت تتوقع منافسة أكبر، «لكنني راضية عن مشاركتي التي تمثل اختباراً جدياً للألعاب الآسيوية الشهر المقبل» تقول.
إنجازات جديدة إذاً أضافتها غريتا الى إنجازاتها الثلاثة التي حققتها منذ انطلاق الموسم الحالي، حيث حققت الرقم القياسي في سباق 60 متراً داخل قاعة (7،60 ث) الذي نظمته «بيروت ماراتون» إضافة الى تحطيمها رقمي 400 متر في رومانيا، مسجلة 55،31 ثانية، و100 متر في سوريا في بطولة غرب آسيا (11،85 ث).
ما هو سرّ نجاح هذه العداءة يا ترى؟ ببساطة تخبرك غريتا بأنها تعشق جداً هذه الرياضة. وما تحقيقها لإنجازاتها الأخيرة إلا بسبب ابتعادها عن الإصابات والتي سمحت لها بأن «أفجر طاقاتي، وأفشّ خلقي» كما تقول ضاحكة. لا تخفي غريتا أنها تتوق دائماً الى السباقات «وبصراحة ما بشبع من تحطيم الأرقام القياسية»، هذه الرغبة والطموح هما سر نجاحها المتواصل إذاً، وهي في الوقت ذاته ترى أن لكل إنجاز من إنجازاتها طعمه ومذاقه الخاص، لكن أفضل ما في مسيرتها هو نزولها في سباق 100 متر عند حاجز الـ 12 ثانية «وهذا إنجاز كبير وكبير جداً للبنان» تلفت غريتا.
وما هو رأيها باتحاد ألعاب القوى في لبنان؟ ترى غريتا أن لا مكان للمقارنة بين ما تقدمه الاتحادات الخارجية من دعم لعدائيها وما يُقدَّم في لبنان، «لكنني أعلم مدى ضعف الإمكانات المتاحة، وما يكفيني هو الدعم المعنوي الذي يؤثر جداً في مسيرتي» تلفت هذه البطلة، موجهة في الوقت عينه رسالة شكر الى ناديها «انتر ليبانون» معتبرة إياه الأفضل في مسيرتها.
في ظل كل هذه الإنجازات، ما هو طموح غريتا يا ترى؟ تبرق عينا غريتا عند سؤالها هذا السؤال تحديداً، لكنها تبدو واقعية في جوابها، معتبرة أن «لا هدف معيّناً أسعى وراءه، لكنني آمل أن تبتعد عني الإصابات، وهذا وحده كفيل بأن أعطي أكثر في المستقبل».
ذات يوم، قال المدرب الأميركي الشهير جون سميث الذي أشرف على تدريب حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر مواطنه موريس غرين، عندما رأى غريتا تسلاكيان في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان الكورية الجنوبية: «تملك هذه العداءة مقومات النجاح والتألق في المستقبل، شرط أن تلقى الاهتمام اللازم مع برنامج تدريبي مكثف يتضمن مشاركات تصاعدية»... ومما لا شك فيه أن غريتا، في وقت قصير، ترجمت هذه الكلمات الى أفعال، وها هي، ببساطة، ماضية في تحقيق أسطورتها كأفضل عداءة في تاريخ لبنان.


غريتا تُثني على دور أسامة الرحباني

لا يمكن الحديث مع غريتا تسلاكيان من دون التطرق الى الدور الذي قام به الفنان أسامة الرحباني في مسيرتها، إذ لا تخفي غريتا أن أسامة «هو من الداعمين الأساسيين لي» وهي ترى أن أسامة من الأشخاص العاشقين للرياضة «رقم واحد» في لبنان، ومن المستحيل أن تحظى في حياتها بداعم أو حبيب أو صديق كأسامة.